المرصد
أزمة «إسلام أون لاين»
يتفق المؤيدون والمعارضون لموقع «إسلام أون لاين» على أنه فرض نفسه كتجربة إعلامية لها مساحتها في الشارع العربي، ولذا فقد استقبل الجميع أخبار الخلافات العاصفة داخل الموقع باهتمام مخلوط بالقلق.
فالموقع نجح عبر مثابرة في صياغة مكسبين نادراً ما نستطيع تحقيقهما في الفضاءات العربية، الأول هو التوصل إلى خلق مكان مهني احترافي يحترم المعلومة والمعلوماتية، ويجد فيه الباحث عن الخبر أو التقرير أو التغطية الصحافية الخالصة غايته دون ضبابيات ايدلوجية أو تدخلات بوليسية أو بروتوكولات (أعلن الرئيس، عطس الرئيس)، والثاني هو قدرة الموقع على الرغم من خلفيته الإسلامية على السماح لأصوات متعددة قومية وليبرالية ويسارية بالتعبير ولو المحدود والمنظم داخل مظلته، ما منحه مظهراً ديمقراطياً متقدماً.
لا يعرف أحد بدقة ماذا يجري داخل وخارج موقع «إسلام أون لاين»، والصور التي تبثها وكالات الأنباء لشباب معتصمين أمام مكتب الموقع في القاهرة لا تقول الكثير، نظراً للشعارات العمومية التي تنطق بها اللافتات التي يحملونها. لكن محللي الأزمة - وكل أزمة - يقولون إن هناك خمس مستويات متداخلة في القصة، أولها ما يتردد عن التجاذبات السياسية - الرائجة إعلامياً والمنفية رسمياً - بين القاهرة والدوحة، والثاني ما ينشر عن دعاوى قطرية لتوطين الموقع واعتقاد البعض بمنطقية وجوده، بحكم أن التمويل القطري في الدوحة، لا في القاهرة، والثالث ما يتردد عن صراعات تيارات مستنيرة وسلفية واخوانية، والرابع والذي يلمح إلى ضغوط خارجية تستهدف تهدئة النبرة في القضايا السياسية، والخامس والأخير الذي يؤكد أن القصة ببساطة تطوير وإعادة هيكلة وقليل من الصراعات الوظيفية.
من هنا، فإن الحلم بأن تمر أزمة إسلام أون لاين كسحابة صيف، ليس وقفاً على أولئك الذين حلموا بمكان حاول العصرنة والاستنارة ضد التشدد، بل قبلهم كل الإعلاميين المهنيين الحالمين بصحافة تخبر المجتمع عن نفسه، بلا تزويق، وكل الآملين في الديمقراطية مهما كانت تعرجاتها وتحوراتها مستقبلاً للمنطقة.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news