فنانات خائفات من صــعود التيار الإسلامي في مصر
في تطور مثير لتداعيات فوز الإسلاميين في انتخابات مجلس الشعب، بدأ عددمن الفنانين والفنانات المصريات يبحثن عن خروج آمن من البلاد، باعتبار أن السلفيين والاخوان لا يعترفون بالفن ورسالته، كما تخوف البعض من تعرضه للاذى على أيدي متطرفين في ظل الدولة الجديدة.
وقالت الفنانة المحجبة صابرين، لـ«الإمارات اليوم»، انها تقرأ مستقبلاً سيئاً للفن في مصر مع وصول السلفيين والاخوان للحكم، مشددة على أن الحديث عن تحريم الفن، بل واعتباره دعارة في رأي بعضهم سينهي تماماً الريادة الفنية لمصر في العالم العربي، وقالت: أعرف تماما كيف سيفعلون بالفن، سيضيقون علينا حتى نخسر ونرحل أو نتوقف.
وقالت صابرين، انه لا فرق بين السلفيين والاخوان في نظرتهم للفن، رافضة أن يتولى الإخوان المسلمون حكم مصر، لأن مشروعهم الفكري لا يتوافق مع الفن حتى لو كان جاداً، مشددة على أنها ضد الفن الهابط الذي يعتمد على العري في التسويق، لأن التطرف في العري واستخدام الجنس يولد تطرفاً دينياً، خصوصاً اننا شعوب متدينة، سواء كنا مسلمين او مسيحيين.
واعتبرت المخرجة إيناس الدغيدي ان أفكارها ومشروعاتها الفنية لا يمكن ان تستمر في ظل حكم المتشددين الاسلاميين، وقالت إنها بالفعل ستترك مصر الى بلد آخر اذا وصل الإخوان والسلفيون إلى الحكم لمواصلة أعمالها، وشددت على أنها لا تخشى على الفن فقط ولكنها تخشى على حياتها، لأنها تعرف رأي التيارات الإسلامية في ما تقدمه من أعمال سينمائية. وأوضحت الدغيدي أن «جماعة الإخوان المسلمين، التي فاز حزبها بالأغلبية في المرحلة الاولى للانتخابات أهدرت دمي، وطالب عناصرها في السابق بإقامة الحد علي بزعم ان أفكاري ضد الدين». وقالت: سأرحل ولن أنتظر حتى يتم التنكيل بي مثل المجرمين.
وقالت الفنانة هند صبري، إن أصحاب الفن لا يجب ان يصمتوا في معركتهم مع التيارات الإسلامية المتشددة، لأن الصعود ليس قاصرا على مصر بل كل الدول العربية. وأوضحت لـ«الإمارات اليوم»، أن «الهجرة ليست هي الحل لأن بلدها تونس يحكمها إسلاميون ومصر أيضاً ولن نهاجر الى أوروبا»، وقالت انها تعرضت لهجوم عنيف ممن أطلقت عليهم فقهاء الـ«فيس بوك»، عقب اعتراضها على قيام جماعة سلفية باحتجاز عميد كلية الآداب بمنطقة باردو بتونس وطالبوه بالسماح بالنقاب والفصل بين الذكور والإناث، وأضافت ان تركيا دولة اسلامية ولكنها لا تحرم الفن، مشددة على أن أهل الفن لابد أن يتحدوا مع المثقفين والاعلاميين والنخب العربية للدفاع عن رسالة الفن.
وقال نقيب الممثلين أشرف عبدالغفور، لـ«الإمارات اليوم»، ان هناك مبالغات في التخوف من الإسلاميين، مؤكداً ان الفن المصري يمثل ثروة قومية للبلاد ولا يمكن ان يتم تناوله بهذه البساطة، مشدداً على أن الفنانين لن يهاجروا من مصر بعد فوز الإسلاميين بـ65٪. وقال إن الإخوان المسلمين لم يصدر عنهم أي بيانات ضد الفن وان ما يصدر ضد بعض الافلام ليس قاصراً على التيارات الاسلامية فقط، مؤكداً أن الاخوان لن يعتبروا الفن حرام. وأضاف أن عمر الفن المصري 100 عام ولا يستطيع أحد ان يلغيه، كما ان هناك مئات الآلاف من العاملين في هذا المجال من الفنيين والاداريين والعمال، وليس الأمر قاصراً فقط على الممثلين والممثلات.
وقال الفنان نبيل الحلفاوي على حسابه الشخصي بموقع التواصل الاجتماعي «تويتر»، إنه يحاول تصنيف نفسه دينياً لكنه لم يستطع. وقال «أنا مؤمن بالله واليوم الآخر وكتبه ورسله، أما اجتماعيا وليبراليا فأنا لا أرفض الاقتصاد الحر بشرط تحقيق العدالة وتدخل الدولة».
وأوضح أنه يرفض الحديث باسم الدين في السياسة، ويؤيد الديمقراطية وتداول السلطة، مشيراً الى أنه منزعج الآن من تكرار تجربة الحزب الوطني ولا يريد سيطرة فصيل واحد على الأغلبية المطلقة».
وكانت الناقدة ماجدة خيرالله، قد كتبت في صحيفة «الفن» ان الذين يفكرون في الهجرة إلى الخليج هرباً من احتمال توقف الإنتاج الفني في مصر إذا سيطر التيار السلفي على مقاليد الأمور، لا يملكون الثقافة أو وضوح الرؤية والبصيرة، لأن هذا الاحتمال مستحيل حدوثه، وثانياً «ياريتهم يهاجروا من دلوقت ويخلصونا»، فربما تتحسن أحوالنا فهم لم يكونوا إلا مجموعة من المنتفعين محدودي الموهبة، من الآكلين على كل الموائد، وما تحتاج إليه مصر في أيامها المقبلة نجوم شباب أكثر وعياً وثقافة وموهبة وحباً لمصر وشعبها.