شقيقة أوباما: لو كانت أمي حيّــة لرفضت تولّي ابنها الرئاسة
التشابه بينهما لا تخطئه العين، يتشاركان اللكنة نفسها، والوقفات المتأنية أثناء الحديث، على الرغم من أنهما عاشا معاً لفترة قصيرة جداً خلال الطفولة، إنهما الرئيس الاميركي باراك اوباما وأخته غير الشقيقة مايا. لم تتغير حياة مايا كثيراً كما يعتقد الكثيرون بعد ان اصبح اخوها رئيساً لأكبر وأقوى دولة في العالم، فماتزال تذهب لعملها كل يوم، وتباشر وظيفتها أستاذة مساعدة بجامعة هاواي للتربية والتعليم، وتعيش في شقة متواضعة خلف محطة وقود تقع على أحد شوارع هونولولو السريعة. وعلى الرغم من مساندتها له خلال حملاته الانتخابية فليس لديها أي رغبة في الظهور في دائرة ضوء مجده.
يبدو عليها الامتعاض عندما يطلب منها البعض الوقوف بجانبها لالتقاط الصور، وترد قائلة «نجاح باراك ليس له علاقة بي». الساعة تشير الى 0830 صباح أحد الأيام في هاواي، تسعى جاهدة لتوصيل ابنتيها، سهيلة (ستة أعوام) وسافيتا (عامان) الى مدرستهما. تتشارك مع أخيها صفة الابتعاد عن الرسميات والذكاء الحاد، تحمل درجة دكتوراه في التعليم الدولي المقارن.
جاءت تسمية مايا على اسم الشاعرة المشهورة مايا انجلو، بشرتها سمراء (زيتونية) شعرها أسود طويل، وعيناها معبرتان، وصفها أوباما في كتابه الاكثر مبيعا «أحلام والدي»، بأنها «طفلة ذكية سوداء العينين»، أزهرت لتصبح «كونتيسة لاتينية». التأم شمل الأخوين عندما عادت والدتهما الى
ليلة النصر
البعض يعتقدون أن مايا أوباما تسكن في قصر منيف وتملك أموالاً. أ.ف.ب اعترفت مايا بأنها أحست بمشاعر متضاربة عندما نجح أخوها في إحراز نصر كاسح في الرابع من نوفمبر ،2008 فجدتها مادلين توفيت قبل ذلك بيومين، وكانت مايا تشرف عليها في أسابيعها الاخيرة. كما انها تشعر بأنها آخر الاقارب المسنين الذين شهدوا الانتصار التاريخي الذي حققه أخوها «بكيت بدموع الفرح لجميع العائلة». دعاها أخوها للوقوف بجانبه في ليلة الانتخاب لكنها فضلت البقاء في هاواي «فكرت في استقلال طائرة لكن كان لدي الكثير لأعمله، إنها لحظة لا توصف ان أشاهد باراك على التلفزيون، أحسست بالفخر والاعتزاز». رأت انه من الغرابة أن تشاهد أخيها على مسرح العالم ولا تقف بجانبه «شعرت كأنني أقرضته للعالم، لم ار منه سوى خيال، إلا أنه الشخص نفسه، ولم احس بأن هناك اختلافاً بين الرجل الذي أشاهده على التلفزيون وذلك الرجل الذي يأتي الينا ليلاً، الابتسامة والمرح وخفة الدم نفسها، والأذن نفسها، وأعتقد أنه انجز عملاً غير عادي». بعد خمسة أشهر من انتخاب اوباما رئيساً للولايات المتحدة في يناير ،2009 قضت مايا وأسرتها بعضاً من الوقت مع العائلة الاميركية الاولى في البيت الأبيض. وظلت في ما بعد على اتصال مباشر بأخيها على الرغم من مشاغله الجمة «ليس الامر مختلفاً ان تهاتف الرئيس، كثيراً ما أتصل بسكرتيره أو أطلب المسؤول عن البيت الأبيض، باراك يعمل بجد واجتهاد ليجعل نفسه متاحاً للأشخاص الذين يحبونه». بعض الأشخاص يعاملونها بشكل مختلف، وكثيراً ما يتصل بها بعض المعارف الاندونيسيين يطلبون منها اموالاً، ويعتقدون أنها تعيش في قصر منيف وتملك اموالاً وأراضي شاسعة. |
وبعد سنوات من ذلك اقامت مايا مع اوباما عندما كان يعمل منظما اجتماعيا في شيكاغو، كان في العشرينات من عمره شاباً وسيماً يهتم كثيراً بأخته، لكنه كان جديا خلافا لأي شخص آخر في سنه، اخذها في جولة للكليات المختلفة في أنحاء البلاد لكي تختار مكانا مناسبا للدراسة، وعرفها بموسيقى الجاز والموسيقى الكلاسيكية، وأهداها روايات كتبها غابرييل غارسيا ماركيز وتوني موريسون، وسجلها في مدارس للرقص، وعلمها كيف تطبخ له وجبته المفضلة (الفراخ بالفلفل الحار). ساعدها على التغلب على الحزن عندما توفي والدها، وتعرف الى الرجل الذي أصبح زوجها في ما بعد، كونراد ان جي، الاستاذ الجامعي الكندي من أصل صيني، وعندما توفيت والدتهما عام 1995 بمرض السرطان وقفا معاً على حافة مياه المحيط الهادي في هاواي لينثرا رماد رفاتها فوق الماء، «كان مكاناً ساحراً على الساحل الجنوبي، حيث تلتقي طبقات من حمم اللافا بمياه المحيط».
ألهمتها والدتها تأليف كتابها «سلم الى القمر»، وهو عبارة عن قصة فولكلورية حديثة تتلخص في أن الجدة دونهام تأخذ حفيدتها سهيلة في رحلة الى القمر، حيث تتعلم هناك كيف تساعد الآخرين وتتبنى التعددية، اخذ عنوانه من لوحة شهيرة رسمها الفنان جورجيا او كيفي عام ،1958 وتقول «كانت أمي معجبة بالقمر، وعندما يكتمل توقظنا من النوم منتصف الليل لنشاهد جماله». مايا تعتقد أن والدتها قد يكون لها تحفظات على فوز ابنها برئاسة أميركا على افتراض أنها ظلت على قيد الحياة «ستكون فخورة ومنبهرة كون ابنها حظي بهذه الفرصة، لكنها قد لا تحبذ حقيقة أنه يتحمل كل هذه المسؤولية لأنها تريده أن يعيش في سلام، وتمنحه الحب والملاذ الآمن والراحة لأنها أم قبل كل شيء».
كانت مايا تصبو إلى أن تكون كاتبة، لكنها لم تكن تستطيع استجماع شجاعتها، ثم جاءت قفزة أخيها في الظلام، تقول «قلت في نفسي إذا كان يتمتع بالشجاعة الكافية ليترشح للرئاسة فإنني سأخوض مغامرة صغيرة وأرى ما سيأتي من ورائها».
وضعت الكتاب في منزل العائلة في شيكاغو خلال الاستراحات القصيرة لحملات أخيها الانتخابية «إنها المرة الاولى التي اجد فيها نفسي منذ ولادة سهيلة، حيث استطعت ان أحصل على فرصة لإطلاق العنان لخيالي، كان باراك بالطبع مشغولاً ولهذا جاءت تعليقاته على الكتاب مقتضبة، فقد قال إنه كتاب جميل استطاع أن يستلهم روح الوالدة».