40 متراً تُفاقم مأساة 3 أشقاء مقدسيين من ذوي الهمم
في بلدة سلوان جنوب المسجد الأقصى المبارك، تتجرع عائلة (القاق) مأساة شديدة المرارة، بعد أن أجبرتها بلدية الاحتلال الإسرائيلي في مدينة القدس الشريف على هدم أجزاء من منزلها ذاتياً، والمكوّن من ثلاث غرف.
وبالتالي، تفاقمت مأساة العائلة التي تعيش تحت خط الفقر المدقع، جراء إصابة رب الأسرة إياد القاق بمرض في قدميه، يفقده القدرة على الحركة والعمل، فيما أجريت له في يونيو الماضي عملية قلب مفتوح، ليعجز عن علاج ابنته (آلاء) التي وافتها المنية قبل هدم المنزل بأيام قليلة، والمصابة بمرض (التوحد)، وانخفاض الأكسجين في الدم، نتيجة إصابتها بمرض مزمن في القلب، وإعاقة جسدها كاملاً.
وليس ذلك فحسب، إذ يصاب ثلاثة من أفراد العائلة المكونة من الزوج والزوجة ووالدته وخمس بنات، وولد، بإعاقات دائمة منذ الولادة، إلى جانب ما كانت تعانيه (آلاء)، أشدها إصابة الابن الوحيد (محمد - 18 عاماً) باعتلالات عصبية وتشنجات دائمة بقدميه، حرمته القدرة الكاملة على الحركة.
حكاية مريرة
في 25 يوليو الماضي، وبينما كانت ترافق ابنتها (آلاء - 20 عاماً)، التي تصارع المرض داخل غرفة العناية المكثفة، جراء تدهور حالتها الصحية، تلقت الأم أسماء قراعين قراراً إسرائيلياً من بلدية الاحتلال بالقدس، يقضي بهدم نصف منزلها. هذا القرار كان كما تسري النار في الهشيم، فالأم المكلومة كانت تتنقل ما بين غرفة ابنتها آلاء في المستشفى، وغرفة أولادها الثلاثة من ذوي الإعاقة داخل منزلها في حي عين اللوزة ببلدة سلوان.
الأم أسماء التي تعيل أسرتها جراء تدهور حالة زوجها الصحية، لم تتمكن من الاعتراض على هذا القرار في أروقة محاكم الاحتلال، فـ(آلاء) فارقت الحياة في اليوم الأول من أغسطس الماضي، في ظل عجز عائلتها عن توفير العلاج المناسب لها، وإنقاذ حياتها من خطر الموت.
وفي يوم 28 أغسطس الماضي، باغتت قوات الاحتلال المأوى الوحيد لفقر يضرب أركانه، ومرض ينهش في أجساد سكانه، لتسلم العائلة قرار هدم نصف منزلها ذاتياً، تجنباً للإجراءات الإسرائيلية التعسفية كاعتقال صاحب المنزل، وهدم جرافات الاحتلال منزله، وتغريمه مبالغ مالية طائلة لعدم هدم منزله بيده، وذلك بحسب (قراعين).
ملاذ الأوجاع
أجبرت القوات الإسرائيلية العائلة المقدسية على هدم مأوى أشقاء الدم والإعاقة، دون الاكتراث لحالاتهم الإنسانية، لتزيل عائلة القاق نصف منزلها بيدها، والذي يشمل غرفة تعد ملاذ أوجاع الأشقاء الثلاثة من ذوي الاحتياجات الخاصة. وتقول الأم أسماء، «إن طواقم من بلدية الاحتلال سلمتنا هدم جزء من منزلنا، دون مراعاة وضعنا الصعب، خاصة بعد وفاة ابنتي المريضة آلاء، وحاولنا تأجيل الهدم لأسبوعين، وبعد يومين فوجئنا بإصدار قوات الاحتلال أمر هدم آخر، فاضطررنا إلى تنفيذ القرار، بعد تفريغ الغرفة من محتوياتها، والشروع بهدم سقفها ذاتياً».
وتضيف، «إن الغرفة التي هدمت تبلغ مساحتها 40 متراً مربعاً، والتي تحتضن بين جدرانها الأربعة وسقفها ذكريات حياة ابنتي آلاء، كما تعد مصدر الأمان لأبنائي الثلاثة من ذوي الإعاقة، ابني الوحيد، وطفلتي الصغيرتين». وتسترسل الأم المكلومة متسائلة بعيون دامعة، «ما الذنب الذي اقترفه أبنائي وأطفالي ليصبح مصيرهم الحرمان من الغرفة التي تؤوي أوجاعهم؟ وأمام ذلك، أين هي حقوق ذوي الإعاقة التي كفلتها قوانين حقوق الإنسان والطفل في العالم؟».
إصرار على الهدم
في عام 2003 أجرت عائلة القاق عملية توسعة لمنزلها، لتوفير مساحة كافية تتسع لأطفالها من ذوي الإعاقة، ومنذ ذلك الوقت تلاحقهم بلدية الاحتلال بحجة البناء دون ترخيص، حتى أصدرت قرارها النهائي بهدم نصف المنزل. وتقول الأم أسماء، «على مدار 20 عاماً أحاول ترخيص بناء غرفة أبنائي، إلا أن بلدية الاحتلال ترفض الموافقة على ذلك، بل تجبرني على دفع مبالغ مالية باهظة بذريعة مخالفة البناء، رغم تدهور أوضاعنا المعيشية، وخصوصية حالات أفراد عائلتي الإنسانية».
وتلفت إلى أن بلدية الاحتلال تفرض مبالغ مالية باهظة، وتشترط قيوداً تعجيزية تجعل الحصول على تراخيص البناء أمراً مستحيلاً، لتهدم بعد ذلك منازل المقدسيين وتشرّدهم بحجة عدم الحصول على تراخيص البناء.
• في 25 يوليو الماضي، وبينما كانت ترافق ابنتها آلاء (20 عاماً)، التي تصارع المرض داخل غرفة العناية المكثفة، جراء تدهور حالتها الصحية، تلقت الأم أسماء قراعين قراراً إسرائيلياً من بلدية الاحتلال في القدس، يقضي بهدم نصف منزلها.
• تفاقمت مأساة العائلة التي تعيش تحت خط الفقر، جراء إصابة رب الأسرة إياد القاق بمرض في قدميه، يفقده القدرة على الحركة والعمل، فيما أجريت له في يونيو الماضي عملية (قلب مفتوح)، ليعجز عن علاج ابنته (آلاء) التي وافتها المنية قبل هدم المنزل بأيام قليلة.