إجازات صيفية «متقشفة» لمعظم زعماء أوروبا
وقع زعماء أوربيون ضحية لتدابير التقشف التي تبنتها بلادهم، إثر الأزمة الاقتصادية الطاحنة التي ضربت العالم، ولم تعد إجازاتهم الصيفية تحظى بذلك البذخ من وجبات روبيان فاخرة على جانب حمامات السباحة وفنادق من طراز الخمس نجوم وخلافه. ولم يُشاهد الجمهور أياً من رؤساء الوزراء هذا العام يتسكع في صالة المغادرة في المطار انتظاراً للسفر في إجازته الصيفية، ويبدو ان هذا العام شهد نهاية هذا الامتياز الذي كان يحظى به كبار القوم.
بيرلسكوني في روما
البداية كانت برئيس الوزراء الإيطالي الثري، سلفيا بيرلسكوني، الذي مارس هذا العام التقشف بنفسه، ومن دون ان يدعوه أحد، فقرر الا يرتدي البرمودا (لباس استجمام) والا يذهب بعيدا للتمتع بإجازته الصيفية في مكان ما من العالم، بل سيستأجر قصراً لقضاء اجازته فيه يعود تاريخه الى القرن 15 خارج العاصمة الايطالية روما، وهو قصر تورسريسنزا، وطالما ان بيرلسكوني قرر انتزاع البرمودا هذا العام فسيكسب مصداقية اكبر لتشجيع مواطنيه على قضاء اجازة الصيف في البلاد.
كاميرون إلى كرونول
أما رئيس الوزراء البريطاني، ديفيد كاميرون، فسيقضي اجازته الصيفية هذا العام في كورنول في بريطانيا. ففي عهد الأزمات الاقتصادية يصبح الزعماء اكثر عرضة للانتقادات حول الصرف البذخي.
ميركل والنقانق
بدورها ستقضي المستشارة الألمانية انغيلا ميركل، اجازتها في قرية سولدن جنوب مدينة تيرول، ولأنها كثيرة التردد على هذه القرية في الصيف، فإن الجزار المحلي يعرف تماماً نوع النقانق الذي تريده السيدة ميركل وزوجها خلال رحلتهما لصعود الجبال. ولا يوجد بالقرية شرطة، وتكلف الغرفة في الفندق فئة الأربعة نجوم الذي تقيم فيه، ما بين 57 و89 يورو للفرد بما في ذلك كلفة الإفطار والعشاء.
سفر بالسيارة
رئيس وزراء السويد، فريدريك رينفيلدت، ايضا اتخذ جانب الحذر، فقد سافر من العاصمة استكهولم الى ارخبيل بالقرب من جوتنبيرغ، حيث تمتلك عائلة زوجته فليبا كوخاً هناك، ولأنهم سافروا بالسيارة فإن الرحلة كانت اقل كلفة (كلف الوقود 100 يورو)، واقاموا في الطريق خلال الرحلة في فندق كلف 130 يورو للشخص.
سباق دراجات
بيد ان رينفيلدت يعد دعياً بجانب رئيس وزراء الدنمارك، لارس لوكي راسموزين، الذي قضى اجازته من قبل وانضم الى فريق سباق بالدراجات من بريمن الى العاصمة الفرنسية باريس، والسبب في ذلك انه سيخوض انتخابات عامة الشهر المقبل، ويعلم ان السياسي الحاذق هو من يكون على صلة دائمة بالناخبين.
ملك بلجيكا
حتى البلجيك الحريصون على الهروب من بلادهم خلال الصيف، لم يستطيعوا ذلك بسبب الأزمة الاقتصادية، اذ ان الملك البرت الثالث، ملك بلجيكا بقي في البلاد بعد الاحتفال بالعيد الوطني في 21 من الشهر الماضي، كما ان رئيس الوزراء المكلف بتصريف المهام، ايف لوتارم، قصر اجازته إلى أسبوع واحد داخل البلاد.
ساركوزي هو الاستثناء
الاستثناء الوحيد من بين هؤلاء الزعماء الأوروبيين هو الرئيس الفرنسي، نيكولاي ساركوزي، الذي حرص على قضاء اجازة لثلاثة اسابيع كاملة في فيلا عائلة زوجته في الريفيرا الفرنسية.