المصريّون يوقفون أسطــورة «أبوحصيرة»
للمرة الأولى منذ عشرات السنين يغيب اليهود بصخبهم ورقصهم وهم سكارى عن قرية دميتوه بمحافظة البحيرة المصرية هذا العام.
وقد اعطت الثورة المصرية للبلاد وجها اخر يشعر ابناء البحيرة انهم تحرروا ونجحوا في انقاذ قريتهم من تعمد اليهود اقامة احتفالات صاخبة بمحافظتهم في هذا التوقيت من كل عام بمولد الحاخام المزعوم (أبوحصيرة)، فيما اتهمت اسرائيل السلطات المصرية بمنع إقامة شعائر، احتفال ديني، بحد زعمها، هو مولد الحاخام اليهودي المغربي يعقوب ابوحصيرة، المولود في 20 يناير 1805 في قرية دميتوه بمحافظة البحيرة شمال القاهرة.
وحصل ناشطون على احكام قضائية نهائية بمنع احتفالات اليهود بـ(أبوحصيرة)، منها حكم محكمة الإسكندرية للقضاء الإداري في جلستي 9 ديسمبر ،2001 وجلسة 5 يناير ،2004 وعلى الرغم من ذلك توافد الاف الإسرائيليين للمشاركة في الاحتفال بمولد (أبوحصيرة) منذ توقيع معاهدة السلام المصرية الإسرائيلية عام 1979 حتى العام الماضي.
ويحتفل اليهود بمولد (أبوحصيرة)، الذي يستمر ثمانية أيام وفق طقوس خاصة تبدأ بالجلوس عند مقبرته وتلاوة بعض الأدعية والتوسلات، ثم الانخراط في البكاء الشديد وذبح أضحيات، وهم يشربون الخمور ويسكبون بعضها فوق المقبرة ثم يلعقونها، قبل الرقص على الأنغام اليهودية بشكل هستيري، بعد أن يمزقوا ملابسهم.
ويقول الناشط في فريق «مدونون ضد أبوحصيرة»، سامي اسعد، ان الثورة نجحت في اجبار السلطات المصرية على الغاء الاحتفال، ومنع اليهود من دخول القرية، بعد نجاح القوى الوطنية بجميع الوان طيفها في تشكيل ائتلاف ضد (ابوحصيرة). وقال اسعد لـ«الإمارات اليوم»، ان «الحاخام اليهودي المزعوم وحد القوى السياسية على هدف واحد، وهو منع دخول اليهود قريتنا»، موضحا انها المرة الاولى بعد الثورة التي يتوافق فيها الليبراليون مع الاسلاميين واليساريين على هدف واحد، على الرغم من التنافس الانتخابي على مقاعد البرلمان.
وقال ان حملة «مدونون ضد أبوحصيرة».
ضمت ممثلين عن كل القوى السياسية، ومنها أحزاب النور السلفي، والغد الليبرالي، والناصري، والحرية والعدالة الاسلامي، والنهضة والإصلاح، وحركات 6 أبريل، وكفاية، وحملتا دعم محمد البرادعي وعبدالمنعم أبوالفتوح، مشيرا الى ان جميع هذه القوى اتفقت على تشكيل دروع بشرية لمنع زيارة أي وفود صهيونية إلى قبر (أبوحصيرة)، وهو ما اجبر الحكومة على الغاء الاحتفالات بمولد الحاخام المزعوم، مؤكدا ان الالغاء سيكون ابدياً، ولن يعود الصهاينة للقرية مرة اخرى.
وكانت الحكومة المصرية قد ابلغت الحكومة الاسرائيلية باستحالة اقامة الاحتفال بمولد (ابوحصيرة) هذا العام نظرا للظروف الامنية التي تمر بها البلاد.
وكشف المحامي والناشط في حملة «ضد ابوحصيرة»، خالد الديب، ان اسرائيل بعد تاكدها من استحالة اقامة احتفالاتها بالمولد، بعد الان، تتحرك لنقل رفات الحاخام اليهودي المغربي يعقوب ابوحصيرة من مصر الى الاراضي المحتلة. واوضح الديب لـ«الإمارات اليوم»، ان «إسرائيل طلبت من منظمة اليونسكو التدخل، وإلزام مصر باقامة الاحتفال واحترام ضريح ابوحصيرة، باعتباره اثراً يهودياً»، وزعمت ان هناك قراراً صدر من وزير الثقافة السابق فاروق حسني بضم ضريح (أبوحصيرة) لهيئة الآثار المصرية، اضافة الى خطابات تعهد وتوصية صدرت من سوزان ثابت زوجة الرئيس المصري المخلوع حسني مبارك، بتسجيل الضريح في هيئة اليونيسكو».
وقال الديب، ان إسرائيل تزعم ان هناك مذكرة تفاهم تم توقيعها بين الرئيس الراحل محمد أنور السادات ورئيس الوزراء الإسرائيلي في 1979 مناحيم بيغن، تعهد فيها السادات بالسماح لليهود من أصل مغربي وشمال إفريقي بزيارة ضريح الحاخام سنوياً، والاحتفال بمولده في دميتوه بالبحيرة.
وكان الاف اليهود يتوافدون سنويا في مثل هذه الايام للاحتفال بمولد الحاخام اليهودي الذي يحكي عنه اليهود اساطير حول قدرته على العلاج وصنع المعجزات.
وكتب اليهود على قبر (أبوحصيرة) احدى اساطيرهم أن يهود دميتوه والبحيرة كانوا يزورون وليهم (ابوحصيرة) كل يوم جمعة قبل ذهابهم لسوق الجمعة ليباركهم، لكنه يوم 20 يناير ،1880 وكان يوم جمعة، طالبهم بعدم الخروج للسوق، لأنه سيموت، وطبقا للأسطورة مات في ذلك اليوم، وعندما، حاولوا نقل جثمانه الى مدينة الإسكندرية لدفنه، حيث توجد جالية يهودية مصرية كبيرة هناك، تساقطت الأمطار بشدة، وكان البرق يضرب الأرض كلما حاولوا نقله، وهو ما جعلهم يفهمون أن الحاخام لا يريد أن ينقلوه، فدفنوه مكان سكنه في دميتوه.
وقد اعترض الحاخام الإسرائيلي الشرقي، عوفاديا يوسف، على نقل رفات الحاخام (أبوحصيرة) من مصر الى القدس، تأسيسا على الأسطورة المكتوبة على قبره. يذكر أن احدى الروايات تقول إن (أبو حصيرة 805 1- 1880)، هو يعقوب بنمسعود، حاخام يهودي من أصل مغربي، عاش في القرن التاسع عشر، ينتمي إلى عائلة يهودية كبيرة اسمها عائلة الباز، هاجر بعض أفرادها إلى مصر ودول أخرى، وبقي بعضهم في المغرب على مر العصور، لكن هناك روايات كثيرة تشكك في الأمر.