مثيل ماو تسي تونغ يقف مع خصمه كانشيك في حديقة لوغتان
الصين تستضيف أشباه زعمائها في «الذكرى الـ 90 للحزب»
فوجئ الزوار والمارة عندما رأوا الزعيم الصيني، ماو تسي تونغ، يقف بشحمه ولحمه وجهاً لوجه مع عدوه اللدود، شيانغ شاي كانشيك في حديقة لوغتان في العاصمة الصينية بكين. كان الرجلان يقفان بجانب بعضهما بعضاً، يبتسمان على الرغم من الحرب الاهلية الضروس التي خاضاها ضد بعضهما في وقت من الاوقات.
هذان الرجلان ليسا سوى شبيهين لهذين الزعيمين، يجسدان شخصيتيهما احتفالا بالذكرى الـ90 لميلاد الحزب الشيوعي الصيني، التي تصادف اليوم الجمعة. فبعد 35 عاما من وفاة الزعيم ماو يتقمص شانغ كونغوري شخصية الزعيم في هذه المناسبة التليدة. ومع اقتراب المناسبة يصبح الطلب كبيراً على خدمات كونغوري للظهور مع الزوار، الذين يصطفون انتظارا لدورهم للظهور معه. ويشارك كونغوري، بوصفه الزعيم ماو، في الكثير من الانشطة التي يتضمنها العيد الـ90 للحزب الشيوعي الصيني، إذ يشارك في احتفال لكوادر الحزب في مونغوليا، ويتضمن جدول زياراته زيارة الى سجن بكين، لرفع الروح المعنوية لطاقم السجن ولإرشاد السجناء. إضافة الى ذلك لعب كونغوري دور الزعيم ماو في دراما تلفزيونية. بالإضافة الى ماو جسد شبهاء آخرون شخصيات رئيس الوزراء زو أنلاي خلال الفترة من 1949 الى ،1976 والمرأة الثورية سونغ كونغلاين، أرملة الزعيم صن يات سين، ودينغ زهاو نينغ الذي بدأ الاصلاح الاقتصادي الصيني منذ ثمانينات القرن الماضي. ولوهلة من الوقت يشعر السياح بشيء من القشعريرة والاندهاش لدى النظر إليهما، ثم يبدأون في الابتسام عندما يدركون حقيقة امرهما، ويتجمعون حولهما تماما كما يتجمع عشاق الفن حول نجوم الروك ليصافحاهما ويلتقطان الصور مع اشهر شخصيتين صينيتين.
تقول المواطنة وانغ في البالغة من العمر 40 عاما متحدثة عن شبيه ماو «لقد رأيناه في التلفزيون وأثار فينا الحنين، لكننا الآن قابلناه حقيقة يقف أمامنا ونتشرف بمقابلته شخصياً».
وأسس شانغ كونغوري شركة من اشباه الزعماء الصينيين، إذ ان هذه الشركة جاهزة للمشاركة بأجر عند الطلب في جميع المناسبات في الصين، وتعتبر أي مناسبة سواء كانت رسمية او شعبية مثل الاعراس وحفلات اعياد الميلاد غير مكتملة من دون مشاركة هذه الشخصيات فيها. واذا حدث ان تم حجز شخصيات مثل ماو أو دينغ زهاو نينغ أو زو انلاي للمشاركة في احدى المناسبات، فبإمكان شركة شانغ توفير شخصيات اخرى تجسد زعماء الحزب مثل ليو شاوغي او زو دي مؤسس الجيش الاحمر الصيني. ويستطيع كل من أفراد الفرقة ان يقلد الشخصية التي يجسدها من حيث الحديث وأداء الحركات والسكنات.
ويتم تدريب اشباه ماو وغيره من الزعماء الصينيين على اتقان حركات وأداء وحديث ماو، ومن غير المسموح ان يتحدث أشباه ماو والزعماء الآخرون بحديث ساخر او تقليد حركات مضحكة، ولا يتكسب معظم اشباه ماو من تجسيد شخصيته.
ويقول كونغوري «انها مسؤوليتي ان انقل هذه الثقافة الى الجيل التالي، وإلا فإن الجيل الحديث سينسى تاريخه».
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news