قوات الاحتلال أزالت 12 منشأة سكنية وتجارية في عملية هي الأوسع منذ سنوات
بلدة «عناتا» في القدس.. آلة الهدم الإسرائيلية تمحو المنطقة الصناعية
في تمام الساعة الخامسة من فجر السادس من شهر سبتمبر الجاري، بتوقيت الأراضي الفلسطينية المحتلة، استيقظ سكان بلدة «عناتا»، إلى الشمال الشرقي من مدينة القدس الشريف، على أصوات مركبات الاحتلال الإسرائيلي، تقتحم حي البقعان بالبلدة دون سابق إنذار، رفقة جرافات وآليات عسكرية، لتهدم 12 منشأة سكنية وتجارية وتحولها إلى أكوام من الركام.
ونفذت إسرائيل عملية الهدم هذه، التي تُعدّ الأوسع في «عناتا» منذ سنوات طويلة، بحجة وقوع تلك المنشآت بمحاذاة جدار الفصل العنصري، إذ اضطرت قوات الاحتلال إلى إزالة مقطع من جدار العزل العنصري، الذي يحيط حي البقعان، ويمتد على مسافة تزيد على كيلومترين لتنفيذ عملية الهدم.
عقاب جماعي
رئيس بلدية «عناتا»، طه الرفاعي، يقول في حديثه مع «الإمارات اليوم»: «إن جرافات الاحتلال وآلياته العسكرية، وعلى مدار أكثر من تسع ساعات متواصلة، نفذت عملية عقاب جماعي شرسة بحق سكان البلدة، بحجة توسعة مقاطع الجدار الفاصل»، ويسترسل الرفاعي: «أثناء هذه الهجمة التي لا تُعدّ الأولى ضد (عناتا)، بل الأكبر والأكثر ضراوة، دمّرت القوات الإسرائيلية بنايتين سكنيتين: الأولى مكونة من طابقين، تعود ملكيتها لعائلة حمدان، التي بات مصيرها التشرد على قارعة الطريق، والثانية مكونة من خمس شقق سكنية قيد الإنشاء، تمتلكها عائلة غيث، وكذلك صالة كبيرة تستخدم كديوان للعائلة ذاتها».
ويلفت إلى أن العملية الإسرائيلية نتج عنها أيضاً هدم مزرعة للماشية، وتسع منشآت صناعية وتجارية، وهي عبارة عن ورش للحدادة، ومغسلة للسيارات، ومحال تجارية لبيع قطع غيار السيارات، وكمالياتها.
ويبين رئيس بلدية «عناتا» أن قوات الاحتلال نفذت عملية الهدم في «عناتا» داخل المساحات القليلة المتبقية للسكان المقدسيين، والبالغ قدرها 2000 دونم، من إجمالي مساحة بلدة «عناتا» البالغة 32 ألف دونم، والتي سيطر عليها الاحتلال لمصلحة التمدد الاستيطاني، وتوسعة مساحات جدار الفصل العنصري.
خسائر فادحة
المنشآت التي أزالها الاحتلال في حي البقعان تقع داخل المنطقة الصناعية في «عناتا»، التي تُعدّ الأهم شرق القدس، لمجاورتها بلدات وقرى مقدسية عدة، والتي تعتمد في اقتصادها على تلك المنطقة، بحسب الرفاعي.
ويقول رئيس بلدية «عناتا»: «إن خطر الهدم داخل المنطقة الصناعية لم يتوقف عند هذا الحد، إذ تواجه 300 منشأة اقتصادية أخرى داخل (عناتا) خطر الإزالة، جرّاء تسلم أصحابها إخطارات هدم إسرائيلية سابقة».
في سياق متصل، أسفرت عملية الهدم الشاملة في «عناتا» عن حجم دمار هائل يمتد داخل مساحات واسعة، وهو ما يبدو واضحاً منذ اللحظة الأولى لدخول حي البقعان بـ«عناتا»، فيما تسبب ذلك في خسائر مالية فادحة لأصحاب المنشآت والمنازل، تقدر بملايين الشواكل.
المقدسي أشرف أبوعودة، يمتلك ورشة لغسيل السيارات ومحلاً تجارياً لبيع قطع غيارها والكماليات الخاصة بها، داخل المنطقة الصناعية بـ«عناتا»، تكبّد خسائر كبيرة بلغت ما يقارب 450 ألف شيكل، نتيجة هدم ممتلكاته الاقتصادية، وتحطيم جرافات الاحتلال كل معدات عمله، أثناء تنفيذ عملية الهدم.
• أسفرت عملية الهدم الشاملة في «عناتا» عن حجم دمار هائل يمتد داخل مساحات واسعة، وهو ما يبدو واضحاً منذ اللحظة الأولى لدخول حي البقعان بـ«عناتا»، فيما تسبب ذلك في خسائر مالية فادحة لأصحاب المنشآت والمنازل، تقدر بملايين الشواكل.
• نفذت إسرائيل عملية الهدم هذه، التي تُعدّ الأوسع في «عناتا» منذ سنوات طويلة، بحجة وقوع تلك المنشآت بمحاذاة جدار الفصل العنصري، إذ اضطرت قوات الاحتلال إلى إزالة مقطع من جدار العزل العنصري الذي يحيط حي البقعان، ويمتد على مسافة تزيد على كيلومترين لتنفيذ عملية الهدم.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news