بسبب انعدام الوقود وتوقف المخابز عن العمل
الغزيون يلجأون إلى طرق بديلة وبدائية للحصول على رغيف الخبز
النازحون والناجون من ويلات عمليات القصف المدفعي والمروحي والبحري الإسرائيلي في شتى أرجاء قطاع غزة المحاصر، يقضون وقتهم في البحث عن رغيف خبز يبقيهم وأطفالهم على قيد الحياة، إلا أن جميع محاولاتهم هذه تذهب أدراج الرياح، جراء إغلاق جميع المخابز، بفعل استمرار العملية البرية الإسرائيلية واسعة النطاق قبل بدء الهدنة.
وتتفاقم هذه الأزمة نتيجة نفاد الوقود، والانقطاع الكامل للتيار الكهربائي، إلى جانب قصف طائرات الاحتلال عشرات المخابز، بعد أن كان ينتظر السكان أمامها طوال ساعات اليوم للحصول على رغيف الخبز، وأحياناً لا يتمكنون من الحصول على رغيف خبز واحد.
طرق بدائية بديلة
في سبيل مجابهة تفاقم أزمة الغذاء، والحصول على الخبز داخل القطاع، يتحايل السكان على ظروف أزماتهم القاسية الناجمة عن ضراوة العمليات العسكرية التي نفذتها إسرائيل بشكل متواصلة قبل سريان الهدنة، ما جعل أغلب سكان قطاع غزة يبحثون عن طرق بدائية للحصول على القليل من الخبز، جراء إشعال النيران بأغصان الأشجار المجرفة، وقطع الأخشاب والكرتون البالية، وكذلك بكميات كبيرة من الأوراق التي تناثرت فوق أكوام ركام البنايات المدمرة.
المواطن عبدالله الفتياني (39 عاماً)، أحد النازحين من مدينة غزة إلى أحد مراكز الإيواء في مدينة خان يونس جنوب القطاع، يقضي وقته وأطفاله في البحث عن أغصان الأشجار المتناثرة في الأراضي الزراعية المجرفة وقطع الأخشاب البالية، لإشعالها أمام مركز الإيواء، ومن ثم يضع فوق إناء متهالك من صفيح الألومنيوم (الصاج) عجين الدقيق، الذي يحصل على كميات قليلة منه بشق الأنفس، ليحصل في نهاية المطاف على خبز يسد رمق عائلته، البالغ عددها 11 فرداً.
وتعد الطريقة البديلة التي يلجأ إليها الفتياني ملاذ الآلاف من النازحين من سكان مدينة غزة ومحافظات شمال القطاع في مراكز إيواء النازحين بمدينة خان يونس، إذ يجتمع الرجال والأطفال من حوله لإعداد الخبز بواسطة دقيق يحصلون عليه بصعوبة بالغة.
أزمة خانقة
بالانتقال إلى مدينة دير البلح وسط قطاع غزة، يقول أبومحمد الغول (54 عاماً) في حديثه مع «الإمارات اليوم» بغضب شديد، إن «منزلي مكون من طابق واحد فوق مساحة قدرها 100 متر مربع يحتضن حالياً 50 فرداً من أقاربي المدمرة منازلهم، من بينهم أفراد عائلتي، لافتاً إلى أنه كان يشترى في السابق ربطة خبز تضم 50 رغيفاً كانت توفرها المخابز قبل إغلاقها، وكانت تكفي لتوفير رغيف لكل فرد من الأسرة، لكنني لم أتمكن طوال الأيام الماضية من توفير رغيف خبز لكل فرد من العائلة ونتقاسم جميعاً الخبز».
ويسترسل (الغول) بينما كان يحمل قليلاً من أغصان الشجر «إن هذه الأزمة الخانقة أجبرتني وأهالي القطاع على استخدام طرق بدائية للحصول على الخبز لم نشهدها منذ نكبة تهجير عام 1948، حيث نستخدم الحطب كبديل لوقود غاز الطهي الذي غاب تماماً عن حياة السكان مع تتابع أيام العملية العسكرية الإسرائيلية قبل الهدنة، ونبذل قصارى جهدنا لخبز القليل من الخبز الذي بالكاد يسد رمق أفراد من يقطنون داخل منزلي، تزامناً مع أزمة شح توافر الدقيق والمواد الغذائية».
وعلى النسق ذاته، يلجأ النازحون في شتى مناطق القطاع إلى الطريقة ذاتها داخل جميع مراكز الإيواء وفي الشوارع القريبة منها، نتيجة الاكتظاظ الشديد بداخلها، وكذلك أمام منازل الناجين من ويلات القصف، إذ يصطف السكان على شكل طوابير طويلة للحصول على قطع من الخبز المعد على نار مشتعلة بواسطة أخشاب متآكلة.
• الطريقة البديلة التي يلجأ إليها سكان غزة تعد ملاذ الآلاف من النازحين من سكان مدينة غزة ومحافظات شمال القطاع في مراكز إيواء النازحين بمدينة خان يونس، إذ يجتمع الرجال والأطفال لإعداد الخبز بواسطة دقيق حصلوا عليه بصعوبة بالغة.
• الأزمة الخانقة أجبرت أهالي القطاع على استخدام طرق بدائية للحصول على الخبز لم يعهدوها منذ نكبة تهجير عام 1948، تتمثل في استخدام الحطب كبديل لوقود غاز الطهي الذي غاب تماماً عن حياة السكان خصوصاً مع تتابع العملية العسكرية الإسرائيلية.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news