مهدّدة بالحرائق المدمّرة
أشجار جوشوا الأيقونية في كاليفورنيا تكافح من أجل البقاء
في محمية «موهافي» الوطنية بولاية كاليفورنيا، وفي ذروة الصيف، ترتفع أشجار جوشوا الشهيرة في الصحراء على أرض مغبرة، وهدوء الصحراء يتناقض مع حرارتها الخطرة التي لا هوادة فيها. وفي الجزء الشرقي من المحمية الشاسعة، غذّت هذه الحرارة حرائق الغابات في منطقة يورك، التي اندلعت في 28 يوليو الماضي، وبعد أسبوعين، احترق أكثر من 93 ألف فدان في موطن شجرة جوشوا الرئيس. ولايزال العلماء يقيّمون الضرر، ولكن حريق يورك كان أكبر بكثير من حريق ضخم حدث قبل ثلاث سنوات، الذي قضى على أكثر من مليون شجرة جوشوا. ولا تنمو مثل هذه الأشجار في أي مكان آخر على هذا الكوكب إلا في جنوب كاليفورنيا وجزء من ولاية نيفادا.
وتقول المتحدثة باسم المحمية الوطنية، ساشا ترافاليو، «الشيء المؤسف هو أن أشجار جوشوا معرضة جداً للنيران»، وتتابع المسؤولة التي تشرف على محمية مجاورة، أيضاً، والتي تحتوي في الواقع على أشجار أكثر بكثير من الحديقة المحبوبة، «يعتبر جذع اللب في النبات وقوداً سريعاً للنيران، وعادةً عندما تحترق، فإنها تموت».
وحدث ضخم واحد، مثل حريق يورك، على سبيل المثال، قد يعني تدميراً هائلاً. ولكن هناك أمل في الجهود المبذولة لمنع حدوث ذلك. ويحاول الخبراء، من خلال جهود حثيثة، ضمان بقاء الأشجار على المدى الطويل، كما يقول المشرف في محمية موهافي، سييرا ويلوبي، متابعاً، «محاولة الذهاب إلى هناك كبشر لإعادة زراعة الأشياء، يمكن أن تكون صعبة حقاً في المحمية. ولا يوجد دليل إرشادي حول كيفية استعادة غابة شجرة جوشوا. إنه شيء عليك تجربته».
وشجرة جوشوا فريدة تماماً في الصحاري العالية في جنوب كاليفورنيا، وجزء من نيفادا. وتقع محمية موهافي التي تبلغ مساحتها 1.6 مليون فدان على حدود نيفادا، وتمتد على ثلاث من الصحاري الأربع الرئيسة في أميركا الشمالية. وتختلف شجرة جوشوا الشرقية التي تنمو في المحمية عن مثيلتها الغربية، التي تنمو في أقصى الجنوب في حديقة جوشوا الوطنية.
هذا هو المكان الذي ينطلق فيه بوب أوفييدو في شمس الصحراء في حديقة جوشوا الوطنية مع كلبيه الصغيرين. ويقول أوفييدو، الذي يعيش على بعد 45 دقيقة في بالم ديزرت، «إنه لأمر مدهش أن هناك الكثير من النمو هنا في الصحراء، مع الحرارة التي لدينا هنا». وتوقف في الحديقة بعد رحلة عمل في مكان قريب. والحديقة جميلة جداً، كما يقول، لدرجة أنه لا يريد أن يضيع فرصة واحدة للاستمتاع بها. ويضيف أوفييدو، «لدينا مجموعة متنوعة من الأشجار والشجيرات والصبار هنا؛ ولكن أشجار جوشوا بشكل أساسي جميلة جداً، وليس لها مثيل».
هناك اختلافات دقيقة بين نباتات شرق المحمية وغربها، ولكنها أساسية، ويعتمد كل منها على الأنواع الخاصة به من عثة التلقيح؛ وكلا النوعين يزدهر في بيئات متشابهة، لكن ليس في التربة نفسها. وتقول عالمة البيئة البحثية في جامعة كاليفورنيا، لين سويت، «إذا كان بإمكان الصنفين البقاء على قيد الحياة على الأرض نفسها، فمن المحتمل أن يفعلا ذلك»، وتضيف، «تبدو الشجرتين الشرقية والغربية مختلفتين، إذ ينمو جذع النبات الغربي بمقدار 4 أو 5 أقدام، قبل أن يتفرع، ويبدو أشبه بشجرة. وتنمو الأنواع الشرقية فروعاً أقرب إلى الأرض في شكل V - على الرغم من أن كلا النوعين يمكن أن ينمو بشكل كبير جداً».
• تكافح شجرة جوشوا الشرقية من أجل البقاء في محمية موهافي، ذات التضاريس الدائرية من الغرانيت. وقد التهم حريق في عام 2020 نحو 1.3 مليون شجرة جوشوا، تاركاً مساحات شاسعة من الأرض المحروقة.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news