قديروف: الشريعة أفضل من القانون الروسي
تتعرض النساء في الشيشان لحملة واسعة تهدف الى إجبارهن على ارتداء الملابس المحتشمة، وتهديد كل من يرتدين ملابس فاضحة تكشف الكثير من أجسادهن. وتحظى هذه الحملة بدعم رئيس الشيشان المدعوم من حكومة موسكو رمضان قديروف. وقالت امرأة شيشانية تبلغ من العمر 29 عاماً، واسمها مدينة إنها تعرضت للاهانة والشتائم بينما كانت مع إحدى صديقاتها وسط مدينة غروزني، حيث صرخ بهما رجل ملتحٍ وطلب منهما ارتداء لباس الرأس وتغطية أجسامهن بصورة محتشمة.
وتعرضت العشرات من النساء أمثال مدينة للتهديد والشتائم من قبل الاسلاميين لأنهن كن يرتدين ملابس فاضحة، إذ ان التنورة يجب ان تكون الى ما تحت الركبة، والاكمام تغطي كامل اليد. وكانت إحدى الفتيات، وتدعى خيدا، فقدت احدى عينيها بعد ان تعرضت للضرب بأداة حادة. وقالت هذه الفتاة التي ترتدي غطاء الرأس ولكنها ترتدي ثوباً قصير الاكمام «جعلوني أشعر كأني مومس، وقد أوقفني رجال في الشارع وهددوني».
وأحيانا يتم تصوير الفتيات ونشر صورهن على الانترنت إمعاناً في اهانتهن. وأثارت سلوكيات المتشددين غضباً في الشيشان، ولكن الرئيس قديروف البالغ (33 عاماً) الذي يحكم الشيشان كأنها مزرعة خاصة به منذ عام ،2007 يثني على ما يقوم به هؤلاء. وقال قديروف «لا أدري من الذي يقوم بهذه التصرفات ولكن عندما أعرفه سأعبر له عن شكري»، وأضاف: هؤلاء الفتيات تم تحذيرهن مرات عدة.
وأشار الزعيم الشيشاني الذي يقال إنه اعتاد في السابق خطف خصومه وتعذيبهم ومن ثم قتلهم، الى ان الفتيات اللواتي تم استهدافهن يرتدين ملابس غير محتشمة أو ربما نصف عارية. وفي الشهر الماضي انتشرت منشورات في غروزني تحذر النساء من عقوبات أشد قسوة إذا لم يلتزمن باللباس المحتشم. ويقول منتقدي الرئيس قديروف الذي يربي في منزله نمراً وأسداً إن هذه الهجمات هي آخر التكتيكات التي لجأ اليها لفرض الحكم الاسلامي منتهكاً العرف المحلي والقانون الروسي.
ويحظر بيع المشروبات الكحولية والسجائر. وخلال رمضان الذين انتهى أخيرا اجبرت جميع المقاهي والمطاعم على الاغلاق حتى المساء. ويتم مخالفة سائقي التاكسي اذا وافقوا على نقل نساء حاسرات الرأس، وعندما حاول أحد السائقين حماية زبونته تعرض للضرب الشديد. وقالت إحدى النساء الشيشانيات التي ترفض تغطية رأسها «تزداد الأمور سوءاً هنا يوماً بعد يوم».
وكان قد أثار بعض القلق في موسكو عندما قال ان الشريعة الاسلامية تتفوق على القانون الروسي.
ولم يعلق الكرملين على ممارسات قديروف في التضييق على حرية النساء. وقال مسؤول سابق في الكرملين «روسيا أعطته الشيشان وسيفعل بها ما يشاء مهما كان ذلك قاسياً، لأنه موال لها ويعمل على الحفاظ على النظام».
وتمتعت غروزني التي تعرضت لأسوأ قصف في اوروبا منذ الحرب العالمية الثانية، بتحول ايجابي، فقد تم اعادة ترميم وتشييد المباني المتضررة والمهدمة بأموال روسية، في حين استبدلت اكوام الركام بشوارع نظيفة ومرتبة فيها المطاعم والمقاهي.
وتفخر هذه المدينة بأنها تحوي اضخم مسجد في اوروبا وهو المشروع الذي يعتبر انجازا شخصيا للرئيس قديروف. وعلى الرغم من أن غروزني يتم تشبيهها عادة بمدينة دريسدن الالمانية عام ،1945 إلا انها تحوي الآن صالات تزلج مغلقة ودور سينما متعددة الصالات، ومطاعم وناطحات سحاب، وجرى تسمية الشارع الرئيس فيها باسم رئيس الوزراء الروسي فلاديمير بوتين، الذي يقول قديروف انه يحبه.