بيرلسكوني اختبأ لميركل خلف تمثال.. و ساركوزي صاح بكـــــــاميرون: سئمنا انتقاداتك
قادة أوروبا يطلقون مداعبـات شخصية أثناء لقاءاتهم السـياسية
يعتقد محللون سياسيون أن القادة الاوروبيين ينبغي ان يكونوا أصدقاء اكثر إذا ارادوا التصدي للتحديات المحلية مثل أزمة اليورو، وغيرها من الشؤون الداخلية الاوروبية. بيد أنه في بعض الاحيان تنفجر الانفعالات الداخلية ولا يستطيع بعض هؤلاء القادة السيطرة على أنفسهم، وهذا ما حدث بالفعل في اجتماعات القادة الاوروبيين الاحد الماضي بشأن انقاذ اليورو عندما فقد الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي صبره وصرخ في وجه نظيره البريطاني ديفيد كاميرون «اصمت». خلال إحدى مداولاتهم. وتابع «سئمنا انتقاداتك لنا وإخبارنا بما سنفعله. لقد قلت من قبل إنك تكره اليورو، والآن تريد ان تتدخل في اجتماعاتنا!».
مثالاً يحتذى
يعتقد البعض انه إذا لم يصبح القادة الاوروبيون اصدقاء في قارة تعرضت للتمزق بفعل حربين عالميتين فلن يعود هناك مستقبل يرتجى للقارة. وعلى الرغم من ذلك هناك امثلة مشرقة عن العلاقة بين الزعماء الاوروبيين، فقد ارتبط ساركوزي والمستشارة الألمانية انجيلا ميركل بصداقة قوية، إذ يجتمع الاثنان -«ميركوزي»، كما يحلو للبعض تسميتهما - على مائدة غداء واحدة خلال الاجتماعات، وفي أوقات اخرى يتحدثان بالهاتف. وأخيراً اهدت ميركل لعبة «الدب تيدي»، لساركوزي هدية منها لابنته «جويليا»، حديثة الولادة. ويبدو ان روحاً مرحة تجمع بينها، فعندما سألهما صحافيون عما اذا كان رئيس الوزراء الايطالي يستطيع أن يجيز إصلاحات الموازنة التي وعد بها، تبادل الاثنان ابتسامات ذات مغزى تغني عن آلاف الكلمات.
بيد ان القليل جداً من المسؤولين الاوروبيين يعتقدون أن العلاقة بين الزعيمين تحتمها «مقتضيات المرحلة»، ويقول أحد المراقبين في برلين «في حقيقة الأمر إنهما لا يحبان بعضهما لهذه الدرجة، إنما يتصرفان حسب المقتضيات».
على العكس من ذلك فإن بيرلسكوني يمثل، كما يعتقد سياسيون «ذلك الرجل صعب المراس، الذي يفسد حفل عيد الميلاد، ويضايق افضل الضيوف»، ولعل تلك الضحكة التي تبادلها ساركوزي وميركل بشأن بيرلسكوني هي عبارة عن «استخفاف»، بذلك الرجل الذي وصف ميركل بأقذع الالفاظ عندما وصفها بـ«المرأة السمينة الـ...»، على الهاتف خلال مقابلة له مع رئيس تحرير صحيفة في يوليو الماضي، وتم تسجيل تلك المقابلة من أشخاص بغرض ابتزازه. وليست هذه هي المرة الأولى التي يسيء فيها الزعيم الإيطالي لميركل، فقبل عامين جعلها تنتظره لبدء قمة بينما كان غارقاً في محادثة بهاتفه الجوال، كما أنه عرضها لمداعبة سخيفة العام الماضي خلال زيارة لها لإيطاليا، فخلال جولة لهما في البلاد اختفى خلف أحد التماثيل وفاجأها صائحاً «بيكا بو، بيكا بو».
بيرلسكوني ايضاً كان لا يحب الرئيس الفرنسي السابق جاك شيراك، فعلى الرغم من كونه يتحدث الفرنسية بطلاقة ودرس في جامعة السوربون في شبابه فإن بيرلسكوني يحس بأن شيراك «ليس فقط شخصا متعاليا وانما يفوقه طولاً ايضاً»، لكنه بدأ يشعر بالارتياح عندما وجد ان ساركوزي في مثل طوله، إلى ان بدأ يظهر للسطح ما يعتقده الايطاليون من سلوك استعماري فرنسي جديد في منطقة البحر الابيض المتوسط، وتدخل في شؤون الغير.
ولكن يبدو ان ساركوزي، تلك الشخصية ذات الوجهين، خرب علاقته مع ميركل عندما أسرّ لبعض الزعماء الاوروبيين بأنه خلال تناولهما للغداء «ادعت أنها تتبع حمية غذائية، لكنها ذهبت مرة أخرى لتحضر صحناً من الجبن». ويقول البعض ان ميركل غضبت من تلك العبارة.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news