داتي تطمح إلى الرئاسة الفـرنسية
كانت رشيدة داتي تبدو من خلف مكتبها الضخم في إدارة المنطقة السابعة في باريس صغيرة جداً، ولكن صوتها يبدو ثابتاً. وعلى الرغم من أن منصبها هذا يعتبر خطوة إلى الوراء عن منصبها الذي وصلت اليه وزيرة للعدل، إلا انه يظل افضل بما لا يقاس عن الحياة التي تربت فيها اثناء طفولتها مع اخوتها الـ12 لأبوين مهاجرين أميين. وبخليط من الطموح والانتهازية الصارخة تمكنت داتي من شق طريقها بقوة إلى اعلى مناصب الدولة. وكان صعودها الى النجومية استثنائياً تماماً، كما كان هبوطها مدوياً وسريعاً.
ولكن اليوم، وبعد أن تعرضت للتهميش من قبل العديد، بعد أن تخلص منها الرئيس الفرنسي نيكولاس ساركوزي قبل عامين، أعربت داتي، التي وصفت بأنها اقرب شيء في فرنسا إلى الرئيس الاميركي باراك اوباما، عن اقوى تلميحاتها بأنها على الطريق نحو الوصول إلى القمة.
وأولاً، تنوي ان يتم انتخابها في البرلمان الفرنسي عن دائرتها الانتخابية في باريس، وبعد ذلك تريد ان تصبح عمدة باريس، وهو منصب يعتبر حجر الزاوية بالنسبة للطريق المؤدي الى قصر الإليزيه. وعندما سُئلت اذا كانت تستطيع تخيل نفسها رئيسة فرنسا يوما ما قالت إنه «أمر معقد. ولا تسير الأمور على هذا النحو». ولكن عندما اصر عليها السائل قالت «ولم لا. اذا كنت استطيع القيام بشيء جيد لبلدي. وأنا قلت اني اريد ان ادخل البرلمان، ومن ثم انظر الى الثورة التي ستحدث جراء ذلك. تخيل لو اني اعلنت بأني سأرشح نفسي للرئاسة غداً. وحتى لو كنت احظى بالشعبية وأعجب الناس بالفكرة، وحتى لم اكن اخشى شيئاً. فرنسا مستعدة لقبول رئيسة امرأة ولكن الطبقة السياسية غير مستعدة. ولو قال احد قبل بضع سنوات ان شخصاً من الطبقة الفقيرة، امرأة مهاجرة ستصبح وزيرة العدل فإن الجميع سيقول إنه مستحيل». وكانت داتي قد لبست ثياباً فاخرة من تصاميم عالمية خلال عملها وزيرة للعدل، الأمر الذي جعلها عرضة للانتقادات الشديدة، من مختلف الأطراف. وبمعزل عن المشاحنات السياسية تعتقد داتي ان الانتقادات اللاذعة الناجمة عن نظرة الاحتقار إلى اصلها المتواضع كمهاجرة، والبيئة الفقيرة التي تربت فيها خلال طفولتها. وقالت داتي لمجلة باري ماتش «لم يوجه أحد اي انتقاد لكريستين لاغارد (وزيرة فرنسية اصبحت الآن رئيسة البنك الدولي)، عندما لبست ثوباً من تصــميم تشانيل، ولكني لبست ثوباً من تصميم ديـــور تعرضت لانتقادات لاذعة، رغم انه كان ثوب عـــمل عادياً».