رقصات ترامب على موسيقى فنانين دون إذن قد تكلفه الملايين
بمجرد أن تبدأ الأغنية الكلاسيكية «هولد أون آيام كامنيغ» (وتعني: أنا قادم.. انتظرني) لفرقة سام آند ديف الأميركية في العزف، يهز دونالد ترامب جسده ويرفع قبضتيه. لقد أصبحت أغنية الستينات نشيداً في مسيراته، ويشير عنوانها إلى وعده لأنصاره بأنه سيعود إلى البيت الأبيض، لكن الموسيقى توقفت الآن، وأصبحت لا تمثل سوى صداع قانوني قوي لحملة ترامب، فقد اعترضت تركة كاتب الأغاني الراحل إسحاق هايز على استخدام ترامب لأغنيته، وحددت 134 حالة قام فيها الرئيس السابق بتشغيلها دون إذن منذ عام 2022.
وفي خطوة نادرة سمحت المحكمة الفيدرالية الأسبوع الماضي بجلسة استماع طارئة للحكم على طلب أمر قضائي من إسحاق هايز الثالث، نجل هايز الحائز جائزة جرامي. وإذا انتصروا فسيمثل ذلك أول إجراء قانوني ناجح يرفعه فنان ضد ترامب بشأن الموسيقى التصويرية لحملته.
وانضم هايز إلى قائمة طويلة ومتنامية من مؤلفي الأغاني والفنانين الذين أبدوا استياءهم من قيام ترامب بأخذ عينات من موسيقاهم، خوفاً من أن يفسر الناخبون ذلك على أنه تأييد سياسي. وفي حين تعرض سياسيون آخرون لغضب الموسيقيين، تلقى ترامب مطالبات بوقف هذه الأعمال أكثر من أي سياسي أميركي آخر من جمهوريين أو ديمقراطيين.
واعترضت الفنانة سيلين ديون على استخدام حملة ترامب لأغنيتها «ماي هارت ويل قو أون» (ما زال قلبي يخفق لك)، في تجمع جماهيري في مونتانا. وجاء في بيان صادر عن فريقها: «لا يجوز بأي حال من الأحوال استخدام أي من الأعمال الفنية، ولا تؤيد سيلين ديون هذا الاستخدام أو أي استخدام مماثل لتلك الأغنية».
ومن بين فنانين آخرين عارضوا استخدام ترامب لأعمالهم الفنية: بروس سبرينغستين، وريهانا، وفاريل ويليامز، وجون فوجيرتي، ونيل يونج، وريم، وقن آند روزيز، بالإضافة إلى فرقة رولينج ستونز، والبيتلز، وأديل، وفيل كولينز، وإيدي جرانت، كما اتخذ ورثة الفنانين المتوفين: ليونارد كوهين، وتوم بيتي، وبرينس، إجراءات ضد ترامب.
ونتيجة لذلك تقلصت قائمة أغاني الرئيس السابق إلى عدد قليل من الأغاني، وأكثرها شعبية هو النشيد الوطني للي جرينوود «يبارك الله في أميركا». وقال هايز الثالث إن رفض ترامب الامتثال «يجسد الافتقار إلى النزاهة». وقال إنه وجد أنه من المرفوض بشكل خاص أن يرقص ترامب على الأغنية في تجمع الرابطة الوطنية للأسلحة الذي أقيم في تكساس بعد إطلاق النار في مدرسة يوفالد، حيث قُتل 19 طفلاً واثنان من البالغين على بعد أميال.
وقال هايز: «لقد تملكني الغضب»، مضيفاً: «لقد حدث للتو إطلاق نار جماعي، فلماذا نستخدمها في مؤتمر الرابطة؟ أردت اتخاذ إجراء قانوني لأن ترامب أدلى بتصريحات ضد النساء، وهنا رجل أدين بالاعتداء الجنسي، أنا أخ لسبع أخوات، ولا أريد لأي شخص يستمع إلى أغنية (انتظرني) ويفكر في دونالد ترامب».
نادراً ما يستطيع الفنانون السيطرة الكاملة على مكان وزمان وكيفية تشغيل موسيقاهم. وتطلب منظمات حقوق الأداء من الحملات السياسية الحصول على تراخيص تسمح لها باستخدام الأغاني من كتالوجاتها الموسيقية الضخمة، ولكن حتى إذا تم الحصول على ترخيص سياسي يمكن للفنانين الاعتراض على استخدامه ويتم سحب الأغنية من الترخيص. عن «التايمز» اللندنية