غياب كيت ميدلتون يشعل مواقع التواصل الاجتماعي ويثير نظريات المؤامرة
أدى غياب أميرة ويلز، كيت ميلدلتون عن الحياة العامة خلال الشهرين الماضيين، بعد إجراء عملية جراحية في البطن في يناير، إلى خلق نوع من الفراغ المعلوماتي الذي تزدهر فيه الشائعات. وعندما تبين، الأسبوع الماضي، أن صورة عيد الأم التي ظهرت فيها هي وأطفالها قد تم تعديلها، انتشرت الشائعات بشكل كبير، وتمخضت عنها ادعاءات لا أساس لها من الصحة في ما يتعلق بمكان وجود الأميرة.
اللقطات التي ظهرت فيها كيت في أحد المتاجر الزراعية مع زوجها، والتي نشرتها صحيفة «ذا صن» يوم الأحد، كان من المتوقع أن تبدد أي شك، وبدلاً من ذلك كانت ذات تأثير معاكس، إذ إنه في غضون 24 ساعة، انتشر بسرعة ادعاء جامح، بأن المرأة في الفيديو كانت في الواقع تجيد الاحتراف في انتحال الشخصيات، وانتشر هذا الادعاء على معظم المنصات بما في ذلك تيك توك وتويتر وإكس. ووفقاً لبيانات الشركات، بلغت مشاهدة المنشورات التي نشرت هذه الادعاءات عشرات الملايين من المرات.
وقالت أستاذة علم النفس الاجتماعي بجامعة كينت المتخصصة في دراسة نظريات المؤامرة، كارين دوجلاس: «هذا الوضع يعد وضعاً مثالياً لازدهار نظريات المؤامرة» مضيفة: «يبدو من خلال هذه النظريات أن شخصاً مشهوراً جداً بات مفقوداً، والناس يريدون معرفة السبب. إنهم يريدون معرفة الحقيقة، وليس من الجيد أن يظلوا في الظلام».
ومع انتشار هذه الشائعة عبر الإنترنت، أضاف إليها آخرون بعد أن قاموا بتعديلها، حيث ادعى أحد مستخدمي «إكس»، أن المرأة الموجودة في الفيديو كانت في الواقع منتحلة شخصيات بارعة تُدعى هايدي آغان. وتمت مشاهدة المنشور نحو مليوني مرة. واضطرت آغان لاحقاً للإنكار بأنها ليست هي التي ظهرت في المقطع. ونشرت صحيفة الصن، التي حصلت على اللقطات الأصلية، قصة على صفحتها الأولى يوم الأربعاء تحاول فضح المؤامرة، مقتبسة تصريح الرجل الذي صور الفيديو بقوله «لقد رأيتها بأم عيني».
بذلت شركات وسائل التواصل الاجتماعي بعض الجهود، لتقليل المعلومات الخطأ على منصاتها، وطبقت «إكس» ميزة التحقق من الوقائع التي يديرها مستخدمون آخرون، بينما تقول «تيك توك» إنها تعمل على إزالة المزيد من المحتوى الذي يسبب «ضرراً جسدياً أو نفسياً أو مجتمعياً».
ومع ذلك، وفقاً للرئيس التنفيذي لمركز مكافحة الكراهية الرقمية، عمران أحمد، تواصل المنصات النظر إلى المؤامرات على أنها «محتوى عالي القيمة»، بسبب عدد النقرات التي تولدها، وبالتالي «تكافئها بتضخيم أكبر». ويضيف: «قد يكون الأمر أن أغلب الأشخاص الذين يعلقون على منشور المؤامرة يفضحون زيفه أو يقولون كم هو غبي» ويسترسل: «ولكن كلما زاد عدد الأشخاص الذين يتفاعلون مع المنشور، فإن بروزه داخل الخوارزمية سيزداد، وبالتالي يزداد عدد المنشورات التي يتم عرضها على الأشخاص لرؤيتها».
ويضيف: «علم النفس البشري يمتلك ميلاً طبيعياً نحو القلق المعرفي، أي التوق العميق لدى الناس لليقين في المواقف التي لا يعرفون فيها الحقيقة وليس لديهم أي وسيلة لاكتشافها».
الادعاءات المحيطة بالأميرة قد تبدو مثيرة للسخرية، إلا أن هناك خطراً كامناً في أي مؤامرة تكتسب شهرة، حيث أظهرت الأبحاث، المعروفة باسم «تأثير الواقع الوهمي»، أنه كلما زاد عدد الأشخاص الذين يرون شيئاً ما، فإن احتمال تصديقهم له يزداد. ولإثبات ذلك، ما علينا إلا أن نفكر في الدعم الملتزم الذي اكتسبته خدعة كيو أنون في أميركا.
- الادعاءات المحيطة بالأميرة قد تبدو مثيرة للسخرية، إلا أن هناك خطراً كامناً في أي مؤامرة تكتسب شهرة، حيث أظهرت الأبحاث، المعروفة باسم «تأثير الواقع الوهمي»، أنه كلما زاد عدد الأشخاص الذين يرون شيئاً ما، فإن احتمال تصديقهم له أكبر.