الأعراس الملكية تخفّف أحزان بريطانيا
عندما ينظر المرء نظرة عريضة إلى تاريخ حفلات الزواج الملكية في بريطانيا، فإنه يرى أن الامر المثير فيه هو النزعة الى الظهور وقت الحاجة الماسة لهم، كما أنهم يرتدون الأزياء التي تناسب مزاج اللحظة. ففي عام 1947 ظهرت الأميرة اليزابيث وفيليب ماونتباتن أمام الشعب البريطاني المنهك من الحرب بألوان زاهية تنسي البريطانيين عناء المشاق اليومية. «ظهرا كأنهما ومضة من الالوان، على الطريق المضني الذي يتعين علينا شقه»، كما قال رئيس الوزراء وقتها وينستون تشرشل. ومرة اخرى، وفي خضم انهيار اقتصادي، عندما اهتزت الثقة بالزيجات الملكية نتيجة حالات الزواج المتعاقبة التي آلت الى نتائج كارثية، تعين على الزوجين الملكيين ان يقدما تغيراً نحو الاشراق.
وقالت المؤرخة سارة غريستوود «لا يمكن ان تتوقع العائلة الملكية حجم الغضب الشعبي الناتج عن تركيز الامير اندرو على أعماله، وأنا متأكدة من أنهم سيكونون سعداء لإبعاد الانتباه عنه. وبالتالي فإن زواج الامير ويليام يشعرون به على نحو ايجابي جدا. ويعتبر العرس الملكي عاصفة حقيقية».
وشاركت غريستوود في تأليف كتاب «الخاتم والتاج» الذي يتحدث عن الزيجات الملكية من زاوية الطقوس الخاصة وشبه السرية منذ العصور القديمة الى هذه الايام. وفي اليوم الذي قرر فيه الأمير ويليام خطبته على الآنسة كيت، قررت غريستوود واربعة من زملائها الكتابة عن 1000 عام من الزيجات الملكية بحيث يغطي كل منهم هذه الفترة من الناحية التي تثير اهتمامه. وكان الامر الذي اثار اهتمام غريستوود خلال بحثها في الفترة ما بين 1919 الى ،1960 هو الاستعداد الغريب للأسرة الملكية لتشجيع الاهتمام بحفلات الزواج التي تحصل خلالها.
كانت المحطة الفاصلة، حين اعترف الملك جورج السادس برغبة الشعب في أن يكون جزءاً من الاحتفالات عن طريق تخفيف القيود التي تفرضها العائلة الملكية التي تقضي بقبول الهدايا من الاشخاص الذين تعرفهم فقط. وفي عام ،1923 طلب من اذاعة «بي بي سي» التي كانت تأسست للتو تسجيل حفل زفاف الملك جورج السادس على الليدي اليزابيث باوزليون، ولكن هذه الطلب رفض على اساس انه ربما يسمع ذلك الاحتفال بعض الأشخاص غير المحترمين، وهم يجلسون في المقاهي ويرتدون قبعاتهم.
ولطالما عكس تغير اسلوب إقامة الحفلات الملكية المزاج العام في تلك الحقبة من الزمن، ففي عام 1960 على سبيل المثال عندما كانت العائلة الملكية تتعرض للانتقاد معزولة، كما ان قيمها الملكية باتت موضع تساؤل، تزوجت الاميرة مارغريت رجلا عاديا يعمل مصورا ويدعى جون ارمسترونغ.
وكانت المرة التي ابتعدت فيها العائلة الملكية عن حساسيتها إزاء التغيرات التي تحدث في البيئة البريطانية، عند زواج الامير تشارلز من من ديانا سبنسر عام .1981 وتقول غريستوود «في ذلك الوقت كان المزاج العام يسيطر عليه الخيال، فأخذ جميع البريطانيين يستحضرون حكايات الخيال كل حسب خياله لهذا الزواج الملكي، ولكن الحكاية الخيالية كان لها وجه آخر قاتم، لأن الامير تشارلز على الرغم من انه تزوج ديانا وهي في العشرين من العمر، وصغيرة ولا تملك خبرة كبيرة في الحياة، لأسباب تتعلق بالعائلة، فإنه كان قد اختار واحدة أخرى يعيش معها كشريكة له. وبناء عليه كان الزواج من بدايته غير موفق».
وبالمقارنة فإن الزواج المقبل سيكون مختلفا كما تقول غريستوود «فإن الآنسة ميدلتون تملك سنوات طويلة من الخبرة، كما انها والامير تشارلز ناضجان وتعلما الكثير من دروس الحياة. وبالطبع فإن احداً لا يرغب برؤية هذا الزواج ينهار كما حدث مع ديانا»، وتضيف أيضاً «اذا قيض لهذا الزواج ان يسير على نحو سيئ او ان ينهار كما حدث مع الاميرين تشارلز واندرو فإن ذلك سيكون له نتائج وخيمة على العائلة الملكية، وعلى مشاعرنا بالنسبة لهذه العائلة».