«شارع الحب» في جامعة القاهرة يطلب الأمان من «الإخوان»

طلاب الجامعة: الشارع تعرض أخيراً لملاحقة شرسة من أمن الجامعة. الإمارات اليوم

يتوالى حديث «الدعوة الى التطمينات» في مصر، من قبل جماعات مختلفة بعد تزايد احتمالات صعود الإخوان المسلمين، وقد قدم المرشح الرئاسي الإخواني محمد مرسي تأكيدات للأقباط والليبراليين والعاملين في قطاع السياحة والفن بأنهم لن يمسهم سوء، لكن اغرب دعوى لتقديم تطمينات جاءت مطالبة للحفاظ على مكان عجيب داخل جامعة القاهرة اسـمه (شارع الحب).

الشارع المذكور يقع داخل الحرم الجامعي القديم، خلف كلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة، ويمتد من خلف كلية العلوم مروراً بمركز الليزر وينتهي بكلية الآثار، وهو هادئ لابتعاده عن ابواب الكليات وتملؤه أشجار كثيفة الظل، وقد اشتهر منذ سنين عدة بهذا الاسم لارتباطه بعشرات قصص وحكايات الحب الشهيرة داخل الجامعة، وأيضاً لانزوائه وتحوله لملتقى للطلبة والطالبات في أجواء تتسم بالخصوصية والرومانسية.

يعتبر طلاب أن وجود مثل هذا الشارع في الجامعة هو أقرب «للحكي الاثري» أو «المكان التذكاري» فقد اختلف العالم والحياة تماماً عن رومانسيات الاربعينات والخمسينات القديمة، وحكايات «اللقاء تحت الأشجار» و«سلفني دفتر محاضراتك»، لكن قيمته تبقى في قدمه وتحوله لذاكرة أجيال ومشاعر إنسانية.

لكن مقابل هذا الطرح يرد آخرون، ربما انعكاسا لحالة الصعود الديني الجارية، بأننـا في مجتمـع شرقي ولا ينبغي ان تكون في جامعاتنا اماكن من هذا النوع، ويؤكد طلاب ان الشارع تعرض في الفترة الاخيرة لملاحقة شرسـة من أمن الجامعـة، إذ منع اي ثنائي (طالب وطالبة) من الانفراد جلوساً أو مشياً، كما وضعت زيوتاً بشكل يومي على المقاعد الحجرية التي تميز المكان حتى لا يجلس أحد عليها.

وتقول الطالبة منى حسين إن «التعارف والصداقة والحب النبيل عواطف انسانية محترمة وراقية، ولا غضاضة أن يوجد مكان يحمل هذه الشهرة داخل جامعة تاريخية مثل جامعة القاهرة، طالما ان الطلاب ملتزمون بالحدود والاخلاق الحميدة».

ويدافع الطالب ايمن جادالمولى عن الشارع، فيقول إن «اغلاق الشارع او تخريبه، سيتحول الى نقطة تحول وحدث عالمي، اذا تزامن ذلك مع صعود الإخوان ومن دون مبرر، بينما واقعيا الشارع رمزي، وحكاياته في المساحة بين الحقيقة والخيال، وهو يشبه في ذلك اماكن كثيرة ترمز للحب وحكاياته في مصر».

ويرفض الطالب الإسلامي حسين عبدالمولى الطرح السابق، ويقول إن «الشارع السياسي المصري يريد الآن تطبيق شرع الله، ويرفض انفراد الشاب بالفتاة تحت أي مبرر، وإذا كانت الحدائق العامة في مصر تخضع الآن لرقابة امنية واجتماعية صارمة ولا يسمح فيها بارتكاب الموبقات، فأولى بنا أن نحافظ على الأخلاق داخل الحرم الجامعي».

ويقول المحاسب سعد حسن، المتخرج في جامعة القاهرة في الثمانينات، إنه يعتقد أن «(شارع الحب) في الجامعة العريقة، شبيه بأماكن كثيرة مثل قصر المنتزه مثلاً، ارتبطت بحكايات وعواطف وقصص اختزنتها الذاكرة المصرية، ويعتقد أن اخذ أي موقف منه نوع من التنطع غير المحبب».

يذكر أن جامعات مصر تضم اماكن شبيهة بـ(شارع الحب)، مثل «ممر جيمي في جامعة عين شمس»، و«شارع عايدة» في جامعة الاسكندرية، لكنها لا تضاهيه شهرة وتاريخاً، كما تضم الجامعات المصرية اماكن اخرى لها خصوصيتها مثل «شارع تل ابيب»، الذي يتجمع فيه طلاب قسم عبري بكلية الآداب.

تويتر