لقاؤه مع رئيسة المفوضية الأوروبية يمهد الطريق من أجل قمة بين بروكسل ولندن
«ستارمر» أمام اختبار مبكر لجديته في ضبط العلاقات مع الاتحاد الأوروبي
سيستغل رئيس الحكومة البريطاني، كير ستارمر لقاءه مع رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لاين في وقت لاحق من الأسبوع الجاري، لتمهيد الطريق أمام إصلاح شامل لاتفاق خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي في الربيع المقبل، وسط تحذيرات من أن العلاقات الوثيقة ستكون ضرورية في سعي حكومته اليائس للنمو.
ويبدو أن سفير الاتحاد الأوروبي في المملكة المتحدة، بيدرو سيرانوا قد طرح، أخيراً، مخططاً ضيقاً نسبياً لتنقل الشباب، من شأنه أن يسمح للشباب الأوروبيين بقضاء عام الاستراحة قبل دراسة الجامعة في بريطانيا بسهولة أكبر، والعكس صحيح. ورفض ستارمر صفقة أكثر شمولاً على الفور، ما ترك المسؤولين في بروكسل في حيرة من مدى جدية المملكة المتحدة حقاً في تعزيز روابطها مع الاتحاد الأوروبي.
ولكن بالنسبة للمحادثات التي ستجري في الزيارة المزمعة هذا الأسبوع، فإنها ستُعدُّ تمهيداً للطريق من أجل قمة بين الاتحاد الأوروبي والمملكة المتحدة في الربيع المقبل. ومن المتوقع أن تستمر المناقشات الإضافية حتى الخريف للتحضير للقمة، على الرغم من أن المصادر قالت إنه من السابق لأوانه مناقشة النتائج. وستكون القمة بين ستارمر ورؤساء المؤسسات الرئيسة في الاتحاد الأوروبي، وفون دير لاين ورئيس المجلس الأوروبي القادم أنطونيو كوستا.
جدية ستارمر
وسيشكل احتمال انخراط المملكة المتحدة مع أي نوع من الاتفاقات الخاصة بالشباب دون سن الـ30، اختباراً مبكراً لمدى جدية ستارمر بشأن إعادة ضبط العلاقات المقترحة. وشعر دبلوماسيو الاتحاد الأوروبي بانزعاج شديد من وصف حكومة المملكة المتحدة الاقتراح بأنه «حرية تنقل للأشخاص»، مشيرين إلى أن أي مخطط سيكون محدوداً بالوقت والعمر.
وقال مدير مؤسسة «أوروبا المتغيرة» الفكرية في المملكة المتحدة، أناند مينون: «الاتحاد حريص للغاية على الشباب، وهو الأمر الذي يبدو أنه تحول إلى اختبار لحسن النية. ويبدو الأمر أشبه بالقول: إذا كانت المملكة المتحدة جادة، فسوف تقدم بعض التنازلات في هذا الشأن. ولا أعتقد أنهم يتوقعون الحصول على كل ما يطلبونه، وهناك دول أعضاء يائسة من تحقيق أي شيء».
وتظل رئاسة الحكومة معارضة لأي اتفاقية حول حركة الشباب، إلا أن مقربين من حزب العمال قالوا: إن وزيرة الداخلية في المملكة المتحدة إيفيت كوبر تظل أكبر معارض، نظراً لرغبتها في الحد من الهجرة. وقال أحد السياسيين: «إنهم يلومون كوبر لعدم قدرتها على فعل المزيد، لكنهم يعرفون أنهم مضطرون إلى التعامل مع تنقل الشباب، للحصول على أي شيء من الاتحاد الأوروبي».
إعادة رسم البريكست
وليس هناك ما يشير إلى أن حزب العمال قد يفكر في إعادة الانضمام إلى الاتحاد الجمركي أو السوق الموحدة للاتحاد الأوروبي، وهي التدابير الوحيدة التي من المرجح أن تكون بمثابة عوامل تغيير في آفاق النمو الاقتصادي. وهناك ارتباك في صفوف حزب العمال بشأن استعداد ستارمر لتحمل المخاطر السياسية من أجل إعادة رسم لاتفاقية خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي في الربيع المقبل.
وقال مينون: «من ناحية حزب العمال، ثمة ضغط سياسي من أجل لفت النظر إليه بأنه يفعل شيئاً. وهي صورة طبق الأصل تقريباً لحزب المحافظين، لأنهم قضوا من الوقت في الحديث بشكل أكثر تطرفاً عن الاتحاد الأوروبي، أكثر مما كانوا على استعداد للتصرف في الممارسة العملية. ومن ناحية حزب العمال، يريد أعضاؤه وناخبوه أن تكون لديهم علاقة أوثق مع الاتحاد الأوروبي، لذلك يتعين على حزب العمال أن يفعل ما يكفي لإرضاء هؤلاء الأشخاص من دون انتهاك أي من خطوطه الحمراء».
ورحب أحد كبار الدبلوماسيين من الاتحاد الأوروبي باقتراح فون دير بإعادة ضبط العلاقات بين الاتحاد الأوروبي والمملكة المتحدة، لكنه أشار إلى أن لندن عليها أن تكون قادرة على تقديم المقترحات. وقال هذا الدبلوماسي: «نحن نفتقد بريطانيا العظمى كثيراً في العديد من القضايا في مجلس وزراء الاتحاد الأوروبي»، وأضاف: «إن العلاقة الأفضل مهمة جداً، ولكن مرة أخرى فإن الأمر المهم جداً هو أن نتذكر أن المملكة المتحدة هي التي انسحبت». عن «الغارديان»
• رئاسة الحكومة في المملكة المتحدة تعارض أي اتفاقية مع بروكسل بشأن الشباب.
• هناك ارتباك في صفوف حزب العمال بشأن استعداد ستارمر لتحمل المخاطر السياسية من أجل إعادة رسم لاتفاقية خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي في الربيع المقبل.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news