موائد إفطار تجـمع مسلمين وشركاء بلادهـــم في رمضان
شهر رمضان مناسبة عظيمة للتواصل ومد جسور المحبة، ليس بين المسلمين فحسب، وإنما ايضا بين الشعوب الأخرى غير المسلمة. وقد انتهزت حكومات دول غير اسلامية هذه المناسبة لتقوية اواصر الصلة بينها وبين شعوبها المسلمة وايضا مع العالم الاسلامي. ولهذه الغاية صار البيت الأبيض الأميركي ينظم حفل افطار كل عام، وجعله تقليدا سنويا بدءا من عهد الرئيس السابق بيل كلينتون، ومرورا بعهد بوش الابن، الى عهد الرئيس الحالي باراك أوباما.
بيد أن المصادر التاريخية تقول إن اول من بدا هذا التقليد الرئيس الأميركي السابق توماس جيفرسون قبل اكثر من 200 عام، إذ دعا الرئيس جيفرسون اول مبعوث مسلم من تونس لحفل إفطار رمضان في التاسع من ديسمبر .1805 وكان المبعوث التونسي، سيدي سليمان مليملي، قد تم ابتعاثه الى اميركا لستة اشهر، للتفاوض بشأن عمليات القرصنة التي تتعرض لها السفن الأميركية على شواطئ البحر الأبيض المتوسط. وغير جيفرسون موعد غدائه من الساعة 30:3 ظهرا، كما هي العادة حتى غروب الشمس، لتتوافق مع طعام الافطار للمبعوث العربي.
الأربعاء الماضي نظم الرئيس أوباما حفل إفطار بالبيت الأبيض بمناسبة شهر رمضان المبارك، دعا اليه القيادات المسلمة، ومن مختلف الأديان الأخرى، وفي كلمته بهذه المناسبة يقول «ينبغي ألا تكون اميركا فقط هي التي تمد يد التسامح إلى أناس من مختلف الأعراق والأديان، وإنما ايضا اميركا التي تثري تنوعنا وثقافتنا».
واعتاد الرئيس بيل كلينتون إرسال كلمات رقيقة بهذه المناسبة لجميع المسلمين، إذ تقول تهنئة «عندما يظهر الهلال ويبدأ الشهر الثامن، نرسل لكم أنا وهيلاري تمنياتنا الطيبة لكم ولأسركم الكريمة بالسعادة والرفاه، ونسأل الله ان يتقبل صلاتنا من اجل عالم افضل».
في استراليا، أثنى وزير المواطنة والمجتمعات ووزير شؤون السكان الأصليين ـ اثنيا على دعوة المجلس الاسلامي في نيوساوث ويلز والذي حث جميع المسلمين الاستراليين على فتح ابواب منازلهم، لاستقبال غير المسلمين على موائد افطار رمضان. وفي هذه المناسبة أشاد وزير شؤون السكان الأصليين، فيكتور دومينيلو بهذه الخطوة، قائلا «نزجي كل الشكر للمجلس الاسلامي لهذه الجهود الرامية الى ترقية التسامح الديني والتنوع الثقافي بين السكان، وهي الصفات التي تميز مجتمعنا الاسترالي، إن مشاركة افطار رمضان مع غير المسلمين من شأنها ان تساعد على دمج الناس من مختلف الأديان والخلفيات الاجتماعية في بوتقة واحدة، وتقوي أواصر الصلة بينهم».
وفي تايلاند، نظم المسلمون حفلات إفطار رمضان، دعوا إليها التايلنديين من جميع الأديان، بهدف تقوية العلاقات بين افراد المجتمع، ولكي يعرف غير المسلمين أن الاسلام دين تسامح ومحبة ووئام.