شهر عسل بين الأمم المتحدة واستوديوهات هوليوود
قد يخطر ببال عشاق السينما أن يتخيلوا افلاماً مثيرة شائقة عن أي مكان في الارض او حتى عن الكواكب الاخرى يلعب فيها دور البطولة مشاهير من ممثلي هوليوود، ولكن ما لم يخطر على بالهم ان يؤدي الممثل هذه المرة دور جندي من الامم المتحدة يظهر على شكل سوبرمان يحمي العالم من الدمار وينقذ فتاة جميلة من براثن الموت، بالفعل تلك هي الخطة الحالية التي تراود مخيلة هذه المنظمة الدولية، والتي ترغب في استغلال صناعة السينما لتلميع وجهها لدى جماهير العالم.
ولهذا الغرض زار الامين العام للامم المتحدة، بان كي مون، هوليوود في هدوء تام خلال حفلة جوائز الاوسكار الاسبوع الماضي، حيث قضى يوما كاملا في حوار مع مئات الممثلين والمخرجين والمنتجين العالميين الشهيرين حول الاستفادة التي يمكن ان تجنيها منظمته من استخدامها للسينما في تحسين صورتها.
وعقد السيد بان كي مون ما يسمى بـ«المنبر الدولي للابداع»، في متحف هامر في لوس انجلوس، وحضره كل من الممثلين والممثلات: آني هاثويي، ديمي مور، ميرا سورفينو، سيان بين، صامويل ال جاكسون، والمخرج جاسون ريتمان، وثلة من مشاهير الشاشة الفضية مثل رئيس يونيفيرسال ستوديوز، رون ماير.
وخاطب بان كي مون الجمع بقوله «انا هنا لأتحدث إلى جماعة الابداع والمتمثلة في هوليوود عن كيفية مساعدة الامم المتحدة»، ويضيف «اريد ان عمل مع هوليوود لاستغلال تكنولوجيتها وامكاناتها العظيمة لبث رسالة السلام والتنمية الدولية وحقوق الانسان ودعم النساء والفتيات».
مسؤولو الامم المتحدة الذين يحتكون مباشرة مع الامين العام يقولون إنه بدأ يشعر بالقلق مما يقوله الناس عن هذه المنظمة بأنها «صارت تعالج الامور بشكل اخرق»، ويأمل ان يساعده صانعو الافلام في هوليوود على التركيز على قصص بطولية للامم المتحدة جرت في مسارح الكوارث مثل هايتي، ومهام حفظ السلام في العديد من دول العالم. ويقول الامين العام «إنني أود ان تصل رسالة الامم المتحدة للجميع»، و«مجتمع الابداع يمكنه ان يصل الى الملايين في العالم من خلال التلفزيون والسينما».
وطالب بان كي مون اباطرة السينما بأن يستخدموا موارد الامم المتحدة مثل المواقع والمشروعات «لتغيير سلوك ومفاهيم البشر» في امور مثل التغيير المناخي واجتثاث الفقر من العالم والحد من انتشار الامراض.
ولم يكن حبل الود موصولاً على الدوام بين الامم المتحدة وهوليوود، ففي خمسينات القرن الماضي منعت الامم المتحدة المخرج السينمائي الشهير الفريد هتشكوك من استغلال موقع للامم المتحدة لتصوير منظر مهم من فيلمه «الشمال في الشمال الغربي». كما منعت هذه المنظمة كاميرا هوليوود من الوجود في رئاسة الامم المتحدة حتى عام 2005 عندما نجح المخرج سيدني بولاك بعد جهود مضنية في الحصول على اذن لتصوير فيلم «المتأول» الذي ادت دور البطولة فيه نيكول كيدمان.
وروى بان كي مون امام رجال السينما الاميركية ان انشطة الامم المتحدة «تبدو درامية في بعض الاحيان اكثر من سينما هوليوود».
وللمرة الأولى يبدي الامين العام للامم المتحدة شغفه بأفلام الكاوبوي والتي يحبها «لتصويرها الصراع بين الخير والشر بشكل واضح»، كما شبه دوره كأمين عام للامم المتحدة بدور العمدة الذي يحاول جاهدا فرض هيبة القانون والنظام. وقال ان فيلم «الرئيس الاميركي»، وايضا «سبارتاكوس» والذي مثل فيهما دور البطولة كريك دوغلاس من افضل الافلام لديه.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news