فوبيا «السيدة الأولى» تحاصر المصريين
ينتظر المصريون نتائج الاقتراع على رئاسة الجمهورية، وبينما انشغل معظم الشارع بمؤشرات التصويت، وبمعركة صلاحيات الرئيس، تواصل نقاش موازٍ حول مستقبل زوجة الرئيس ودورها وحدود ظهورها الإعلامي في مصر الجديدة بعد انتخابات الثورة.
وقالت الناشطة النسوية، امل حسين، لـ«الإمارات اليوم»، انها تعتقد ان عصر السيدة الاولى انتهى الى غير رجعة، وان المصير المعتم لمسيرة السيدة سوزان مبارك، واستمرار حلقات الثورة، سيضعان شكلاً جديداً متحفظاً، لعلاقة زوجة الرئيس بالسلطة، وتابعت أمل ان «مسيرة زوجة الرئيس في مصر، مرت بمرحلتين، الاولى تتلخص في لعب دور خيري، والبعد النسبي عن الأضواء، والثانية في الانخراط في السلطة والتحول الي دور المرأة المسيطرة».
وقالت زوجة المرشح سليم العوا، اماني العشماوي، انها لن تقبل لقب السيدة الاولى حال فوز زوجها. ولن تخوض غمار السياسة، وستظل في بيتها ولن تنتقل الى قصر العروبة، وستواصل عملها في مهنتها المحببة كاتبة اطفال.
واعتذرت زوجة المرشح الرئاسي عبدالمنعم ابوالفتوح، الدكتورة علياء ابوالفتوح، عن الحديث لأنها لن تتكلم للإعلام، واكتفت يالقول انها ستعيش حياتها الطبيعية بلا تغيير اذا فاز زوجها وسترفض لقب وحياة السيدة الأولى.
وقالت زوجة المرشح الإخواني محمد مرسي، نجلاء علي، لصحيفة «الحرية والعدالة»، ان مصطلح السيدة الاولى ليس مصطلحاً إسلامياً، وكل نساء مصر سيدات، واذا اصبحت زوجة الرئيس سأكون خادمة ولست سيدة.
واستطردت نجلاء علي «انها حائرة، فإن اختفت عن الأضواء سيقولون هذا تفكير الإسلاميين، واذا ظهرت سيقولون انهم يفعلون ما كان في السابق نفسه، والبديل هو العمل المؤسسي والتعاون مع مستشارين».
ومضت زوجة المرشح الرئاسي حمدين صباحي، سهام نجم، في تعليق خاطف الى شوط ابعد من ذلك، فقالت: «انا لا اطالب فقط بإلغاء لقب السيدة الاولى لحرم رئيس الجمهورية، بل ارى ان يتم منح اللقب لامرأة من الشعب قامت بدور متميز». وتواصل نجم التي تشغل ناشطةً موقع رئيس الشبكة العربية لمحو الأمية «انها تدعو إلى الا تتدخل زوجة الرئيس في العمل العام، لكن لا مانع ان تدعم المهمشين في مجال العمل الاجتماعي».
ويقول الناشط الناصري علاء حسين ان نموذج تحية عبدالناصر كاظم، زوجة جمال عبد الناصر، مثالاً يجب ان تكون عليه زوجة الرئيس المقبل، فقد ظلت تحية بعيدة عن الأضواء طوال حياة ناصر، وعندما توفي واثير موضوع مسكنها الرئاسي في الصحافة، تنازلت عن المنزل بهدوء كي تغلق باب الإعلام عن بيتها تماماً».
ويرى الناشط في حركة «6 ابريل»، حسن طاهر، ان معركة السيدة الاولى لا تقل اهمية عن معركة صلاحية الرئيس، فالتي لعبت دوراً قيادياً في معركة التمديد والتوريث هي زوجة رئيس، وما لم يطرأ تغيير جذري على مفهوم واداء هذا اللقب فلن يشعر المصريون بالتغيير. ويختم طاهر «ربما في الديمقراطيات المستقرة، وفي مصر مستقبلاً يمكن التعامل مع قصة «السيدة الأولى» بتسامح اكثر، لكنا حاليا مازلنا في وضع ملتبس، ومازلنا عالما ثالثا، لذا من الحصافة ان نصر ان تبقى زوجة الرئيس انسانةعادية تماماً».
وقال الطبيب النفسي، عمرو أبوخليل، ان المصريين عانوا كثيراً من تدخل سوزان مبارك ومن قبلها جيهان السادات، وان هناك حالة خوف تنتابهم من تصور ظهور زوجة الرئيس خلفه في المؤتمرات والرحلات، وهذا ما دفع زوجات المرشحين إلى بعث رسائل طمأنة إلى الشعب بشأن رفض اللقب او الرغبة في الإقامة في القصور الرئاسية.