الحمبولي.. «خُـط الصعيد» اخترعته فلول مبــارك
وسط اجواء الانفلات الأمني في مصر واحاديث الثوار عن علاقة اجهزة الامن بالبلطجية والمجرمين، والتعاون مع فلول الحزب الوطني المنحل، انشغل الرأي العام ووسائل الإعلام بالحديث عن مجرم او «خط الصعيد» ياسر الحمبولي، المتهم بـ1000 اتهام، الذي قام في وضح النهار بالاستيلاء على منطاد سياحي بمدينة الاقصر، واحتفظ به حتى يتم الافراج عن ابنه من قبل الشرطة.
وتحول الحمبولي الى اسطورة رعب، حيث تنقل وسائل الاعلام، على مدار الساعة جريمة جديدة يرتكبها ضد المواطنين او اجهزة الأمن، وفيما يرى البعض ان اسطورة الحمبولي صناعة امنية سياسية بهدف خلق اجواء من الرعب قبل الانتخابات، فشلت حتى الآن اجهزة الأمن المصرية في القبض على اسطورة الإجرام في صعيد مصر، ياسر الحمبولي، وقال شهود عيان ان تشكيلاً أمنياً مكوناً من سبع مجنزرات عسكرية احاطت بمنزل الحمبولي منذ يومين، ولكنها لم تعثر عليه.
وقال الحمبولي لأهالي قريته إن الشرطة في الأقصر لن تتمكن من القبض عليه، لأنه يخترق اجهزة الأمن، ويعلم مسبقا بكل حملة تستهدفه ما يسهل عليه الهرب، وأضاف انه يملك من الأسلحة ما يمكنه من الحفاظ على نفسه وعلى أهل بيته. وأكد أنه لن يعيد المنطاد الطائر إلا بعد أن تتركه «الداخلية» للعيش في أمن وسلام، معتبراً نفسه ضحية للنظام الفاسد، نظام مبارك وأتباعه، وأنه ضحية للداخلية التي وضعت حياته وحياة أسرته تحت الخطر.
وقال المحامي مصطفى مدني، لـ«الإمارات اليوم»، ان تشكيلات عسكرية أحاطت بمنزل الحمبولي وبزراعات القصب المحيطة بقريته الحميدان بالأقصر وعادت من دون ان تتمكن من القبض عليه، على الرغم من وجود الحمبولي طوال النهار بالقرية.
وقال الحمبولي، في حوار مع جريدة «روز اليوسف»، انه تعاون مع عدد من ضباط الشرطة في تهريب المساجين من سجن قنا العمومي، وانهم حاولوا التخلص منه وصناعة أسطورة لإخافة الناس، وقاموا بتعذيب ابنه بالكهرباء داخل قسم الشرطة وتلفيق أكثر من 1000 اتهام له من قبل ضباط الشرطة، وتلفيق قضية مقتل مفتش مباحث القصير له. وقال إنه يمتلك الدليل على البراءة منها، حيث أكد أنه كان محتجزا في هذه الفترة التي قتل فيها رئيس المباحث بمستشفى الأقصر العام لإصابته بكسر بالذراع والصدر بعد سقوطه من الدراجة البخارية.
وكان وزير الداخلية، منصور العيسوي، قد أقال مدير أمن الاقصر محمد حسن، واستبدله برئيس جهاز امن الدولة السابق بمحافظة اسوان، اللواء احمد ضيف، بعد فشل الاول في القبض على الحمبولي.
وطالب ائتلاف الثورة بالأقصر بسرعة التحقيق مع ضباط الشرطة الذين وردت أسماؤهم في حوار مع خط الصعيد متعاونين معه. وأكد منسق ائتلاف الأقصر نصر وهبي، أن ما قاله المتهم ياسر الحمبولي في إحدى التسجيلات الصوتية له، التي تكشف العديد من الجوانب الخاصة بمجموعة من ضباط الشرطة، يحتمل الصدق أو الكذب، لذا نطالب بضرورة إجراء تحقيقات عادلة وعلنية معه، وإذا ثبت صدق كلامه فلابد من إجراء تحقيقات فورية مع ضباط الشرطة المذكورة أسماؤهم في الحوار الصحافي، في ما نسبه لهم من جرائم، وإذا ثبتت إدانته يتم توقيع أقصى عقوبة عليه، خصوصاً في الوقائع التي قام بذكرها، وهي تهريب المساجين من سجن قنا العمومي أثناء الثورة، التي وقعت بالفعل وليس في سجن قنا العمومي فقط ولكن في جميع سجون مصر.
وكشف منسق العمل الجماهيري بائتلاف الثورة بالأقصر، طارق محمود، عن رؤية الشارع الأقصري للحمبولي، حيث يردد الناس عنه حكايات تشبه الأساطير، التي يرددها المصريون عن البطل الشعبي ادهم الشرقاوي. وقال طارق محمود لـ«الإمارات اليوم» ان «صورة الحمبولي عند ابناء الصعيد البسطاء، مغايرة تماماً لصورته عند أجهزة الأمن ووسائل الإعلام، فهو عند الجماهير يقوم بسرقة السكر من مخازن شركات السكر الحكومية ليقوم ببيعه الى الفقراء بسعر جنيه واحد بدلاً من خمسة جنيهات، كما انه قام بتعويض الفلاح البسيط الذي سقط المنطاد المسروق في أرضه بمبلغ 200 جنيه، وعندما استجارت إحدى السيدات من الفقر قام على الفور بتزويدها بأجهزة كهربائية، كما انه فارس ولايروع الآمنين، فعندما تمت سرقة عدد من سيارات أبناء الأقصر واتهم هو بسرقتها، أعطى أحد أنصاره للضحايا رقم هاتف الحمبولي الذي قال لهم إنه لا يسرق أبداً سيارات تركها اصحابها اسفل منازلهم وناموا امنين، ولكنه فقط ينتزع سيارات الدولة انتزاعاً او سيارات الكبار بالقوة.
واعتبر امين العمل الجماهيري بإئتلاف الأقصر، أن هناك علامات استفهام كثيرة في قضية الحمبولي التي شغلت الرأي العام المصري، حيث من الثابت ان الحمبولي لايزال بقريته ولم يهرب الى الجبال، وانه على علاقة وثيقة بأجهزة الأمن، وان اختيار الصعيد لترويج هذه الأسطورة يشير الى محاولة اشاعة الفوضى والعنف به، خصوصاً ان الصعيد المنطقة الوحيدة التي نجت من الفوضى بعد الثورة.
وقال عبدالجواد نصر، من الزينية قرية الحمبولي، انه صاحب مبادئ في السرقات، حيث يرفض تماماً سرقة ابناء قريته الزينية، وانه رد سيارة احد الاطباء عندما علم انه من ابناء قريته، وكشف عبدالجواد عن قيام اجهزة الأمن وبعض وسائل الاعلام بتضخيم صورة الحمبولي، الذي كان مجرد لص حمير، ولكنه تحول الى قاطع طريق ولص سيارات، بعد هروبه عقب قيام ثورة 25 يناير.
وقال عبدالجواد إن اجهزة الأمن تستطيع القبض عليه لأنه يقيم بالقرية ويختفي في زراعات القصب، كلما تحركت قوات الأمن للقبض عليه. واضاف نصر أن الحمبولي يقوم بفرض إتاوات على المارة، ويتحرك مسلحاً بسلاح عسكري وهو «الجرينوف» ومعه تشكيل من 20 مسلحاً بالأسلحة الآلية.