يلازم أوباما.. ومسؤول عن فتح باب البيت الأبيض

«الأخ الأول» الأميركي يعمل 18 ساعة وينام على أريـــكته

أوباما لا يستطيع الاستغناء عن ريغي. أ.ب

مثلما أن هناك «سيدة أولى»، و«عائلة أولى»، فإن البيت الأبيض لديه أيضاً «الأخ الأول»، وهذا الاخ الاول هو المساعد الشخصي للرئيس الاميركي، باراك أوباما. اسمه ريغي لوف.

ففي كل يوم يخرج ريغي من مكتبه يسير خطوات قليلة ليفتح باب أشهر مكتب في العالم وهو «المكتب البيضاوي»، ليستفسر ما اذا كان اوباما يحتاج مثلاً الى نسخة من حديث أدلى به إلى صحيفة. ومن مهام لوف أيضا ان يختار من يقابل اوباما أولاً.

يبلغ لوف (29 عاما)، يسير دائما بالقرب من اوباما، يعمل اكثر من 18 ساعة في اليوم، وينام على اريكة مكتبه، يحمل معه حقيبة مملوءة بكل الاغراض الشخصية التي قد يحتاجها أوباما خلال رحلاته، مثل مزيل بقع الملابس، وفراشي الاسنان والمعجون، ولا يحس اوباما بأي حرج في تنظيف اسنانه في غرفة لوف، ويشير لوف إلى ان اوباما لا يبتعد عنه سوى ساعات قليلة، «اشعر انه يحس بالارتياح معي، لأننا عشنا مع بعضنا وقتاً طويلاً».

انضم لوف الى أوباما في مكتبه في مجلس الشيوخ عام ،2006 بدأ حياته العملية معه في غرفة البريد، ثم ترقى في السلم الوظيفي بسرعة ليصبح مساعداً شخصياً له، لكنه اصبح بعد ان انتقل مع اوباما إلى البيت الابيض اكثر من مجرد مساعد رئاسي، فكثيرا ما يشير اوباما الى لوف بعبارة «الاخ الاصغر»، جاعلا منه «الأخ الأول» الاميركي.

قال عنه اوباما في بيان له الاسبوع الماضي «إن قدرته على إنجاز الكثير من المسؤوليات في وقت قصير وساعات قليلة من النوم يعتبر مصدر إلهام جدير بالإشادة»، واضاف «انه شخص يتقن ما يوكل اليه من مهام».

استطاع لوف ان يعلم أوباما كثير من الاشياء، مثل تسديد قبضة اليد، واشترى له «آيبود» فضياً في عيد ميلاده، وحبب اليه موسيقى «ليل واين»، و«جاز زد»، العام الماضي، وكثيرا ما يشير اوباما الى مساعده بعبارة «آي ريغي». ويعتقد ريغي ان «الرئيس يتعامل مع الكثير من الاشياء ثقيلة الوزن، واعتقد انه ينبغي ان ينعم ببعض لحظات الطيش».

قويت العلاقة بين اوباما ومساعده في ميدان كرة «الباسكت بول»، وكان الاثنان يلعبان بانتظام خلال الحملات الرئاسية، وهو التقليد الذي نقلاه في ما بعد الى الميدان الاخضر بالبيت الابيض، ونادرا مع ما يلعب ريغي، الذي يعتبر نجما في كرة السلة، وكابتن فريق «ديوك»، ضد اوباما. يقول اوباما «ريغي اصغر مني بـ20 عاما، لهذا السبب يظل ضمن فريقي».

يعتبر ريغي وأوباما ايضا رفقاء سفر، فقد طارا مع بعضهما 880.780 ميلاً منذ بداية الحملات الانتخابية الرئاسية. ويقول ريغي مازحاً «الشيء الذي يزعجني في اوباما انه يحب ان يسافر بالسيارة من دون تشغيل مكيف الهواء خلال الصيف، وأشعر بالحرارة الشديدة، ويتصبب جسمي عرقاً، لان درجات الحرارة تبلغ في بعض الاحيان 80 درجة داخل السيارة، وأشعر بأنني على وشك الموت». وما أن تبدأ حبات العرق تنسكب من وجه ريغي حتى يتخلى اوباما عن مزاجه الرئاسي ويوافق على تشغيل مكيف الهواء.

قليلا ما يتحدث ريغي عن مهامه لوسائل الإعلام، ولم يدل بحديث الا بعد ان اعلن البيت الابيض قبل اسبوعين أن ريغي سيغادر وظيفته بنهاية هذا العام لإكمال دراسته في مدرسة الاعمال في جامعة بنسلفانيا. لكنه يقول إنه سيكون على اتصال مع الرئيس وقد يزور البيت الابيض في يوم ما ليتناول طعام الغداء مع اوباما. ويقول انه يشعر بالأسف لمفارقته اوباما لأنه «اصبح بالنسبة لي اخا اكبر ومرشداً وتعلمت منه الكثير عن الحياة وقضيت اولى سنوات شبابي اعمل معه، لهذا فإن مفارقتي له ستكون بمثابة تحدٍ لي».

تويتر