استطلاعات الرأي تشير إلى حقائق مهمة

ناخبو ترامب يثقون به أكثر من الأصدقاء والعائلة

صورة

النتيجة الكبيرة التي توصل إليها استطلاع جديد أجرته شبكة «سي بي إس نيوز» بالتعاون مع «يوغوف»، هي أن الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب عزز تقدمه الوطني في الانتخابات التمهيدية الرئاسية للحزب الجمهوري إلى 46 نقطة، وهذا أحد أكبر نجاحاته حتى الآن.

لكن اكتشافاً آخر لفت انتباه كثير من الناس أيضاً، هو أن ناخبي ترامب يثقون به أكثر من ثقتهم بأصدقائهم وعائلاتهم أو وسائل الإعلام المحافظة، أو حتى الزعماء الدينيين. ومن ناحية تعد هذه النتيجة مفاجئة، لأن رئاسة ترامب تضمنت أكثر من 30 ألف ادعاء كاذب ومضلل. ويثق الناخبون بالرئيس السابق أكثر من ثقتهم بالأشخاص الذين يعرفونهم ويحبونهم، فما الذي يمكن أن يكون أكثر رمزية لفقاعة المعلومات الموجودة حوله؟

ومع ذلك، ما يجب ملاحظته هو أن هؤلاء هم الأشخاص الذين يصوتون لصالح ترامب، لذا فهي مجموعة تختار نفسها بنفسها. وبالطبع يقول كثير من ناخبي ترامب إنهم يثقون به، ولكن عندما نأخذ في الاعتبار جميع الناخبين الأساسيين للحزب الجمهوري، ينخفض العدد بشكل كبير إلى 53%، وهذا أقل من ذوي النسبة المئوية الذين يثقون بأصدقائهم وعائلاتهم، ويظهر أن أغلبية كبيرة من ناخبي الحزب الجمهوري لا يثقون به.

وهو أمر رأيناه من قبل، فقد أظهرت استطلاعات الرأي مراراً أن الأميركيين عموماً وحتى العديد من الجمهوريين، لديهم درجة منخفضة للغاية من الثقة برجل الثلاثين ألف ادعاء كاذب.

وفي استطلاع أجرته شبكة «فوكس نيوز» أخيراً، قال الأميركيون (67%)، إن عبارة «صادق وجدير بالثقة» لا تصف ترامب، كما أن مستوى الثقة به حتى بين قاعدته منخفض نسبياً. وقال 33% ممن صوتوا لصالح ترامب في عام 2020، و37% من الجمهوريين بشكل عام، إنه لم يكن صادقاً ولا جديراً بالثقة. (أظهر استطلاع للرأي أجرته صحيفة واشنطن بوست وأي بي سي نيوز في الوقت نفسه تقريباً أرقاماً مماثلة).

ولكن حتى داخل قاعدة ترامب من الناخبين الأساسيين للحزب الجمهوري، ينبغي لنا ألا نُفاجأ بشدة.

وأحد الأسباب هو أن المؤيدين غالباً ما يضعون هذا المستوى من الثقة بالمرشح الذي يختارونه. وأظهر استطلاع أجرته مؤسسة «إبسوس» العام الماضي، أن عدد الديمقراطيين الذين يثقون بالرئيس جو بايدن (80%) أكبر من أي شخص آخر باستثناء المستشار الصحي للبيت الأبيض، أنتوني فاوتشي (84%)، وطبيبهم الشخصي أو مقدم الرعاية الصحية (90%). ويواجه بايدن مشكلاته الخاصة في قول الحقيقة، على الرغم من أنه ليس قريباً من مقياس ترامب.

والسبب الآخر الذي ينبغي لنا ألا نُفاجأ به، هو أنه على الرغم من أن الاستطلاع يدور جزئياً حول الثقة بترامب شخصياً، فإنه يعكس أيضاً ما يتم مقارنته به.

وأظهر استطلاع «غالوب» أن ثقة الأميركيين بالكنيسة والدين انخفضت إلى نحو نصف ما كانت عليه في مطلع القرن الحادي والعشرين. ويقول 49% فقط من الجمهوريين الآن، إن لديهم على الأقل «قدراً كبيراً» من الثقة بتلك المؤسسة، على غرار 42% من الناخبين الأساسيين في الحزب الجمهوري الذين يقولون إنهم يثقون بالزعماء الدينيين في الاستطلاع الجديد.

وأظهر استطلاع أجرته مؤسسة «إبسوس» في وقت سابق من هذا العام، أن 45% فقط من الأميركيين لديهم «قدر كبير» من الثقة بأصدقائهم. (كانت النسبة أعلى 61% بالنسبة لأفراد الأسرة)، لذا فإن فكرة عدم ثقة العديد من مؤيدي ترامب حتى بالمقربين منهم ليست مفاجئة تماماً.

وأخيراً هناك سؤال حول شعور الجمهوريين تجاه وسائل الإعلام المحافظة، وربما ليس من المستغرب أنهم لا يثقون بوسائل الإعلام الرئيسة، لكن استطلاعات الرأي أظهرت أن لديهم أيضاً، درجة صحية من الشك في وسائل الإعلام المحافظة.

وأظهرت بيانات «يوغوف» الصادرة في الربيع الماضي، أن عدد الديمقراطيين الذين يثقون ببعض وسائل الإعلام ذات الميول المحافظة يفوق عدد الجمهوريين، بما في ذلك صحيفة «نيويورك بوست» و«ناشيونال ريفيو». وكانت ثقة الجمهوريين بمزيد من المنافذ الإعلامية الصديقة لترامب مثل «فوكس نيوز» و«نيوزماكس» و«أمريكا نيوز» أقل أيضاً من ثقة الديمقراطيين بعدد كبير من المنافذ الإعلامية الرئيسة.

لذا فإن ترامب يولد قدراً أكبر من الثقة بين مؤيديه الأكثر إخلاصاً، مقارنة بالمجموعات المتمتعة بمستويات متوسطة فقط من الثقة بالقاعدة المحافظة.

ما مدى ثقة هؤلاء المؤيدين المخلصين لترامب؟ إنه في الواقع ليس بهذه الروعة، وهذه النسبة البالغة 71% أقل بكثير من 91% من مؤيدي ترامب «الأقوياء» - وهي مجموعة مختلفة قليلاً ولكنها متشابهة - الذين قالوا إنهم يثقون بترامب للحصول على معلومات دقيقة في عام 2018.


نسب متفاوتة من الثقة

النسب المئوية للثقة تنقسم إلى النحو التالي:

■  ترامب: 71%

■  الأصدقاء والعائلة: 63%

■  شخصيات إعلامية محافظة: 56%

■  الزعماء الدينيون: 42%

• تعد هذه النتيجة مفاجئة، لأن رئاسة ترامب تضمنت أكثر من 30 ألف ادعاء كاذب ومضلل.

تويتر