المرصد ..شيرين أبوعاقلة.. حضور رغم الغياب
استدعت ذاكرة الجمهور العربي، بحكم الأحداث الجارية في غزة حالياً، ذكرى الإعلامية الفلسطينية الراحلة شيرين أبوعاقلة، التي ارتبطت لديهم بالتغطيات الفلسطينية، ووصف خبير إعلامي هذا الاستدعاء بأن «الإعلامي يصبح أحياناً جزءاً من الحدث، وأحياناً عنواناً له».
ورصدت صحف ومواقع تداول المتابعين على صفحات التواصل الاجتماعي، عبارة كانت تكررها أبوعاقلة دوماً في تغطياتها الفلسطينية تقول «بدها طول نفس، خلي المعنويات عالية»، ووصفت صحيفة «المصري اليوم» العبارة بأنها أصبحت «أيقونية» بفعل هذا التداول.
جمعت أبوعاقلة ببراعة بين التزامها الوطني، وتمسكها بالمهنية الصحافية، وفي الحالين سعت لمحاذاة الحقيقة. دخول أبوعاقلة عالم الإعلام، كان في حد ذاته تحدياً لمسيرتها الشخصية، فقد تخرجت في الأصل في كلية الهندسة، لكنها تركت مجالها لتدخل مهنة البحث عن المتاعب والمخاطر.
عاشت أبوعاقلة حياتها راهبة في محراب الإعلام، مخلصة له ولقضية وطنها، ورحلت بعد أن دفعت الثمن حياتها بفعل رصاصة من بندقية إسرائيلية، (حسب تحقيق موثق من الأمم المتحدة)، وعكست قصتها قيمة عليا للصحافي المؤمن بعدالة قضية بلاده، وأيضاً للصحافي الميداني الذي يحاول الحصول على المعلومة من وسط الأهوال.
تقول أبوعاقلة عن ذلك في حوار لها مع موقع «الإنساني» الصادر عن «اللجنة الدولية للصليب الأحمر» في 12 مايو 2022 حين سألتها المحررة عن تلك المسيرة الصعبة، «هذه هي الصحافة، وهذه هي المنطقة التي أعمل فيها، لقد مرت علينا فترات هادئة نوعاً ما في أواسط التسعينات، لكنني كنت أعلم دائماً أننا نعيش في منطقة ساخنة قابلة للاشتعال في أي وقت، ليس هذا بالشيء البسيط، ولكنه يصبح جزءاً منك، فعندما تسمع بحدث ما في منطقة ما، ينصب تفكيرك حول سؤال واحد يعبر عن طبيعة عملك، كيف أصل إلى هناك في أسرع وقت ممكن».
هناك جانب ثالث، في مسيرة أبوعاقلة، يضاف إلى التزامها الوطني والمهني وجمعها الدقيق بينهما، هو التحدي الصعب الذي يواجهها كامرأة في التغطيات الصحافية الميدانية، وتقول هي عن ذلك في الحوار ذاته «كنت أنظر إلى هذا الوضع ليس كظاهرة، وإنما كشيء طبيعي، فمثلاً خلال الاجتياحات الكبيرة كما حدث في جنين 2002، اضطررنا إلى المبيت أياماً عدة خارج منازلنا، وهذا في حد ذاته قد يشكل معضلة أو عائقاً لكثير من النساء في بعض الأحيان، وخلال وجودنا في مدن لا فنادق فيها، استضافنا السكان في منازلهم»، وتضيف «التجأنا إلى المستشفيات للمبيت هناك ليال عدة، ولا أنسى أن أحد أفراد الطاقم اضطر إلى المبيت في حديقة الحيوان، فلولا دعم العائلة واحترامهم للمهمة التي نقوم بها، لكان مثل هذا الوضع صعباً على أي امرأة».
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news