صراع «بزنس» على صورة غيفارا
لطالما كانت صورة المناضل ارنستو تشي غيفارا هي الأكثر انتشاراً في جميع انحاء العالم، حيث ساعدت هذه الصورة المأخوذة بالأبيض والأسود على انتشار اسطورة غيفارا. ولكن بعد 50 عاماً على قيام المصور الكوبي البيرتو دياز غوتيريز «كوردا» بأخذ صورة ذلك المناضل الماركسي، باتت هذه الصورة موضوع صراع قانوني مرير.
ومنذ وفاة كوردا عام 2001 تعمل ابنته ديانا دياز على مقاضاة الشركات التي تتهمها بانتهاك حقوق ملكية الصورة عن طريق استخدامها في الحملات الاعلانية والترويجية. وفي حقيقة الأمر فإن معارك دياز القانونية ليست من دون جدل ولا مفارقة، لأن غيفارا المولود في الارجنتين والذي اعتبر كوبا موطناً روحياً له لم يكن يعترف بحقوق الملكية. ولم تنضم كوبا الى منظمة التجارة العالمية الا بعد انهيار الاتحاد السوفييتي وباتت حقوق الملكية شرعية معترفا بها. وتقول دياز التي تعيش في كوبا إنه تعين عليها بيع رخص منتاجات تحمل علامة تشي من اجل تمويل حملتها القضائية ومن ضمن هذه المنتجات قبعات بيسبول وقمصان تي شيرت قبعة البيريه الشهيرة التي يرتديها تشي في الصورة. وأدت سيطرتها على علامة تشي التجارية الى ظهور تقارير تتحدث عن حدوث خصامات مع شقيقها الذي يعيش في المنفى. وفي واقع الامر فإن هذه الصورة المأخوذة بكاميرا من نوع «ليكا» في الرابع من مارس عام 1960 خلال تظاهرة سياسية في هافانا حضرها جان بول سارتر وسيمون دوبوفوار، وصلت الى الشهرة العالمية عن طريق المصادفة وقال كوردا الذي كان يعمل في صحيفة ريفولوشن «لم يكن الامر مخططاً له وإنما حدث بصورة عفوية»، وقال لأحد الذين اجروا مقابلة معه كان غيفارا يتمتع بنظرة ثاقبة اثارت اهتمامه ودفعته الى اخذ صورتين له الأولى افقية والثانية عمودية.
وكانت تلك التظاهرة هي ذاتها التي ألقى فيها الزعيم الكوبي فيدل كاسترو شعاره الشهير والذي مفاده «الوطن او الموت» امام آلاف الاشخاص. ولكن صورة غيفارا التي اطلق عليها كوردا في ما بعد «الثوري البطل» لم تظهر في صحف اليوم التالي وإنما ظهرت بعد مقتل غيفارا في بوليفيا اثر مرور سبع سنوات على ذلك.
واعترف المصور كوردا الذي اصبح مهوساً بكوبا في ظل حكم كاسترو بأنه عمل على تحديد صورة غيفارا كي تصبح نظرته اكثر قوة. وخلال العقود التي تلت أصبحت الصورة نموذجاً لعدد كبير من الصور الأخرى، كما انه اُتخذت نسخ كثيرة منها من قبل المخططين الاستراتيجيين الذين يريدون الترويج لمرشحيهم. ويقال إن ملصق «الأمل» الذي وضع إبان حملة الرئيس باراك اوباما الانتخابية كانت متأثرة كثيرة بصورة غيفارا.