كاميرون كاد يقع في حبائل جهاز «كي جي بي»

ادعى رئيس الوزراء البريطاني، ديفيد كاميرون بأن بعض عملاء الاستخبارات السوفييتية السابقة (كي جي بي)، كادوا ينجحون في تجنيده جاسوساً، وجاء هذا الادعاء خلال زيارته موسكو ليوم واحد الاسبوع الماضي، وعلق الرئيس الروسي، ديمتري مدفيديف مازحاً، بأن كاميرون يمكنه ان يصبح «عميلاً سوفييتياً مزدوجاً، لكنه في هذه الحالة لم يكن ليصبح رئيساً لوزراء بريطانيا».

وكشف كاميرون عن هذه المعلومات خلال حديثه امام مجموعة من طلبة جامعة موسكو الحكومية. وقال كاميرون خلال حديثه إن بعض عملاء الاستخبارات السوفييت تحدثوا معه في هذا الخصوص عندما زار موسكو في أوج الحرب الباردة، ويقول عن ذلك «زرت روسيا للمرة الأولى في اول اجازة لي قبل التحاقي بالجامعة عام 1985». ويواصل حديثه قائلا «استقللت قطار سيبريا القاري من مدينة ناخودا الى موسكو، ومن هناك الى ساحل البحر الأسود، وهناك على الشاطئ الذي يؤمه عادة الاجانب تعرفت إلى مواطنين روسيين يتحدثان اللغة الانجليزية بطلاقة، ودعواني الى الغداء والعشاء وسألاني عن الحياة في بريطانيا وعلاقتي بالسياسة».

ويبدو ان كاميرون الساذج لم يفهم في بادئ الامر ما حدث له على الشاطئ الى ان عاد الى بلاده، إذ يقول «عندما عدت الى بريطانيا وأخبرت استاذي في الجامعة واستفسر مني عما اذا كان حديثهما لي كان على شكل مقابلة، فإذا كان الامر كذلك فلن يتم تجنيدي». ولم تجد هذه الطرفة استحساناً من طلبة الجامعة، بيد ان مدفيديف عندما سمع بالحادثة رد بضحكة عالية، وقال مازحاً: «أعتقد أن ديفيد يصلح لان يكون عميلاً سوفييتياً جيداً، لكنه في هذه الحالة لم يكن ليصبح رئيسا لوزراء بريطانيا».

وشكك بعض عملاء الـ«كي جي بي» السابقين بهذا الادعاء، وعلق العميل السوفييتي السابق، ميخائيل بوغدانوف، الذي كان يتخذ من لندن مقراً له في الأمر، قائلا «اعتقد أن كاميرون كان يداهن نفسه قليلاً، معتقدا أنه كان ضحية للاتحاد السوفييتي السابق، وأيضاً لروسيا، وأفترض أن هناك جواسيس في جميع انحاء العالم، وان الـ(كي جي بي) القوي يريد تجنيد كل من يعثر عليه». ويعتقد العقيد المتقاعد في الـ«كي جي بي» ايغور بريلين «ليس بالضرورة ان يكون ذلك تجنيداً، إنما قد يكون لقاء بهدف الصداقة والمعرفة ليس إلا». ولم يكن كاميرون أول سياسي بريطاني يقع في حبائل جهاز الـ«كي جي بي» المرعب في ذلك الوقت، فقد سبقه في ذلك رئيس الوزراء العمالي، هارلود ويلسون، الذي يعتقد أن جهاز الاستخبارات البريطانية (إم 15) يحتفظ له بملف دائم بعد دخوله مجلس العموم عام .1945