الناطق باسم الزبالين المصريين: أميركا دعّمت نقابتنا ونسعى إلى «تمصير» شركات المهنة
لم يكن اللقاء في عشة أو في كوخ أو تل زبالة، ولكنه في فيلا راقية جداً بأحد أطراف القاهرة، حيث يقطن نقيب الزبالين المصريين شحاتة المقدس وسط حراسة مشددة من الكلاب البوليسية ليس لأنه من ذوي النفوذ والسلطة، ولكن لأنه الناطق باسم جامعي القمامة «الزبالين»، الذي يؤكد لنا أن عددهم الآن تجاوز الـ55 الف عضو، كما أنه أمين الحزب الوطني الحاكم في الحي الذي يتركزون فيه وهو منشية ناصر.
يقول شحاتة المقدس إنه حاصل على ليسانس الحقوق من جامعة القاهرة، وهو الآن رئيس مجلس ادارة جمعية روح الشباب لأبناء الزبالين، وإنه ورث العمل في جمع القمامة عن والده الذي كان يعمل في المهنة نفسها منذ عام ،1948 حيث كان الناس قليلين، وقال «إنه صحيح المهنة مرهقة في مثل هذه الأيام، فبعد أن كانت القاهرة تنتج طناً او طنين أو على الاكثر ثلاثة اطنان، الا انها الآن تنتج أكثر من 10 آلاف طن من القمامة يومياً، وهذا الأمر جعل الزبالين يتحملون فوق طاقتهم، لأننا نتعامل يوميا مع اشياء تسبب الأمراض والكثير من المخاطر، وهذا هو ما دفعني الى التفكير في عمل نقابة لنا مثل اي نقابة للعمال او النقابات المهنية، مثل نقابة المحامين والأطباء وخلافة».
ويضيف المقدس أنه استطاع بعلاقاته أن يحصل على مليون دولار من مؤسسة أميركية لانشاء النقابة لتدافع عن اعضائها ولتطوير حياة الزبالين، ومجتمعهم وتعليم النساء «الاتيكيت»، ورفع الوعي لدى العاملين كافة في مجال النظافة حتى في المطاعم والفنادق، وأيضا تبني مشروع فرز القمامة، وهناك العديد من القضايا التي سوف تتبناها النقابة وأهمها المشكلات التي تواجه عمال النظافة والدفاع عن مصالحهم.
وأكد شحاتة المقدس أن وزارة التضامن الاجتماعي وافقت على قرار انشاء النقابة ونحن الآن بصدد استكمال الاجراءات واستيفاء بعض الاوراق وخلال ايام سنعقد جمعية عمومية لاعضاء النقابة، الذين يبلغ عددهم الآن 55 الف فرد يعملون في الأعمال التي تتعلق بالنظافة بشكل عام، ونحن ندرس الآن توفير مزايا للعاملين في جمع القمامة من أجل تحفيزهم على الانضمام الى عضوية النقابة. كما اكد المقدس أن السبب الرئيس في فكرة النقابة ليست مصالح الزبالين فقط، وإنما للوقوف في وجه القرارات التي تصدر دون دراسة من المسؤولين التي تحمّل الدولة اعباء كثيرة، مثل الشركات الاجنبية التي تعاقدت معها الدولة من أجل جمع القمامة من المنازل، هذا القرار خطأ، وعند التعاقد مع الشركات نظمنا اضرابات واعتصامات امام مقر محافظة القاهرة، وقال كانت القاهرة نظيفة ورائعة حتي اوائل التسعينات، لكن بعد دخول شركات أجنبية تشوهت الميادين والشوارع، اضافة الى قطع ارزاقنا وهو ما جعل كثيراً من العمال يتركون المهنة. وكشف نقيب الزبالين ان الحكومة المصرية لا تستطيع إلغاء العقود مع الشركات الاجنبية، لأن فسخ هذه العقود سيمكنها من رفع قضايا دولية ضد مصر، لأن مدة العقد 15 عاماً، وأضاف «هذا عار على المسؤولين الاستعانة بـ(الخواجات) من اجل تنظيف بلادنا، وبدلاً من دفع الملايين من الجنيهات من عرق الغلابة ومحدودي الدخل، ونحمّل المواطن اعباء اخرى فوق طاقته، وتحصيل رسوم النظافة مع فواتير الإنارة تعطينا حقنا ونحن أولى من الغريب».
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news