ناهد.. ملكة الشطرنج التي هرّبت مناف من سورية
كانت ناهد العجة، وهي سيدة فاحشة الثراء وراعية أرقى حفلات المجتمع الباريسي، هي الشخصية الغامضة التي لعبت دوراً اساسياً في انشقاق العميد مناف طلاس، قائد اللواء 105 في الحرس الجمهوري. وقامت السيدة ناهد العجة مستندة إلى علاقات مع كبار السياسيين الاشتراكيين في فرنسا بتأمين مرور آمن لشقيقها مناف الى باريس الذي كان صديقاً شخصياً للرئيس بشار الاسد. وكانت قد قدمت الخدمة ذاتها لوالدها وزير الدفاع السوري السابق العماد مصطفى طلاس، ولشقيقها فراس وهو رجل اعمال.
وعاشت السيدة ناهد العجة (52 عاماً)، في فرنسا منذ 33 عاما. وهي ارملة تاجر السلاح اكرم العجة، الذي تزوجته عام ،1978 وهي في الـ،18 بينما كان هو في الـ60 من العمر. وورثت عنه ثروة تقدر بمليار دولار، عندما توفي عام .1991 ومنذ ذلك الحين ظهرت كراعية حفلات المجتمع الباريسي الراقي، مع انها كانت مغرمة بلعبة الشطرنج، هذه اللعبة التي جمعتها بدومينيك شتراوس، الرئيس السابق لصندوق النقد الدولي، والذي كان حريصا جدا على ممارسة هذه اللعبة. وأقامت السيدة ناهد نادياً خاصاً لها للعبة الشطرنج. وفي عام 2003 عرفت السيدة ناهد العجة بلقب ملكة الشطرنج الغامضة التي اشترت حصة تبلغ 11٪ من شركة اتصالات للإعلانات.
وكانت ناهد العجة أيضا صديقة لبشار الأسد وزوجته اسماء المولودة في بريطانيا. ويقال انها استضافتهما في حفل عشاء عندما زارا باريس. وقامت ناهد باصطحاب اسماء الاسد بسيارتها الليموزين في رحلات تسوق في باريس.
وتشير التقارير إلى انها مؤثرة جداً في الوسط السياسي الفرنسي، وكانت تربطها علاقات قوية بكثير من رجالات هذا الوسط. واحتفل رئيس الوزراء الفرنسي السابق دومينيك دوفيلبان بعيد ميلاده الـ50 في منزلها عام .2003
وتناول الضيوف طعام العشاء على مائدة مزينة بأقوال نابليون وهو الموضوع المفضل لدى دوفيلبان. وشتان ما بين عالم السيدة ناهد العجة المملوء بالحفلات الراقية والبذخ، وبين المأساة التي يعيشها الشعب السوري الغارق في بحر من الدماء والويلات والدمار التي انزلها بهم النظام. ومع ذلك فإنها تتابع محنة وطنها بقلق متنامٍ.
ووفقاً لبعض التقارير، فقد وضع مناف طلاس تحت الاقامة الجبرية في دمشق، بعد حضوره جنازة لأحد العاملين لديه سابقاً، حيث قام المشيعون بالدعس على صورة لبشار الأسد. ووفقاً لبعض المصادر فقد قرر طلاس الهرب من الاقامة الجبرية بعد ان وصلته اخبار مفادها ان اعتقاله بات وشيكاً. ومن المعلوم انه كان معارضا للقمع العنيف الذي انهال على الأكثرية السنّية في سورية.
ويعتبر انشقاقه اول شرخ كبير على المستويات العليا في النظام. وبدا وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس سعيدا في مؤتمر اصدقاء سورية في باريس ، عندما اعلن ان الدائرة الضيقة للنظام السوري بدأت تدرك أنها «لا تستطيع الاستمرار في دعم سفاح مثل الاسد».
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news