صور القذافي مواطئ لمداخل الفنادق والمؤسسات والليبــيون يطلقون عليه « أبوشـفشــــوفة »
بينما كانت الأنباء عن المصير النهائي للزعيم الليبي المخلوع معمر القذافي تتضارب، كان الشعب الليبي يحتفي بطريقته الخاصة بالرجل الذي شهد الويلات على يديه. ففي الاسابيع القليلة الماضية تبنى الليبيون ثقافة «التشفي» و«الانتقام»، من العقيد الذي اشتهر بطروحاته الشاذة، فأصبحوا يطلقون عليه عبارة «أبوشفشوفة»، نسبة لشعر رأسه الكثيف، وأصبح القذافي موضوعاً لسلسلة من الرسوم الكاريكاتورية والصور المعاد إنتاجها، وأصبحت هذه الاخيرة صناعة قائمة بذاتها في ميدان في طرابلس العاصمة، أطلق عليه «ميدان الشهداء»، بدلاً من اسمه السابق «الساحة الخضراء».
ففي هذا الميدان تصطف مجموعة من الحوانيت الصغيرة، تبيع صوراً تمت إعادة انتاجها للزعيم القذافي وزعماء عرب آخرين، أمثال حسني مبارك، وزين العابدين بن علي، وعلي عبدالله صالح. إحدى الصور تعكس الرؤساء الثلاثة جالسين سوياً في ملابس النوم، وصورة أخرى تصور القذافي متدلياً من حبل مشنقة، وأخرى وكأنه طفل يتعلم المشي لتوه، أو يدفع عربة صغيرة يجلس عليها ابنه الثاني، سيف الإسلام.
تقول هدى أبوزيد، التي اغتال عملاء القذافي في لندن والدها المنشق، والتي تعمل الآن مع الثوار، تقول «في الحقيقة يعمل الشعب الليبي على مسح صورة القذافي الرسمية، لكنهم يضعونها بدلاً عن ذلك داخل إطار كاريكاتوري كنوع من الانتقام منه».
وفي الوقت ذاته استخدم الثوار كماً هائلاً من السجاجيد التي تحمل وجه القذافي «مواطئ» لمداخل الفنادق والمباني الحكومية الاخرى التي استولوا عليها في طرابلس، بعضها يبدو فيها القذافي شاباً يافعاً وسيماً لا يتوقع ان تلاقي صوره أو هو نفسه هذا المصير. وكان الثوار قد استخدموا صوراً كاريكاتورية للقذافي عند استيلائهم على مدينة بنغازي، وذلك لكسر حاجز الخوف لدى الليبيين، لان صور الزعيم كانت مقدسة ولا يجوز العبث بها، فقد كان يعتقد نفسه زعيماً معبوداً محبوباً من قبل شعبه، وانتشرت الصور الكاريكاتورية عبر المدن المحررة في ما بعد.