وزراء فرنسا يعتبرون إجازاتهم السنوية أسرار دولة
تعامل أغلبية أعضاء الحكومة الفرنسية مع وجهة إجازاتهم السنوية بوصفها سراً لايجوز كشفه، وذهبت التخمينات إلى أن رغبة الوزراء في الانزواء بعيداً عن الكاميرات، وخوفهم من الاتهام بالبذخ وراء ذلك، فيما شذّ عن هذا التوجه الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي، الذي اعلن إجازة قصيرة له يعتزم قضاءها في المغرب.
فقد امتنع وزراء فرنسيون عن الإفصاح عن وجهات سفرهم لقضاء إجازة رأس السنة الميلادية. وقال وزير «أنا ذاهب إلى الخارج، أين أجد شمساً».
وقال وزير سابق فضل عدم الكشف عن اسمه، ان «العطلات مسألة حساسة»، موضحاً «عندما يذهب شخص ما إلى مكان بعيد، فإنه يعطي الانطباع بأنه ثري لا يكترث بأولئك الذين يقضون نهاية السنة على قارعة الطريق».
وقال المسؤول السابق إن «زملاءه انحوا عليه باللائمة عندما أعلن أمام الصحافيين أنه سيسافر إلى الأردن». ومع ذلك يعتزم عدد من الوزراء الذهاب إلى المناطق الدافئة، مثل الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، لقضاء عطلة نهاية السنة، والاستمتاع بأشعة الشمس، ومن المقرر أن يقضي رئيس الوزراء فرانسوا فيون عطلته هذا العام في مصر، مع انه يفضل الذهاب إلى منطقة «توسكانا» الإيطالية.
وتبقى العطلة سرية إلى أن يعود المسؤول من إجازته، ويقول مسؤول في الحكومة الفرنسية انه حينما تم التطرق إلى رحلة رئيس الوزراء أصبح الأمر حساساً، خصوصاً حينما يفضل هذا الأخير الحفاظ على حياته الخاصة بعيداً عن وسائل الإعلام والأضواء.
ويفضل المسؤولون الفرنسيون التكتم عن أماكن عطلاتهم، حيث يتعرض الوزراء إلى انتقادات حادة بسبب «تبذير» المال العام، في الوقت الذي تعيش فيه فرنسا أزمة اقتصادية واجتماعية، وفي تعليق عن وجهة وزير الصناعة إيريك بيسون، قال مستشار في الوزارة، ان بيسون ذهب لقضاء العطلة ومعه ملفات كثيرة تستدعي الكثير من الوقت والجهد، أما في ما يخص الوجهة، فقال «حتى أنا لا أدري إلى أين».
ويبدو أن وزير الصناعة يريد حماية حياته الشخصية ولايريد أن تكون مادة دسمة للصحافيين والمصورين الذين يتطلعون لالتقاط صور للوزير وزوجته الشابة. أما الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي، فقد قرر السفر، لكن ليس بعيداً، واختار المغرب لتكون مكان العطلة، وفي حديث أمام مجلس الوزراء قال ساركوزي مازحاً «لن أذهب بعيدا وكونوا مستعدين للعودة»، مضيفاً «يجب أن تكونوا على أهبة الاستعداد للعودة سريعاً في حال حصلت مشكلة»، وإلا سيفوت الآوان. وخلافاً لأعضاء حكومته، أفصح ساركوزي عن وجهته وقضاء أيام قليلة في المغرب، والعودة إلى فرنسا لمشاركة أمنيات عيد الميلاد مع الفرنسيين. أما وزير الميزانية فرانسوا باروان ووزيرة الاقتصاد كريستين لاغارد، فسيقضيان عطلتهما في جنوب فرنسا، البارد هذه السنة، ولعل وزير الداخلية بريس أورتفو هو الأسوأ حظاً من بين الوزراء، إذ لم تزد عطلته على يومين، ليعود إلى مكتبه في 26 من ديسمبر، إلا أن أورتفو سيعوض الأيام التي عمل خلالها في الصيف المقبل.