زعماء مجموعة التعاون الاقتصادي لدول آسيا والمحيط الهادي يرتدون الزي الوطني للبلد المضيف في الدورة السابقة. غيتي

أوباما يقاطع «قمصـان هاواي» في قمّة آسيــا

كادت وزيرة الخارجية الأميركية، هيلاري كلينتون، ان تنفجر من الضحك، وفي الوقت ذاته رفض الرئيس الاميركي، باراك اوباما، ارتداء ملابس هاواي. فلماذا هذه التصرفات الشاذة الغريبة؟ ولكن يبدو ان لكل منهما مبررا مناسبا اذا خضنا في التفاصيل. فقد درج زعماء مجموعة التعاون الاقتصادي لدول اسيا والمحيط الهادي على ارتداء الزي الوطني للبلد الذي يعقدون فيه قمتهم، وذلك في اليوم الاخير من تلك المناسبة لالتقاط الصور قبل المغادرة الى بلدانهم. وكان من المفترض ان يرتدي اوباما، والذي تستضيف بلاده هذه القمة ونظراؤه الاسيويون الملابس الهاوايية - نسبة الى جزر الهاواي التي تستضيف عاصمتها «هونولولو»، القمة الحالية - والتي تتكون من قمصان «الوها» ذات الاكمام القصيرة والمزينة بالصور الملونة، بيد ان اوباما المح الى ان القادة الـ21 سيظهرون بالبنطلون والبدلة وربطات العنق، ما يعني نهاية هذا التقليد الذي امتد زهاء العقدين من الزمان.

وصرح اوباما امام الصحافيين قائلاً: «تخليت عن اقتراح الملابس الهاوايية في هذه القمة، بعد ان تمعنت في الصور السابقة لبعض قمم مجموعة التعاون الاقتصادي، واعتقد بانه ينبغي علينا ان نترك هذا التقليد».

ويعتقد بعض المحللين ان اوباما كان ينبغي عليه الاستفادة من هذه الفرصة، لان ظهور الزعماء بالزي المحلي قد يدفع قدما السياحة في هذا الأرخبيل الاميركي، وكان الرئيس الاميركي الاسبق، ريتشارد نيكسون ارتدى قميص «الوها» خلال حملته الانتخابية للبيت الابيض.

ويبدو ان اوباما يعتقد انه من غير المناسب ان يرتدي الزعماء مثل هذه الازياء، في الوقت الذي يتضمن جدول الاعمال موضوعات ساخنة وجدية، مثل المصاعب الاقتصادية التي يواجهها العالم حاليا، حيث ان الابتسامات العريضة والقمصان البراقة لا تتناسب مع خلفية من البطالة والفقر والركود الاقتصادي.

بيد ان بعض الظرفاء ادعى ان اوباما تخلى عن هذا التقليد، لعدم ملاءمة زي هذه المنطقة للزعماء لان الزي الاصلي - خلافا لقمصان الوها - لا يتكون سوى من مئزر يستر فقط العورة. وكانت وزيرة الخارجية الاميركية، هيلاري كلينتون، انفجرت بالضحك عندما شاهدت احد مواطني هاواي يحمل شعلة ويعدو بها شبه عارٍ في المكان الذي يلتئم فيه اجتماع قمة، اثناء حديثها مع الرئيس التنفيذي لمنطقة هونغ كونغ، دونالد تسانغ، الذي جاء للمشاركة في هذه المناسبة. وفي بداية الامر لم تنتبه كلينتون لهذا المنظر الا بعد ان ضحك الصحافيون، والتفتت لتشاهد ذلك الرجل فصفقت بكفيها من الضحك، وكادت ان تقع على الارض، وربتت على كتف مضيفها وخاطبت الصحافيين: «هذا عظيم، آمل ان تكونوا جميعكم تمكنتم من التقاط ذلك المنظر».

آخرون يعتقدون ان اوباما تخلى عن هذا التقليد لأسباب شخصية، لان ارتداء الازياء الغريبة أوقعه في مشكلات خلال حملاته الانتخابية للبيت الابيض، فقد روج منافسوه صورة يرتدي فيها عباءة وعمامة خلال زيارة له لكينيا عام ،2006 واستغلوها للترويج بان اوباما مسلم يخفي اسلامه، ولا يدري ماذا سيجلب له هذا الزي الهاوايي من مشكلات، لاسيما انه مقبل على انتخابات فترة رئاسية ثانية.

بدأ هذا التقليد الرئيس الاميركي السابق، بيل كلينتون، عام 1993 لدى انعقاد هذه القمة في سياتل، عندما اقترح للزعماء ارتداء «بومبر جاكيت»، لالتقاط الصور الختامية. ولعل من ابرز الازياء الوطنية التي ارتداها الزعماء هي«البارونغ» الفلبيني عام 1996 وظهر به كلينتون خلال تلك القمة، و«البونشو» الزي الوطني في تشيلي عام ،2004 وبدلة «اوداي» الفيتنامية خلال قمة هانوي عام ،2006 والزي الذي يشبه العباءة العربية في ليما عاصمة بيرو عام ،2008 والقميص السنغافوري عام .2009

 

الأكثر مشاركة