بوتين ينقذ الدببة في القطب الشمالي
لطالما ظهر رئيس الحكومة الروسي في مواقف غير عادية، فقد قام بتخدير نمر، وركب على حصان وهو عاري الصدر، وعمل على إنقاذ صغار الفقمة من الصيد، ولكن قبل يومين جاء دور الدببة القطبية كي يقدم معها بوتين آخر مغامراته.
وتم تصوير بوتين وهو يحمل أداة قياس وأمامه دب قطبي مخدر، ويقوم بمساعدة الخبراء بقياس وزن الدب وارتفاعه أثناء زيارته لمنطقة فرانز جوزيف لاند في القطب الشمالي. وكان بوتين يرتدي سترة شتوية ثقيلة حمراء، وربت بيده على جسم الدب البالغ وزنه 230 كيلوغراماً، ثم هز احد مخالبه، وقال «كن بصحة جيدة»، وقال معلق التلفزيون الحكومي الذي كان يرافق البعثة للمشاهدين «يمكن أن يصحوا الدب في أي لحظة».
وجاءت رحلة بوتين الى المنطقة دون موعد محدد مسبقاً، ولكن تم إعلان تفاصيل عنها خلال وسائل إعلام حكومية. وجاءت الزيارة بعد يوم واحد من قيام الرئيس الروسي ديميتري ميدفيدف بالتوصل الى اتفاق على حدود القطب الشمالي بين روسيا والنرويج، منهياً نزاعاً استمر منذ 40 عاماً.
ولطالما تنازعت روسيا مع دول القطب الشمالي الاخرى حول حقوق الاحتياطيات الضخمة من الطاقة. وأعرب بوتين عن المخاوف على مستقبل الدب القطبي، وقال انه لم يبق منه سوى 250 ألفاً. وأضاف «أصبح الدب القطبي تحت خطر الانقراض، وذلك لأسباب عدة، أهمها تناقص السطح الجليدي في المنطقة، وذوبان الجليد، الامر الذي أسهم في إيجاد تعقيدات لظروف الحياة». وطالب بوتين بتنظيف القطب الشمالي من النفايات التي تخلص منها الجيش والبعثة الروسية في الفترة السوفييتية. ويوجد نحو ربع مليون برميل تحوي 60 الف طن من الوقود والزيت، إضافة إلى آليات ومبانٍ مهجورة موزعة في ارخبيل من الجزر مؤلف من 200 جزيرة تابعة لروسيا. وقال بوتين «تحولت المنطقة الى مكب قمامة بعد انهيار الاتحاد السوفييتي. ويتجاوز معدل التلوث ما هو مسموح به بستة أضعاف».
وزار بوتين الموقع الحدودي الذي تحرسه مجموعة من المخابرات الفيدرالية، وقال للصحافيين «علينا ألا ننسى أن روسيا لديها أعمق المصالح في القطب الشمالي، ومن هنا نشأت القدرات الدفاعية الامنية الروسية».