بونابرت «يتململ في قبره» لتكريم سلمى حايك
اثارت سلطات التكريم في فرنسا سخرية كثيرين الأسبوع الماضي، بعد منحها الممثلة المكسيكية المولد سلمى الحايك، وسام الفارس. وتصاعدت الانتقادات لذلك ورفض وزير فرنسي سابق هذا التكريم، في حين قال اخرون ان هذا التكريم للسيدة الحايك سيجعل نابليون «يتململ في قبره».
وتعمل الممثلة حايك الآن على الترويج لفيلمها «قط في حذاء»، تؤدي فيه صوت قط يدعى كيتي سوفتبوز. واعلن الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي ان الحايك ستصبح فارساً لفيلق الشرف وذلك نظراً لخدماتها للجمهورية الفرنسية.
والسيدة حايك متزوجة من رجل الأعمال فرانسوا هنري بينولت، الذي صادف انه صديق مقرب من الرئيس ساركوزي. وعندما ستحصل حايك على هذا الوسام في قصر الاليزيه خلال بضعة اسابيع، فإن ذلك سيضاف الى تاريخ العائلة، اذ ان والد زوجها وهو مليونير اخر اسمه فرانسوا بينولت، كان قد حصل على وسام الضابط الاكبر لفيلق الشرف.
وقالت مجلة ماريان السياسية في اشارة الى احتمال مغادرة ساركوزي السلطة في الانتخابات المقبلة «انه اكثر اسهامات الرجل قبل مغادرته»، وسخرت المجلة من حايك بكلمة الاستهجان المكسيكية «كارامبلا» التي تعني يا له من نجاح باهر. وتشير الى ان شخصيات قائمة ساركوزي الذين تلقوا مثل هذه التكريمات هي مجرد «مناسبة اخرى للفكاهة».
وراوحت ردة فعل الشعب ما بين « مذهول وغاضب»، ومنهم الوزير السابق، هنري توي، البالغ عمره 78 عاما، والعضو في حزب ساركوزي الحاكم، الذي رفض الحصول على وسام الفارس قائلاً «تم ترشيح العديد من الاشخاص الذين لا يستحقون التكريم»، مضيفا ان هذه الاوسمة «فقدت قيمتها»،
وتحدث العديد من الفرنسيين على موقع «لواكسبرس»، على الانترنت قائلين ان نابليون بونابارت سيتململ في قبره. وتم انشاء وسام فارس الفيلق للتكريم من قبل الامبراطور نابليون عام 1802 «لمكافأة الرجال والنساء الذين كرسوا انفسهم لوطنهم» كما قال احد المدونين.
وبدأت المجلة حملتها ضد تكريم حايك متسائلة «لماذا لم يتم تكريم تن تن وميلو»، مشيرة بذلك الى الشخصية الكرتونية للصحافي «تان تان» و كلبه المخلص. وقال موقع اكسبرس أن ثمة حيرة واسعة بشأن قائمة التكريم في العام الجديد، التي تضمنت ايك تشاردون وآني غواترات، وهما مطربان يشكلان ثنائيا منذ الستينات والسبعينات من القرن الماضي.
ومن المعروف ان ساركوزي، الذي تزوج مغنية البوب كارلا بروني، يحب الموسيقى الشعبية، خصوصاً ذلك النوع الذي يؤديه المغني جوني هالادي.
واشار اخرون الى ان ساركوزي يحاول «شراء» الشعبية قبيل الانتخابات الرئاسية لهذا العام. ويأتي ذلك بعد صدور انتقادات مشابهة لنظام التكريم في بريطانيا، إذ تعرض رئيس الحكومة البريطانية ديفيد كاميرون، للانتقادات لقيامه بتكريم مانحي حزب المحافظين، بمن فيهم المليونير جيرالد رونسون، الذي دخل السجن لتورطه في فضيحة تجارية.
وفي حقيقة الامر فان العديد من نجوم هوليود تلقوا وسام فارس الفيلق سابقا في فرنسا، ولكنهم كانوا نجوما عالميين عادة امثال فيهم كلينت ايستوود، وروبرت ردفورد، وروبرت دي نيرو.