تزايد مضايقات المرضى للكادر الطبي في المستشفيات اليابانية
يتحدث الكادر الطبي في اليابان عن زيادة في حوادث «مضايقة يسببها المرضى»، وتتضمن حدوث جدالات وسلوكيات سيئة وحتى العنف الموجه إلى الأطباء والكادر التمريضي. ويعكس هذا السلوك العدواني في مستشفيات وعيادات البلاد زيادة واضحة في مثل هذه الحوادث ضمن شرائح أخرى من المجتمع الياباني، بما فيها شكاوى التحرش الجنسي، والمديرون الذين يمارسون «مضايقات السلطة» في أماكن العمل، و«الآباء المتوحشون» الذين يفرضون مطالب على المعلمين.
ويقول أفراد الكادر الطبي إنهم يشهدون المزيد من المرضى الذين يُظهرون سلوكاً عدوانياً، ونفاد صبر كبيراً، وقلة احترام لمعلومات وخبرات الأطباء والممرضات. وغالباً ما تنشأ مثل هذه الحوادث من الحجج التي يبدأها المرضى بشأن العلاجات التي يكتبها لهم الأطباء.
وأظهرت إحصائية على مستوى البلاد حول «سوء سلوك المرضى» أن 190 من أصل 379 مستشفى ومركزاً طبياً أبلغت عن «حوادث مثيرة للقلق». وتعد الدراسة التي أجرتها الجمعية الطبية لمدينة فوكوكا التي صدرت في سبتمبر الماضي، الأولى من نوعها ولا توجد إحصاءات أخرى قابلة للمقارنة متوافرة، ولكن المقابلات التي أجرتها صحيفة «ذيس ويك إن آسيا» مع الكادر الطبي، تشير إلى أن العديد منهم يعتقدون أن مثل هذه الحوادث باتت أكثر حدوثاً على نحو متزايد.
وأشارت الدراسة التي أجراها اتحاد الأطباء أن نحو نصف المراكز الطبية قالت إن الكادر الطبي بصورة عامة كان هو المستهدف باللغة المسيئة، بما فيها التهديدات من المرضى المنزعجين من الرعاية المقدمة لهم أو من المال الذي يجب عليهم دفعه. وتحدث 40% منهم عن ردود أفعال غاضبة من المرضى أو أفراد عائلاتهم نتيجة حدوث بعض التأخير في العلاج.
وكان مرضى آخرون «يبدون شكاوى لا حصر لها عن نوعية المعالجة» التي تلقوها أو أنهم طالبوا بالحصول على أدوية معينة، وتحدث 10% من المراكز الصحية عن حالات عنف، وتحدث 30% عن أن الكادر الطبي نفسه كان يتعرض للتحرش الجنسي.
وقال البروفيسور في كلية الطب بجامعة أوساكا، هيروياسو إيسو: «لطالما كانت المشكلات موجودة دائماً مع بعض المرضى، ولكن نعم أعتقد أنها أصبحت أكثر انتشاراً»، وأضاف: «من الصعب التعميم، لكن غالباً ما تكون هذه الحوادث ناتجة عن أشخاص من الفئات الفقيرة».
وفي ديسمبر 2021، دخل مريض إلى عيادة للأمراض الجسدية والذهنية في أوساكا وتوجه نحو الاستقبال ووضع كيسا ورقياً على الأرض إلى جانب المدفأة وركله عمداً، واشتعل السائل القابل للاشتعال وانتشرت النار في جميع أنحاء عيادة الطابق الرابع.
واستغرق رجال الإطفاء نصف ساعة حتى تمكنوا من السيطرة على النار، وخلال ذلك الوقت قُتل 26 شخصاً بمن فيهم الرجل الذي سبب الحادث واسمه موريو تانيموتو (61 عاماً)، وهو مريض في العيادة منذ ثلاث سنوات، وكان تانيموتو دخل السجن لأنه حاول قتل ابنه.
وفي الشهر الذي تلاه احتجز هيروشي واتانابي، البالغ من العمر 66 عاماً، طبيباً تحت تهديد السلاح عندما كان الطبيب في منزل والدة واتانابي، وكانت المرأة قد ماتت للتو، وأخبره الطبيب جونيتشي سوزوكي بأنه لا يوجد شيء يمكنه فعله لإنعاشها، وشهر واتانابي الغاضب مسدسه في وجه سوزوكي واحتجزه كرهينة لمدة 11 ساعة حتى اقتحمت الشرطة المبنى، وعندها أطلق النار على الطبيب فقتله. وحُكم على واتانابي في ما بعد بالسجن مدى الحياة.
وقال إيسو: «بالطبع هذه حالات متطرفة، لكنها تحدث غالباً، وتبقى الحوادث التي سمعنا بها تمثل قمة جبل الجليد».
الإبلاغ عن الحوادث
توافق أستاذة مكافحة الأمراض المعدية يوكو تسوكاموتو من جامعة العلوم الصحية في مدينة هوكايدو على أن هناك المزيد من حالات «المرضى المتطرفة»، على الرغم من أنها قالت إن ذلك ربما يعزى جزئياً إلى قيام الطاقم الطبي بالإبلاغ رسمياً عن الحوادث بدلاً من البقاء صامتين. وأضافت: «حدث ذلك لي عندما كنت ممرضة شابة، ولهذا فإنها ليست مشكلة جديدة بالمطلق».