أفغانية باعت مجوهراتها ورهنت منزلها لتوصيل الكهرباء إلى قريتها

ظريفة عمدة بلدة بثـوب رجالي و«شارب مزيّف»

ظريفة كانت ناشطة اجتماعية وتعلمـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــت الكتابة سراً خلال حكم «طالبان». أرشيفية

عندما تجري الأمور بصورة خاطئة في أفغانستان التي دمرتها الحرب، يتوجب احياناً ابتكار طرق غير تقليدية لإعادة الأمور الى نصابها، وهذا ما حدث، عندما قررت المرأة الأفغانية ظريفة قازيزاده (50 عاماً)، أن ترشح نفسها للبرلمان في مسعى منها لإيصال التيار الكهربائي إلى قريتها الكائنة في شمال اقليم بالخ في افغانستان.

لكن ظريفة كانت تشعر بالقلق من احتمال أن يؤدي قيامها بأعمال مثل قيادة الدراجة النارية لوحدها الى الاستخفاف بها من قبل سكان القرية، وللتغلب على هذه المشكلة عمدت الى ارتداء الثياب الرجالية، حتى إنها وضعت شارباً مزيفاً.

وبدأت مهمتها عام ،2004 إذ لم يعمد أحد منهم إلى ردعها بعد ان سخروا من فكرتها، وعلى الرغم من انها خسرت الانتخابات، الا أنها واصلت النضال من اجل ايصال التيار الكهربائي الى قريتها، كما انها اصبحت الآن تحتل منصب العمدة في قرية ناوأباد.

وأصبحت الآن في منصب معترف به، الأمر الذي مكنها من ان تصبح احد وجهاء القرية، وبناء عليه، إذا قام احد الاشخاص بسرقة التيار الكهربائي دون اذن الحكومة فعليه ان يخضع لمساءلة منها. وهي تقول إنها اصبحت زعيمة القرية، من خلال قوة شخصيتها وتصميمها على انجاز ما تريد، لكن تعين عليها في بعض الأحيان ان تضع شارباً مزيفاً كي تسيطر على بعض الأشخاص.

وهي تقول «أقول لرجال القرية إن كل ما أريده منهم هو دعاؤهم، وعندما يتورطون في أي مشكلة، فإني اتحدث الى الحكومة نيابة عنهم، وعندما تحدث أية متاعب تثير الإزعاج فإني احمل بندقيتي وأخرج الى منازلهم للوقوف على ما يحدث هناك، وأنا لا أستطيع أن ادع السكان يسرقون الكهرباء، لأنه يتعين علينا ان نحترم القانون».

ونادراً ما تشاهد النساء في الريف الأفغاني وهن يركبن الدراجات الآلية لوحدهن، ولذلك فإن ظريفة وهي ام لـ15 طفلاً تتنكر في زي الرجال، وتضع شارباً مزيفاً، لتتجنب لفت الانتباه.

وأصبحت ظريفة مصدر إلهام للأخريات من النساء في قريتها، وهي تخبرهن بأنهن يستطعن تحقيق ما قامت به. فهي ربة منزل مثلهن، معروف عنها أنها تهرع الى انقاذ من يريد المساعدة من ابناء قريتها، وأنها قامت بإخراج سيارة جيب كانت عالقة في منطقة طينية عن طريق سحبها بجرار زراعي.

وللحفاظ على وعودها الانتخابية في ما يتعلق بالكهرباء، على الرغم من عجزها عن الوصول الى البرلمان، سافرت الى كابول لمقابلة وزير الطاقة شاكر كارغار، وطلبت الحديث معه، ووافق الوزير على مقابلتها في اليوم التالي، وفي نهاية اجتماعه معها وافق على ايصال الكهرباء الى القرية، لكنه اصر على أن القرية يجب ان تدفع تكاليف التوصيل بنفسها.

وبالنظر الى أنها مصممة على تحقيق هذا الهدف قامت ببيع بعض مجوهراتها، ورهنت منزلها للحصول على المال، وبعد خمسة اشهر كانت الكهرباء في بيوت جميع سكان القرية. وتقول ظريفة «المداخيل التي تأتي من الكهرباء تستخدم لبناء جسر جديد فوق نهر خطر لربط قريتنا بالطريق الرئيسة».

وأشرفت ظريفة على بناء أول مسجد في ناوأباد، الذي تم تصميمه كي تصلي فيه النساء والرجال معا، وبذلك يكون الأول من على هذا التصميم في الدولة. وقال مولافي سيد محمد وهو احد المؤيدين لها «إنها تقوم بأعمال يعجز عنها الرجال»

وتزوجت ظريفة عندما كانت في العاشرة من العمر، وعندما بلغت الـ15 اصبحت اما، وأمضت حياتها في قرية نائية مع عائلة زوجها، كانت تعمل مثل الخادمة الى حد كبير. وخلال حكم «طالبان» انتقلت الى مدينة مزار الشريف مع زوجها، وتطوعت لمساعدة الآباء على تلقيح اطفالهم، وكانت تساعد على تعليم البنات القراءة والكتابة بصورة سرية. والآن اصبحت في الـ50 من عمرها ولديها 36 حفيداً، وهي الآن رئيسة المجلس النسائي، كما انها عمدة القرية، وتستضيف اجتماعات كبيرة لنساء القرية في منزلها، وتشجعهن على أن يحذين حذوها، وقالت لهم في احد الاجتماعات «كنت ربة منزل مثلكن، والآن استطيع ادارة اجتماعاً لأكثر من 1000 شخص».

تويتر