سباق الرئاسة في مصــــــــر..أغنيات وميادين لجذب الناخبين
حولت حملات الدعاية الانتخابية لمرشحي الرئاسة كل ربوع مصر الى كرنفال غنائي مصور، فقد أطلت صور الرؤساء المحتملين من خلال «البنارات» المضيئة من كل شوارع وميادين وكباري البلاد، في سباق محموم حول اقناع الناخب بأن هذا المرشح هو الذي يستحق ان يحكم مصر، كما بدأ المرشحون يستخدمون الفن والاغنية في التغني بالمرشحين والدعاية لهم.
وأكد الخبير في مجال الدعاية الدكتور خالد الجبة، أن الحملات الرئاسية أدخلت البلاد في سوق الدعاية العالمية، فقد استقدم بعض المرشحين شركات عالمية لرسم شكل الرئيس المقبل، وقال الجبة، لـ«الإمارات اليوم»، إن المرشحين عمرو موسى واحمد شفيق استعانا بشركات أجنبية تعمل في مجال العلاقات العامة والتسويق الانتخابي، الى جانب كبرى شركات الدعاية المصرية، وأوضح الجبة أن موسى وشفيق يخضعان لتعليمات نموذجية في ارتداء البذلة، وربطة العنق، ونوع البرفان والحذاء ولونه، ونوع النظارة وشكلها. وقال ان الشركات الاجنبية نجحت في وضع أكثر من 100 سؤال محتمل لموسى وشفيق، في اطار برنامج صناعة الرئيس الذي تضمن ايضا اجوبة محببة للشارع والجمهور. وأضاف الجبة أن سباق الرئاسة ادخل هذه الخبرات في العمل السياسي للمرة الاولى في مصر وهو ما يؤسس لخبرات محلية في هذا المجال.
وكان عمرو موسى الذي بدا أنيقاً في كل مؤتمراته، قد أجاب عن سر اناقته، مطالباً الآخرين بأن يحسنوا اختيار ملابسهم ويفعلوا مثله، وقال ان الحذاء الانيق دليل على أناقة صاحبه، كما ظهر أحمد شفيق من دون ربطة عنق كي يبدو اكثر شباباً وأكثر حرية بناء على نصيحة بيت الخبرة الاميركي الذي تعاقد معه.
واحتلت صور المرشحين شوارع القاهرة (20 مليون نسمة)، وبينما كثف أنصار عبدالمنعم أبوالفتوح وحمدين صباحي من صورهما على جدران المنازل وأعمدة الاضاءة، احتل موسى وشفيق الميادين العامة في معظم شوارع القاهرة والمحافظات، وقد وضعت لهما بكثافة لافتات كبرى مضيئة.
يقول صاحب شركة البورصة للإعلان احمد حسن، «هناك فارق هائل في حجم دعاية موسى وشفيق عن بقية المرشحين»، مؤكداً لـ«الإمارات اليوم» أن شركات الدعاية حصدت مئات الملايين من اللافتات المضيئة والثابتة في الشوارع والميادين وفوق كوبري 6 اكتوبر الذي يخترق ويدور حول العاصمة، مشيراً الى ان قصر مدة الدعاية الانتخابية خلق تنافساً محموماً بين المتنافسين، وكشف حسن عن وجود خطط بالخرائط مع منسقي حملات موسى وشفيق وأبوالفتوح، حيث كان الثلاثة يتسابقون على مكان واحد مثل ميدان التحرير الذي شهد مولد ثورة يناير، وميدان العباسية، وميدان الشهداء بالسويس، مشدداً على ان المنافسة الدعائية تكاد تنحصر في اربعة مرشحين فقط، هم: عمرو موسى وأحمد شفيق وعبدالمنعم أبوالفتوح ومحمد مرسي، بينما تواضعت دعاية حمدين صباحي وسليم العوا، واختفى بقية المرشحين.
وتنوعت اساليب الدعاية الرئاسية بين الابتسامة التي تطل من صورة ضخمة الى كلمات اغنية تدق في اذن المصريين، إقناعا وطرباً وإلحاحاً، وكما تنافسوا في ميادين وشوارع مصر، تنافسوا ايضاً في أشهر مطربيها، عمرو دياب ومحمد منير.
وقال مصطفي الورداني من مكتب منير، ان مسؤولين بحملتي موسى وشفيق حاولوا اقناع المطرب الشهير بترديد اغنيات باسم كل منهما، وقال الورداني لـ«الإمارات اليوم» ان منير يرفض حتى الآن الدخول في هذا المجال، خشية ان يعتبر تأييداً لمرشح معين، مؤكداً أن لمنير موقفاً معلناً بتأييد انصار الدولة المدنية وضد المرشحين الإسلاميين.
واعتمد حمدين صباحي على أغنية «ضحكة المساجين» التي تؤديها ابنته سلمى، وهي من كلمات الشاعر الشهير عبدالرحمن الابنودي، كما نجح أنصار ابوالفتوح في استغلال «اوبريت الليلة الكبيرة» في الدعاية لمرشحهم، ولايزال المطرب الشعبي شعبان عبدالرحيم يغني «أنا بحب عمرو موسى وبكره إسرائيل».
وكان الخبير الاعلامي صفوت العالم قد أكد لـ«الإمارات اليوم»، أن الدعاية الحقيقية والفاعلة ما تقوم به برامج «التوك شو» التي تسيطر على القنوات الفضائية المصرية، وأوضح العالم ان هناك اكثر من 50 برنامج «توك شو» شهيرة تقوم باستضافة مرشحين معينين وبشكل منتظم، لتسويقهم لدى الناخبين، مؤكداً أن الإلحاح الاعلامي يسهم بشكل كبير في حسم اختيار الناخب.