استنسخها من كلب واحد
خافيير مايلي مرشح الرئاسة الأرجنتيني يستلهم المشورة من كلابه
تفاخر المرشح للانتخابات الرئاسية في الأرجنتين، خافيير مايلي، في اجتماع حاشد، الأسبوع الماضي، بأنه يمتلك «أفضل الاستراتيجيين في العالم»، لكنه لم يقصد فريق حملته، وإنما كان هذا الليبرالي يشير إلى كلابه. وبدلاً من زوجة وأبناء يقيمون معه، ستقيم هذه الكلاب الإنجليزية الخمسة مع مايلي في القصر الرئاسي الوردي، كاسا روسادا، إذا فاز بالرئاسة.
وبالفعل يعتبر مايلي هذه الكلاب «أطفاله»، كما يطلق عليها، وتعتبر محط اهتمامه في الحملة بقدر اهتمامه بسياساته المثيرة للجدل، ويرجع ذلك جزئياً إلى السيرة الذاتية لمايلي التي نشرت في يوليو تحت عنوان «إل لوكو» أو «الرجل المجنون».
ويقول مؤلف السيرة، خوان لويس غونزاليس، إن «مايلي لا يمزح عندما يطلق على الكلاب اسم الاستراتيجيين»، ويسترسل «إنه مقتنع بأنه يستطيع التواصل مع كلابه، وأنها تستطيع تقديم المشورة له في مجالات مختلفة، حيث تعتبر الكلاب بمثابة خزانة أفكار بالنسبة له، فهو يستلهم الأفكار منها».
كان كلب مايلي الأول «كونان»، الذي سمي على اسم الشخصية الرئيسة في فيلم كونان، شخصية محورية في صعود مغني الروك السابق ذي الشعر البني إلى الشهرة السياسية. فقد كان من الواضح أن مايلي شديد الاهتمام بكلبه «كونان»، وعندما لم يكن لديه مال ذات مرة، باع دراجته النارية، وعاش على بيتزا واحدة يومياً، حتى يتمكن من شراء طعام فاخر للكلب. وظل متفانياً مع كلبه، لدرجة أنه قرر استنساخه. وأرسل عينات أنسجة إلى شركة «حفظ جيني» أميركية لتخزينها في عام 2014. ويقول مؤسس ومالك شركة «بيربيت يواتي»، رون غيليسبي: «كان هذا الكلب هو كل شيء بالنسبة له».
عندما نفق «كونان» في عام 2018، طلب مايلي من الشركة المضي قدماً في إجراء عملية الاستنساخ، البالغة قيمتها 50 ألف دولار، التي ستضمن له نسخة طبق الأصل من «كونان». وبدأ غيليسبي (75 عاماً)، وهو خريج اقتصاد زراعي، في هذا العمل، بمساعدة مختبر في تكساس. وفي المختبر، سارت الأمور على ما يرام مع جينات «كونان»، فبدلاً من استنساخ واحد فقط، كما جرت العادة، انتهى الأمر باستنساخ خمسة كلاب، أطلق عليها أسماء: كونان، موراي، ميلتون، روبرت، لوكاس. ومنذ استنساخ أول حيوان ثديي، وهو النعجة دوللي، في عام 1996، أصبح طلب نسخ طبق الأصل من الحيوانات الأليفة أمراً شائعاً. ويقال إن الممثلة باربرا سترايسند تمتلك نسختين من كلبها الصغير الرقيق، وهو كوتون دي تولير.
ويقول غيليسبي: «كان لدي جميع أنواع العملاء الذين يحبون حيواناتهم الأليفة، ويريدون إدامة ارتباطهم بها»، مضيفاً أن السياسي الأرجنتيني «لم يكن مختلفاً عن البقية». ويضيف «وفي وقت لاحق بدأت أسمع أنه يتواصل مع كلابه»
. ويقول غونزاليس إن مايلي تحدث كثيراً على انفراد مع الأصدقاء وغيرهم حول محادثاته مع الكلاب.
ويقول غونزاليس أيضاً «الأمر يعتمد على الموضوع، فـ(كونان) يقوم بالاستراتيجية العامة، وأعتقد أن (ميلتون) هو الذي يقدم المشورة بشأن الموضوعات الاقتصادية»، ويضيف «ثم هناك شخص يمكنه رؤية المستقبل، والتعلم من الأخطاء - أعتقد أنه (روبرت)، لقد كلفهم بمهام مختلفة كما لو كانوا حكومة».
وتستمتع الكلاب بالتجول في أنحاء المنزل. ويقول مايلي على شاشة التلفزيون، بعد وقت قصير من وصول كلابه في عام 2018: «منزلي يشبه كوسوفو، في غضون أسبوعين، أكلوا ما يقرب من أربعة كراسي بذراعين». ولا ينكر مايلي وجود خزانة للكلاب. وقال أخيراً: «ما أفعله داخل منزلي هو مشكلتي».
وتقول الطبيبة البيطرية، سيليا ميلاميد، التي تدير ورشة عمل حول التواصل مع الحيوانات الأليفة في بوينس آيرس، إنها علمت كاترينا، شقيقة مايلي، التي تعيش معه ومديرة حملته - التواصل مع الحيوانات. وتقول «إنها مسألة ممارسة»، وتضيف «أرى الحيوان وأتواصل معه، وأنقل ما أفكر فيه، والحيوان يراني ويفعل الشيء نفسه، إنه على مستوى اللاوعي».
ورفضت التعليق على محادثات مايلي مع كلابه، لكن كاتب سيرته الذاتية يشعر بالقلق.
ويقول غونزاليس: «السؤال هو: ماذا سيحدث في بلد غير مستقر بالفعل مثل الأرجنتين إذا وضعنا في السلطة شخصاً مقتنعاً بأنه يستطيع التحدث عن الاقتصاد مع كلابه؟». وأضاف أن الأشخاص الذين دعموا مايلي أخبروه بأن «جميع رؤسائنا السابقين لم يكونوا مجانين، وانظروا ما الفائدة التي حققها لنا ذلك - بالتأكيد يجب أن نمنح مايلي فرصة».
وتقابل مصالح مايلي الباطنية مقترحات جذرية، فهو يريد إزالة البنك المركزي، واستبدال البيزو الأرجنتيني بالدولار. كما أنه يؤمن بملكية الأسلحة العامة، والحق الفردي في بيع الأعضاء. وفي مناسبات حملته الانتخابية، كثيراً ما يوزع صوراً لأصدقائه ذوي الأرجل الأربعة، قبل أن يستخدم منشاراً يرمز إلى الخفض الذي ينوي إلحاقه بميزانية الدولة.
• اعتبر مايلي هذه الكلاب «أطفاله»، كما يطلق عليها، وتعتبر محط اهتمامه في الحملة بقدر اهتمامه بسياساته المثيرة للجدل، ويرجع ذلك جزئياً إلى السيرة الذاتية لمايلي التي نشرت في يوليو تحت عنوان «إل لوكو» أو «الرجل المجنون».
• بدلاً من استنساخ واحد فقط، كما جرت العادة، انتهى الأمر باستنساخ خمسة كلاب، أطلق عليها أسماء: كونان، موراي، ميلتون، روبرت، لوكاس.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news