« سوبر بوتين » بطــل قصة كرتونية
بعد أن تصدرت صور رئيس الوزراء الروسي فلاديمير بوتين صفحات الجرائد المحلية، التي يظهر فيها مستعرضاً قوته خلال ممارسته رياضة الجودو أو الصيد في البراري وهو عاري الصدر، أو يقود سيارة رياضية، أطلق أحد هواة الكرتون في روسيا شخصية بوتين «سوبر بوتين» على الانترنت. ويكون بذلك بوتين قد التحق بالشخصيات الكرتونية الشهيرة من أمثال «سوبرمان» و«طرزان»، وغيرهما من أبطال القصص الكرتونية. وأصدر الشاب الروسي سيرغي كالينيك على شبكة الإنترنت قصة كرتونية يبدو فيها بوتين وهو يجري بلباس الجودو في الشوارع لمنع انفجار قنابل في الحافلات، ويتحرك على جميع الجبهات لإنقاذ الناس من القوى الشريرة. وحملت القصة عنوان «سوبر بوتين.. رجل كالآخرين». ودافع كالينيك عن القصة قائلاً، «هناك مشكلة كبيرة في المجتمع الروسي، وهي أن الجميع ينظر إلى بوتين إما بشكل إيجابي ويقولون إنه يفعل كل شيء بشكل رائع، أو ينظرون إليه بصورة سلبية ويقولون إنه يفعل كل شيء بشكل في غاية السوء»، مضيفاً «من الواضح أنه ينجح في أشياء ويفشل في أخرى. أعتقد أن تحويل هذه المسألة إلى موضوع مُسل يكسر هذه التصورات الجامدة».
ولقيت الفكرة استحسان الكثيرين، ووصل عدد الذين شاهدوا القصة على الانترنت إلى نحو خمسة ملايين شخص في الأسبوع الأول، ويأتي ذلك قبل أقل من عام من الانتخابات الرئاسية الروسية التي يُتوقع أن يعود فيها بوتين إلى كرسي الرئاسة. ويرى البعض أن رئيس الوزراء يحاول إقناع الناخبين الروس بأنه الرجل المناسب ليقود روسيا الاتحادية، كما يركز بشكل أساسي على أصوات الشباب. وفي «سوبر بوتين.. رجل كالآخرين»، يحظى الرئيس الروسي ديميتري ميدفيديف بقدرات خارقة كأن يتحول إلى دب، لكن دوره يبقى ثانوياً في القصة، مثلما هو في الواقع، حسب الخبراء الذين يعتقدون أن السيّد الفعلي للفيدرالية الروسية هو رئيس الحكومة، إلا أن البعض انتقد كالينيك لأنه قدم المعارضة بصورة سلبية وبغيضة، ما يوحي بأنه لا دور لمعارضة سياسية فعالة في البلاد.
كما يجسد صاحب القصة عشق بوتين لرياضة الجودو وولع ميدفيديف بالتكنولوجيا الحديثة، وسيقومان بمهاجمة الأشرار الذين يحملون شعارات المعارضة الروسية.
في المقابل، قال كالينيك إن الهدف من القصة ليس الترويج للرجلين ولكنه محاولة لإطلاق حوار بين المجتمع والسلطات، الأمر الذي تفتـقده روسيا، حسب تعبيره، «القصة تهدف لإرساء نقاش بين الشعب والسلطة، لأن هذه الأخيرة باتت محتكرة من طرف جهة معينة».
ونفى كالينيك أن يكون قد تلقى تعليمات من الكرملن، وقال ان الهدف هو الدعابة وكسر الجمود في الحياة السـياسية الروسـية، وعلى الرغم من أن القصة تلقت الضوء الأخضر من الرقابة فإن صحفاً محلية رفضت نشرها، في حين أجلت أخرى تناول المسألة إلى وقت لاحق. ويرى روس أن تجسيد بوتين بهذه الطريقة يجسد حقيقة مفادها أنه تمكن من استعادة مجد روسيا بعد أن ضاع في وقت سلفه بوريس يلتسن. كما يتم استغلال صورة «بوتين المنقذ» الذي جاء لإنقاذ الوطن من السقوط.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news