السياسة تحاصر مسابقة «جميلات العرب»
شهدت القاهرة أخيراً مسابقة لتتويج «ملكة جمال العرب»، كما سماها المشرفون عليها، وكان اللافت فيها حضور شخصيات ثقافية مهمة مثل الروائي علاء الدين الأسواني والفنانتين عبير صبري ومادلين طبر، والتركيز على مراعاة الخصوصية الثقافية للمجتمعات العربية والشرقية، لكن متسابقتين خليجيتين انسحبتا من المسابقة وقالتا إن هذه الأمور لم تراع، وهناك تجاوزات للخطوط الحمر في المسابقة.
ودخلت النساء المتنافسات على لقب «ملكة جمال العالم العربي» بحماسة الى قاعة فندق الدوسيت بالتجمع الخامس في القاهرة وهن يرتدين أحذية يزيد ارتفاع كعوبها على 10 سنتيمترات. وبعد مرور دقائق عدة تغير المزاج، وأصبحت الاضواء خافتة، وبدأت المتسابقات الـ18 يتمايلن بفساتينهن الفضفاضة البيضاء على أنغام أغنية عربية رزينة، وتجمعن وسط المسرح. وكانت كلمات الاغنية تقول «أجمل ما فيها انها شرقية، وفتنتها انها عربية، وثقافتها وقيمها لا يختلف عليها أحد، وأنت رمز لأعظم أمة، إنك فتاة عربية حرة».
وعندما انتهت هذه الأغنية التي تتحدث عن الفخر بالأمة العربية نزلت المتسابقات عن المسرح، وتحولت الموسيقى الى اللحن الغربي الصاخب، وقال محكم «لا يوجد هناك فتاة جمالها صارخ بصورة مميزة عن الباقيات، أهلاً بمسابقة ملكة جمال العرب التي تلهم بقبول الطبيعة المحافظة للمجتمعات العربية».
وقالت نسرين محمد (24 عاماً)، وهي فتاة فلسطينية تدرس في مصر، أنه نظراً الى حقيقة أن المسابقة قبلت مشاركة النساء اللاتي يغطين رؤوسهن فإن هذا الأمر شجعها على المشاركة وجعل والديها يشعران بالإطمئنان عليها. لكن اتصلت بها بعد ذلك بشكل مفاجئ أمها لتؤنبها لأنها سمحت لرجل أن يضع لها مساحيق التجميل، مما جعلها تبكي طوال اليوم وشعرت بأنها تنازلت عن قيمها. وفكرت في الانسحاب حتى تلقت وعداً بأن امراة ستجملها.
وقالت سارة سيلوسي (24 عاماً)، وهي مصرية شاركت في مسابقة ملكة جمال مصر «إننا نحاول ان نعيش التجربة الغربية، وفي الوقت ذاته ندخل عليها بعض التعديلات حتى تتلاءم مع قيم العالم العربي، ولذلك فإننا نرتدي ملابس فضفاضة، ونتنقل بقميص تي شيرت، ولا نرتدي أي شيء يكشف عن أجسادنا، ومع ذلك نبدو جميلات». ولكن التحديات التي تواجهها النساء العربيات خلال مسابقة ملكة الجمال دفعت باثنتين من المتسابقات الى الانسحاب، هما الزهرة المالكي (21 عاماً)، التي كانت تمثل سلطنة عمان، والسبب كما قالت «بالنسبة لي كان هذا الأمر خطأ من البداية، خصوصاً أنني امراة من مجتمع الخليج العربي. وقد انضممت الى المسابقة بعدما فهمت أنها فعالية ثقافية، ولكن بعد مرور ثلاثة أيام من ارتداء الملابس المختلفة واستخدام مساحيق التجميل الشاملة، والوقوف امام الكاميرات، قررت الانسحاب». كما قررت الانسحاب ملكة جمال الكويت التي جاءت مع أمها بعد بضعة أيام. وكانت المشكلة الاساسية أمام هؤلاء هي كيف يتم رسم الخطوط الحمر لما يمكن التنازل عنه وأين.
وقالت المتسابقة انتصار غزوان، ملكة جمال اليمن، وهي واحدة من ثلاث متسابقات يغطين رؤوسهن «كانت المتسابقة التي تمثل عمان غير مرتاحة للحركات التي كنا نتعلمها ، واعتبرتها نوعاً من الرقص، وشعرت بأنه يتم تعليمها كيف تصبح عارضة أزياء». ويتم الإعلان عن منافسة ملكة جمال العالم العربي باعتبارها مسابقة يتم فيها تقييم المشاركات استنادا الى شخصياتهن، والمعلومات العامة، والعمل المجتمعي، والمظهر في نهاية المطاف.
ويتم تقديم محاضرات عن الأدب والتاريخ قبل 10 أيام من ظهور المتسابقات أمام لجنة الحكام. ويسمح للفتيات اللاتي يرتدين غطاء الرأس ويتم تشجيعهن أيضا على المشاركة، ويرتدي الجميع ملابس محتشمة طوال فترة المسابقة، وهذا ما يميزها عن مسابقات ملكة الجمال الأخرى، التي يكون فيها جسد المرأة مكشوفاً ويخضع للتدقيق والتمحيص، حسب ما تقوله السيدة حنان ناصر (47 عاماً)، وهي ناشطة اجتماعية، أنشأت مسابقة ملكة جمال العالم العربي قبل أربع سنوات. وبصورة واقعية فإن «ملكة جمال العرب» هي مسابقة ملكة جمال عادية باستثناء أن المتسابقات لا يرتدين ملابس فاضحة.
يذكر أن الفنانة ريم التونسي فازت باللقب، كما أحيت الحفل النجمة العراقية كلوديا حنا والتونسية مروى نصر.