ظهور الغش التكنولوجي أظهر فشل المراقبة. غيتي

الشارع يفرض الغش بمكبرات الصوت في امتحانات مصر

ينافس الحديث عن الغش في امتحانات الثانوية العامة، الصخب الدائر حول صلاحيات رئيس الجمهورية والإعلان الدستوري المكمل في الشارع المصري، خصوصاً ان الامتحانات التي بدأت في التاسع من يونيو الجاري وتنتهي في الرابع من يوليو المقبل، يشارك بها 887 الف طالب، ويتابعها جميع الصحف اليومية والأسبوعية والفضائيات لتسبق في معظم الاحيان اخبار رئيس الجمهورية، كما انها شهدت ما يسمى بالغش الشعبي الذي شاركت فيه قطاعات من الشعب ولم يقتصر على الطلاب فقط، اضافة الى استخدام الطلاب مهاراتهم التقنية الحديثة للتغلب على الأسئلة.

وبين طموحات الطلاب في الالتحاق بكليتي القمة، وهما كلية الطب وكلية الهندسة، والشكوى من صعوبة الامتحانات، حاول اهالي الطلاب في المناطق الشعبية استخدام مكبرات الصوت في تلقين ابنائهم داخل اللجان اجابات الأسئلة.

وكشف مدير عام الشؤون القانونية بوزارة التربية والتعليم، عبدالحافظ وحيد، عن قيام الاهالي في مناطق كثيرة بالمدن، خصوصاً القاهرة، بتلقي الاسئلة من الطلاب عبر الهاتف والإجابة عنها عبر مكبرات الصوت.

وقال حافظ لـ«الإمارات اليوم» «يدعي الطالب داخل اللجنة انه بحاجة الى دخول دورة المياه، ويقوم من الداخل عبر المحمول بإبلاغ اهله بالخارج بالأسئلة، الذين يستعينون بمدرسين والإجابة عن الاسئلة وارسالها عبر مكبرات الصوت».

وقال حافظ «لجأنا الى القوات المسلحة لمطاردة هؤلاء الاشخاص الذين يقفون في اماكن مجاورة للجان الامتحانات، وقامت قوات الجيش بالقبض على عدد منهم في مطاردة اشبه بأفلام الكرتون».

وكانت الصحف المصرية قد تناقلت اخبار إلقاء القبض على السيدة محاسن في حي بولاق الدكرور الشعبي التي استأجرها اهالي الطلاب لتلقينهم الاجوبة عبر مكبرات الصوت.

وكانت تبدا الاجابة «بقولها بسم الله ابدا يا ابني ربنا معاك اجابة السؤال»، كما دعا كوادر الغش الشعبي انصارهم من الطلاب إلى التركيز وعدم الخوف وعدم الاستعجال والانتظار حتى نهاية المدة.

وحفلت صفحات الـ«فيس بوك» بالسخرية من صعوبة امتحانات هذا العام وعرضت بعض المواقع نماذج ساخرة للامتحانات مثل «السؤال الاول اجب عن هذه الاسئلة التعجيزية التالية» والسؤال الثاني «حاول تذكر اشياء لا تتذكرها»، والسؤال الثالث «اذكر شكل الاهداف التي سجلها الكابتن بيليه عام 1961 في فريق الارجنتين مع ذكر نوع الفيلم وماركة الكاميرا التي شاهدت بها الماتش».

وفي تعليق اخر لطلاب الثانوية اعتبر الطلاب ان وزارة التربية والتعليم من الفلول، وتقوم بعقابهم باعتبارهم من الشباب الذين شاركوا في ثورة 25 يناير، وقال طلاب متهكمين، لدينا معلومات ان اسئلة امتحانات الثانوية العامة وضعت في سجن طرة بمعرفة القياديين في النظام السابق احمد عز واللواءحبيب العادلي.

ولم يقتصر الغش في امتحانات الثانوية العامة على مساعدة الاهالي الذين يحاولون انتزاع مراكز متقدمة لأبنائهم ولكن امتد الى استخدام التكنولوجيا الحديثة من قبل الطلاب.

وقال عبدالحافظ وحيد، ان الصراع هذا العام كان تقنياً خصوصاً ان الطلاب يتفقون في استخدام الوسائل الحديثة، وكشف عن ضبط احد الطلاب في مدرسة الامام الشعراوي بالمنصورة وهو يقوم بالغش في مادة اللغة الفرنسية بوساطة ساعة بها ذاكرة ومسجل عليها المادة بالكامل وتعمل باللمس وتم حرمانه من الامتحان، وفي مدرسة فوزي معاذ بالاسكندرية ضبطت طالبة وهي تقوم بالغش عبر كاميرا بها ذاكرة مسجل عليها ايضا مادة الفلسفة والمنطق.

وقال عميد تربية طنطا السابق، الدكتور محمد عبدالظاهر، ان الطلاب تفوقوا على وزارتهم في استخدام التقنيات الحديثة، وقال لـ«الإمارات اليوم ان ظهور حالات الغش التكنولوجي اظهر فشل نظام المراقبة وفشل النظام التعليمي الحالي.

الأكثر مشاركة