شارك فيه يوسف وهبي وأنور وجدي ومحمود المليجي وفاتن حمامة وليلى مراد
دعوات لاستعادة فكرة «قطار الرحمة» لإغاثة الفلسطينيين في غزة
دعت أصوات مصرية على منصات إعلامية، وفي شبكات التواصل الاجتماعي، الفنانين والفنانات العرب، إلى استعادة فكرة «قطار الرحمة» التي نُفذت مطلع الخمسينات، لدعم اللاجئين الفلسطينيين في غزة، الذين نزحوا إلى القطاع بعد حرب 1948، وتضمنت الفكرة، الجمع بين الحشد الإعلامي عبر ظهور أهل الفن ودفاعهم عن اللاجئين والنازحين، والدعم الإنساني والمالي لهم، بعد جمع التبرعات من الأهالي.
كانت قافلة «قطار الرحمة» قد انطلقت في 24 ديسمبر 1952، بتوجيهات من الرئيس المصري وقتئذ محمد نجيب، إثر مبادرة صحافية من الكاتب الصحافي محمد التابعي، حيث تقرر سيره من الإسكندرية إلى أسوان في رحلات لمدة 15 يوماً متواصلة، وعلى مقاعده جمع من أشهر الفنانين والإعلاميين المصريين، لجمع التبرعات لأهالي غزة، بعد أن تم تزيين القطار بالورود، وكان يقف في جميع محطات مدن مصر بالوجه البحري والقبلي، حيث لقي احتفاء واسعاً من الأهالي المحتشدين في المحطات، بحسب توثيقات صحافية متطابقة.
شارك في القطار، الفنانون: يوسف وهبي، وأنور وجدي، ومحمود المليجي، وفريد شوقي، وشادية، وفاتن حمامة، ومحمد فوزي، وليلى مراد، وعماد حمدي، وشكري سرحان، وسعاد مكاوي، وأمينة رزق، وزهرة العلا، وليلى فوزي، وماجدة الصباحي، وحسين رياض، وكارم محمود، وزوزو ماضي، وتحية كاريوكا، ومحمود شكوكو، وكمال الشناوي، وعماد حمدي، وحسن فايق، إلى جانب آخرين. ووثق الرحلة المصور السينمائي عبدالعزيز فهمي، بحسب «صحيفة الأهرام» و«مجلة الكواكب» وصحف ومجلات مصرية.
وقال الإعلامي عمرو الليثي: إن «الفنانة ماجدة حملت صندوق تبرعات ضمن الحملة، وذهبت إلى شرفة فندق سميراميس، حيث يتجمع المشاهير والفنانون والأدباء، وتوجهت إليهم، وطالبتهم بالتبرع، وكان من ضمنهم نجيب محفوظ، وصالح جودت، وثروت أباظة، وتوفيق الحكيم»، في لفتة إضافية لعمل القافلة.
وقال الباحث في التاريخ الشعبي جمال أمين لـ«الإمارات اليوم»، إن «(قطار الرحمة) شهد وقائع لم تمح من الذاكرة الشعبية في بعض مدن صعيد مصر، حيث تم استقبال الفنانين والفنانات في واقعة مشهودة بالترحاب في ديوان (آل حزين) بمدينة اسنا، كما قدمت بعض المدن، تبرعات مما اشتهرت به من منتجات، حيث تبرعت قنا بأدوات فخارية، كما تبرعت نجع حمادي بكميات كبيرة من السكر».
ورصدت مجلة «الكواكب» المصرية في 30 ديسمبر 1952، تفاصيل أول رحلة للقطار، وقالت إنه «كُتبت على جانبيه عبارة (اذكروا إخوانكم اللاجئين)، كما عُلق بداخله بيت شعر لأمير الشعراء أحمد شوقي قال فيه (الدين للديان جل جلاله، لوشاء ربك وحد الأقواما)»، كما ذكرت «الكواكب» أن «الرحلة الأولى للقطار، جمعت مبلغ 4248 جنيهاً مصرياً، إلى جانب 29 عربة احتوت على الأرز والقمح والشعير والجبن والدقيق والأثاث والأقمشة إضافة إلى أطنان من الأسمنت».
ونجحت القافلة في حفز الوجدان الشعبي عند الفئات المختلفة، إذ «قام الضباط والجنود المصريون بالتنازل عن (اليومية والجراية) بواقع يومين شهرياً لمصلحة المنكوبين»، كما طلب المشرفون على القطار إلغاء الهتافات التقليدية، لتحل محلها ما سمّوه بـ«أناشيد الحرية» والتي كُتبت خصوصاً للمناسبة، وطلبت وزارة المعارف العمومية، تدريب التلاميذ عليها، بحسب عدد الأهرام بتاريخ 8 ديسمبر 1952.
الطريف أن «قطار الرحمة» على الرغم من هدفه الوطني والسياسي، فإنه شهد حكايات فنية إنسانية، مثل ارتباط الفنان عماد حمدي بالفنانة شادية، حيث توثقت علاقتهما بعد أن جمعتهما رحلات القطار المتعددة، بحسب مؤرخين فنيين.
• تضمنت الفكرة الجمع بين الحشد الإعلامي عبر ظهور أهل الفن ودفاعهم عن اللاجئين والنازحين، والدعم الإنساني والمالي لهم، بعد جمع التبرعات من الأهالي.
• الطريف أن «قطار الرحمة» على الرغم من هدفه الوطني والسياسي، فإنه شهد حكايات فنية إنسانية، مثل ارتباط الفنان عماد حمدي بالفنانة شادية، حيث توثقت علاقتهما بعد أن جمعتهما رحلات القطار المتعددة.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news