الشعوب تعتبرهن شريكات في التسلط والثروة المنهوبة
زوجات المستبدّين مستهدفات في الثورات الشعبية
بعد تضييق الخناق على الزعيم الليبي معمر القذافي ومعاونيه، تحاول فرنسا وبريطانيا مراقبة تحركات زوجة القذافي للحيلولة دون استخدام الأموال الطائلة التي تمتلكها لمساعدة زوجها في حربه ضد المعارضة المسلحة. وكشفت مصادر في الأمم المتحدة أن صفية فركش، وهي الزوجة الثانية للقذافي، تمتلك مليارات الدولارات وكميات كبيرة من الذهب تصل إلى 20 طناً، كما تسيطر على شركة الطيران الليبية الخاصة «البراق». وسلطت الأضواء في الآونة الأخيرة على دور زوجات الزعماء المستبدين في السلطة، وخلال نشوب الثورات الشعبية ضد أنظمة أزواجهن. ففي الوقت الذي يعتقد فيه كثيرون أن زوجة الرئيس التونسي المخلوع ليلى الطرابلسي كادت تمسك بمقاليد السلطة، فإن دور زوجة رئيس ساحل العاج الذي أسرته القوات الفرنسية أخيراً، سيمون غباغبو، (61 عاماً) تعتبر المرأة الحديدية ويرى فيها البعض الحاكم الفعلي وراء عرش لوران غباغبو. وقد بدأت سيمون العمل السياسي منذ الـ17 من عمرها، لينتهي بها الأمر وهي تبكي وتستجدي الرحمة من جنود المعارضة في إحدى غرف فندق بالعاصمة أبيدجان.
وتتهم المرأة الحديدية بسوء استخدام السلطة وتنظيم عمليات منظمة. وفي أحد الاجتماعات النسوية وعندما كان زوجها في مهمة خارج البلاد، صرحت ساخرة «إذا كان أزواجنا قد ذهبوا إلى باريس لاتخاذ قرارات لا تلبي طموحاتنا فلن يجدونا في فرشهم عندما يعودون!». أما الطرابلسي (53 عاماً)، فكان سطوع نجمها من حلاقة إلى خليفة محتملة لزوج، يشبه أساطير الخيال. وكانت تدفع زوجها للبقاء في السلطة إلى آخر لحظة، وبعد فرارهما أخذت معها نحو ربع احتياطي الذهب في تونس، الذي تعادل قيمته ملايين الدولارات. وفي زيمبابوي تلعب زوجة الدكتاتور روبرت موغابي دوراً مهماً في الفساد الإداري وقمع الحريات، ولاحقت إحدى الصحف المحلية بعد أن نشرت قصة تفضح فيها ممارساتها المشبوهة في صفقة بيع للماس. وتعيش غرايس موغابي، (45 عاما)، حياة البذخ في بلد يعاني الفقر المدقع والبطالة، وأعطت لنفسها «أم الوطن». وقد كان حفل زفافها من الرئيس الزيمبابوي الذي يكبرها بنحو 40 عاماً، أسطورياً، بعد أن كانت سكرتيرته الخاصة ثم عشيقته، لينتهي بها الأمر سيدة البلاد الأولى.
أما زوجة الرئيس المصري المخلوع سوزان مبارك، (70 عاماً)، فقد نشأت في بيئة غنية، وكان أبوها تزوج في الثلاثينات من أمها البريطانية، وأنجبا سوزان التي تربعت على عرش سيدة مصر الأولى لثلاثة عقود. ورغم أنها لم تمتلك ثروة ظاهرة إلا أن دعمها لنجلها الثاني ليكون خليفة والده، كان محل جدل واسع في مصر. ويختلف الأمر كليا في بيلاروسيا، حيث لا تلعب زوجة الرئيس ألكسندر لوكاشنكو أي دور في هذا البلد الذي يعتبر من بين آخر الدكتاتوريات في العالم. وتقول مصادر إن جالينا لوكاشنكو لا تستطيع زيارة قصر الرئاسة إلا بإذن مسبق وتنسيق مع مكتب الرئاسة، كما أنها لا تعرف رقم الهاتف المباشر لزوجها في المكتب. وخلال السنوات التي قضاها زوجها في الرئاسة، لم تلتقط كاميرات المصورين صورة لها بجانبه. وبعد ظهور صورتها وهي تحلب بقرتها على الصحف المحلية، غضب زوجها وقرر مصادرة البقرة ومراقبة زوجته حتى لا تختلط مع الصحافيين. ونقلت أنباء تقول إن الرئيس لا يزورها إلا في الأعياد والمناسبات.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news