تكمل مسيرة مهاجرات صعدنَ إلى مركز القرار
نجاة بلقاسم.. مغاربيـــــــة جديدة تتألق في سماء السيـــــــاسة الفرنسية
فرضت السياسيات الفرنسيات المنحدرات من أصول مغاربية وجودهن في الساحة السياسية الفرنسية في السنوات الأخيرة. وبعد رشيدة داتي وفضيلة عمارة، ها هي الاشتراكية نجاة بلقاسم تستقطب الأضواء في الحملة الانتخابية التي تجري في فرنسا حاليا، وأثارت نقاشاً ساخناً في الأوساط السياسية والإعلامية، وبدأ صيتها يذيع منذ سنوات، فقد كانت نجاة التي تنحدر من أصول مغربية، عضواً فاعلاً خلال الحملة الانتخابية السابقة للرئاسيات، في ،2007 واليوم أسند إليها دور المتحدث الرسمي باسم المرشح الاشتراكي الأوفر حظاً للفوز بالرئاسة، فرانسوا هولاند. إلا أن اصولها المغربية وعضويتها في مجلس مغربي في فرنسا جلبا لها بعض المنغصات والانتقادات.
وعابت العضو في الحزب الحاكم النائبة فاليري روسو، على نجاة بلقاسم التي تشغل حاليا نائب عمدة مدينة ليون أن تكون فرنسية وتشارك في جمعيات المهاجرين.
وكتبت روسو على «تويتر»: «رغم أن المغرب بلد صديق، ولكن وجود منتخبة جمهورية في هذ المجلس أمر مزعج للغاية، وعليه فنجاة بلقاسم أتعرب عن قلقها عندما يتحدث اتحاد الحركات الشعبية عن الهوية الفرنسية، لكنها في المقابل تقوم بالدفاع عن الهوية المغربية».
ولاقت تصريحات النائبة الفرنسية ردود أفعال متباينة، وعبر عشرات الفرنسيين عن دعمهم لنجاة من خلال «تويتر».
ونشطت نجاة في مجلس الجالية المغربية في الخارج الذي أنشئ من طرف الرباط لتعزيز الهوية الدينية والثقافية لدى المغاربة في الخارج، الأمر الذي يتعارض مع قيم الجمهورية الفرنسية. وقال منتقدون إنه لا يليق بمنتخب في فرنسا أن ينتمي إلى مثل هذه الجمعيات، حتى وإن كانت لدول صديقة ولأهداف نبــيلة.
ومن جهتها قالت نجاة ان عضويتها في المجلس انتهت العام الماضي، وان هدفها كان المساهمة في حوار الثقافات، وإن عملها في المجلس كان اختيارياً ودون مقابل، وتساءلت «كيف تم اكتشاف هذا الأمر الآن، قبل أيام من الانتخابات الرئاسية؟».
وتقول وسائل إعلامية فرنسية ان السياسية الشابة تطمح للحصول على منصب مهم في حال فوز هولاند في الدورة الثانية، أو أن تكون وزيرة في الحكومة المقبلة.
وترى نجاة، التي هاجرت إلى فرنسا مع عائلتها عندما كانت في الرابعة من العمر، ان الانتماء إلى مجلس للمهاجرين، ليس أمراً مشيناً، لأن ازدواجية الجنسية «حق رائع وأمر متأصل في تاريخ بلدنا (فرنسا)».
ونددت شخصيات فرنسية بالحملة التي يشنها أعضاء حزب الاتحاد من أجل حركة شعبية الذي يقوده الرئيس المنتهية ولايته نيكولا ســـاركوزي، والذي قد يخسر الدورة الانتخابية الثانــية.
وفي ذلك تقول السيناتور الاشتراكية لورانس روزينيو، «ازدواجية الجنسية الوحيدة التي تناسب حزب ساركوزي هي الانتماء المزدوج لحزب الاتحاد من أجل حركة شعبية، وحزب الجبهة الوطنية (المتطرف)». في إشارة إلى أن حزب ساركوزي يسعى إلى استمالة ناخبي اليمين المتطرف لدعمه في الدورة الثانية ضد هولاند.
ويبدو أن نجاة بلقاسم، تسير على خطى وزيرة العدل السابقة رشيدة داتي، التي دعمت ساركوزي في حملته الانتخابية السابقة، إلا أن تجربة نجاة أكثر متانة من داتي، حسب الكثيرين الذين يرون أن الأولى ستتألق أكثر من الأخيرة بكثير في حال فوز المرشح الاشتراكي.
وتتميز نجاة بمعرفة واسعة بشؤون المهاجرين المغاربة الذين يشكلون أصواتا مهمة، إضافة إلى ثقافتها المزدوجة وخبرتها السياسية، وكلها أمور جعلت الصحافة الفرنسية تكتب عنها واصفة إياها بأنها أيقونة الحزب الاشتراكي الصاعدة. ومهما يكن فإن الحملة التي يشنها حزب ساركوزي ضد النجمة الاشتراكية هدفها كسب قلوب أكثر من ستة ملايين فرنسي صوتوا لصالح اليمين المتطرف الذي تتزعمه مارين لوبان، في الدورة الأولى من الانتخابات الرئاسية.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news