كرزاي يبكي أمام الجماهير
الثلاثاء الماضي، انفجر الرئيس الأفغاني حامد كرزاي باكياً، لدى مناشدته مواطنيه «أن يحكّموا صوت العقل»، في اليوم الذي صادف افتتاح مجلس السلام، الذي يأمل أن يضع حداً للحرب بين حكومته وحركة طالبان.
وعبر كرزاي من خلال بكائه عن خشيته على مستقبل ابنه البالغ من العمر ثلاث سنوات، في خضم هذه الحرب التي لا يبدو أنها ستنتهي أبداً.
ولم تكن هذه هي المرة الأولى التي يبكي فيها كرزاي بهذه الحرقة على رؤوس الاشهاد، فقد بكى قبل ذلك مرتين، إذ كشف كتاب جديد ألفه الصحافي بوب وودورد، الذي ساعد على فضيحة «ووتر غيت»، التي أطاحت الرئيس الاميركي ريتشارد نيكسون، أن «السفير الأميركي في أفغانستان، كارل ايكنبري، علق على بكاء كرزاي ذات مرة بقوله، انه يتعاطى العقاقير». ووصف متحدث باسم كرزاي هذه العبارة بأنها «جارحة للغاية».
ويقول كرزاي في حديث له في يوم الأمية العالمي في إحدى المدارس في كابول، «لا أريد أن يصبح مرواس ابني أجنبياً، بل أريده ان يكون أفغانياً، وأن يلتحق بالمدارس الوطنية، أقسم بالله إنني قلق، إنني قلق، أيها الشعب، إنني قلق، أسأل الله ألا يضطر مرواس إلى مغادرة أفغانستان». وواصل كرزاي مناشدته شعبه بقوله، «مواطنيّ الكرام، لا تدمروا بلادكم من أجل مصالح خاصة، ولا تغلقوا المدارس من اجل مصالحكم»، وأضاف أن «طالبان» والآخرين اذا كانوا يعتبرون أنهم ابناء هذا البلد، وأنهم مسلمون وافغان، فعليهم ان يدركوا أيضا ان كل طلقة انما يطلقونها على قلب هذه البلاد وفي مصلحة اعداء هذه البلاد.
ويعتقد الدبلوماسيون ان كرزاي أصبح مهتما جداً هذه الايام بكونه سياسياً وأباً، في الوقت الذي توشك فيه فترته رئيساً على الانتهاء مع أول تقدم في أي محادثات سلام في أفغانستان.
ويعبر وزير الخارجية السابق عبدالله عبدالله، الذي تحول إلى المعارضة، عن تخوفه من اعتلال صحة عقل الرئيس، اذ يقول «كطبيب، فإنني أخشى على صحة الرئيس». وبكى كرزاي أيضاً عام ،2007 عندما ناشد قوات «الناتو» عدم قتل المدنيين الافغان خلال الغارات الجوية.