فيديو كونفرنس وحمام سباحة وجاكوزي وساونا وغرفة عمليات خاصة في جناحي مبارك. أ.ف.ب

مـبارك في مقـر احتجازه: هل نحن في مصر أم أفغـانستان

تمكنت صحيفة «الوطن» المصرية من التسلل الى مقر احتجاز الرئيس المصري السابق محمد حسني مبارك في المركز الطبي العالمي بالقاهرة، والكشف عن تفاصيل الحياة بداخله وردود فعل مبارك تجاه الأحداث، كما كشفت حكايات عن تعامل زوجته ومرافقته سوزان مبارك مع المحيطين، وعن قائمة زوار قالت الصحيفة إنهم تردّدوا عليه.

وقالت كاتبة التحقيق الصحافي منى مدكور في تصريحات خاصة لـ «الإمارات اليوم» إنها لم تتمكن من دخول المقر بنفسها، لكنها تمكنت من اختراقه ومعرفة كثيراً مما جرى فيه عن طريق مصادر موثوقة، نقلت اليها ابرز الوقائع التي حدثت من ومع مبارك وزوجته منذ تم احتجازه. وتابعت مدكور أن «قيمة التحقيق تتحدد في أن اقامة مبارك والاستراحة الملحقة هي اماكن احتجاز سرية لا يحق لأحد زيارتها خارج ولاية المحكمة، لذا فإن معظم الزيارات اتسمت بالسرية».

وأكدت مدكور أنها «مستعدة لمواجهة الضجة الواسعة بعد نشر التحقيق الصحافي، لأنها حصلت على الضمانات والوثائق كافة، التي تحميها هي والصحيفة».

وذكرت الحلقة الاولى من المغامرة الصحافية، أن مبارك يقيم في جناحين عملاقين مساحتهما 500 متر، وملحق بهما خمس غرف مجهزة بأحدث اجهزة اتصالات وفيديو كونفرنس وحمام سباحة وجاكوزي وساونا وغرفة عمليات خاصة، ويرعاه طاقم من خمس ممرضات، يتم تغييره كل ثماني ساعات.

مترجم الرئيس السابق: مبارك انتهى منذ 2006

كشف الدكتور منصور عبدالوهاب مترجم العبرية، للرئيس المخلوع محمد حسني مبارك، أن الاخير انتهى فعلاً سياسياً منذ عام ،2006 وأنه تحول بعد هذا التاريخ الى منفذ سياسات اكثر من كونه صانع قرارات. وقال عبدالوهاب لـ«الإمارات اليوم» إن «اداء مبارك بدا يهتز بشكل ملموس، سواء من حيث الحضور الشخصي أو القوة في الحديث او القدرة على التركيز، وإنه يمكن القول إنه منذ ذلك التاريخ لم يعد يحكم البلاد».

وتابع عبدالوهاب الذي عمل مترجماً فورياً لمبارك في لقائه مع المسؤولين الاسرائيليين في الفترة ما بين 1999 و2009 «مبارك قبل 2006 كان شخصاً بسيطاً وودوداً، وإنه لم يكن هناك في محيط عمله كمترجم رئاسي ما يعكر الصفو، لكن بعد ذلك التاريخ تم ازاحة جناح صفوت الشريف لمصلحة الحرس الجديد بقيادة زكريا عزمي، إذ قرب الاخير اهل الثقة بدلاً من اهل الخبرة ، وحول مسؤول يدعى مصطفى العطار خيارات تصعيد المترجمين في الفناء الرئاسي الى دائرة الاصطفاء والمصلحة، متجاهلاً الكفاءات والخبرات العلمية». وفي ما يخص شهادته بشأن مبارك والمسؤولين المصريين اثناء المفاوضات مع الاسرائيليين، قال عبدالوهاب إن «أداء الوزراء والمسؤولين المصريين في ظل حضور مبارك كان ضعيفاً، بل تقريباً لم يكن لهم وجود. فمبارك هو الذي كان يتكلم ويقرر ويحسم، بينما الجميع يسمع ويتابع، باستثناء الوزير احمد ماهر، على عكس الاسرائيليين الذين يقدم كل شخص منهم إضافة مستقلة ومتكاملة مهما كان موقعه». وختم عبدالوهاب أن «مبارك رغم اعتقاد البعض بخطأ سياساته بشأن الصراع العربي الاسرائيلي، كان شخصاً محباً للفلسطينين، ومدافعاً عن حقوقهم، ويسعى لتسهيل حياتهم والضغط على الإسرائليين ما أمكنه ذلك».

وروت الصحيفة مواقف مثيرة، منها قيام سوزان مبارك بصفع ممرضة ارتفع صوتها داخل الجناح، ثم تدخل ضابط حراسة قال لسوزان «اهدي شوية يا هانم، ما تنسيش ان الوضع تغير»، كما روت عن «انهيار مبارك بالبكاء مرتين الاولى بعد مطالبة النيابة بإعدامه، والثانية بعد مقتل الزعيم الليبي السابق معمر القذافي».

ونقلت الصحيفة ردة فعل مبارك حين رأى فوز الإخوان والسلفيين في الانتخابات البرلمانية الاخيرة، وقوله «ايه الدقون دي كلها، هو احنا في مصر ولا أفغانستان، دول اكيد حيخربوا البلد ويقعدوا على تلها»، كما نشرت قائمة بأسماء من قالت إنهم زاروا مبارك، لكن كثيراً ممن تضمنتهم القائمة نفى ذلك ونشر تكذيباً للصحيفة.

وقالت مصادر صحافية لـ «الإمارات اليوم» إن جريدة الوطن حصلت على شهادات بتوقيعات المصادر على صحة المعلومات المذكورة في التحقيق، وإن الصحيفة ستبرز الشهادات حال تجاوز حالة التشكيك الصحافي فيها، الى الدخول في منازعات قانونية. وشكك صحافيون في صحة كل المعلومات الواردة في الحلقة الاولى من التحقيق، وقالوا إن بعضها صحيح، لكن بعضها الآخر لا يمكن التأكد من دقته. ورجح الكاتب الصحافي عبدالله السناوي، أن يكون المصدر لتلك المعلومات هو فريد الديب محامي مبارك لأنه الوحيد الذي تطرق لتلك التفاصيل، خصوصاً صفع سوزان للممرضة على وجهها. وأحدث التحقيق ردة فعل واسعة في الشارع المصري، إذ اختفى عدد الثلاثاء 29 مايو 2012 من جريدة (الوطن) في منافذ البيع وتضاعف سعره في اماكن كثيرة، واضطرت ادارة الصحيفة في سابقة نادرة صحافياً الى اعادة نشر التحقيق في اليوم التالي، واعتبر قضاة أن إقامة سوزان مبارك مع زوجها غير قانوني، كما قرر نواب التقدم باستجوابات عما جاء في التحقيق.

الأكثر مشاركة