لندن توفر أماكن للصلاة وأكلات حلالاً ومطاعم مفتوحة للإفطار والسحور

العلاقة بين الرياضيين المسلمين والمناسبات الأولمبية قديمة العهد. أرشيفية

تتوافق الدورة الأولمبية هذا العام مع شهر رمضان المبارك، وتجري جميع الأحداث الرياضية، التي تستمر 17 يوماً، في خضم الشهر الكريم ما يفرض تحدياً على الرياضيين المسلمين الملتزمين بدينهم ويجبرهم على الاختيار بين الصوم أو الإفطار للمشاركة في الأنشطة الرياضية.

لكن في كثير من الأحوال فإن انسجام الروح الأولمبية مع شعائر رمضان قد تكون مطلوبة لدى بعض الرياضيين المسلمين الذين يتوقون الى التوفيق بين الانضباط النفسي والإنجاز الرياضي.

المرات القليلة التي تزامنت فيها الدورة الأولمبية مع رمضان كانت خلال دورة ،1904 في لويزيانا بالولايات المتحدة الأميركية، ودورة لندن ،1908 لكن لم يكن هناك رياضيون مسلمون ينافسون في هاتين الدورتين، ولهذا الســبب لم تتم اثارة هذا الموضوع.

ثم اخذ الزمن دورته ليعود الأولمبياد الى لندن عام 1948 مع حلول رمضان، لكن لم يكن من الواضح ما اذا كان الرياضيون المسلمون المشاركون في المناسبة الرياضية تأثروا بذلك.

وشهدت لندن في اولمبياد ذلك العام مشاركة غير مسبوقة من المسلمين، المشاركين والمشاهدين، وكانت ايضا المرة الأولى التي حصدت فيها دولة اسلامية، (تركيا) 10 ميداليات ذهبية، مُلحقة الهزيمة ببريطانيا العظمى، التي حصلت على ثلاث ميداليات ذهبية.

وعلى الرغم من هذا التحدي الذي تفرضه المناسبتان فإن دورة لندن الأولمبية وضعت رمضان ايضا في الاعتبار، فقد تم توفير مكان للصلاة في كل مكان سكني للرياضيين، ووجبة للصائمين بعد غروب الشمس مباشرة، وتوفير حوانيت ومقاصف في القرية الأولمبية تبيع الأطعمة الحلال للمسلمين، وستظل مفتوحة على مدار الساعة كي يتمكن الصائمون من تناول وجبتي السحور والإفطار بكل ارتياح.

العلاقة بين الرياضيين المسلمين والمناسبات الأولمبية قديمة العهد، ففي اولمبياد لوس انجلوس ،1984 اصبحت العداءة المغربية، نوال المتوكل، اول امرأة مسلمة تحقق ميدالية ذهبية في هذه المناسبة، وامر حينها العـاهل المـغربي الراحل، الملك الحسن الثاني، بأن تتم تسمية جميع الفتيات المولودات في المغرب في ذلك اليوم باسم نوال.

الا ان رد الفعل الجزائري على الفائزة بذهبية اولمبياد برشلونة ،1992 العداءة حسيبة بالمرقة، كان مختلفاً فقد شجبها المتطرفون الجزائريون لأنها كانت تعدو بأرجل عارية امام آلاف الرجال.

ومهدت أقدام المتوكل وبالمرقة لجيل جديد من النساء المسلمات، حيث وافقت المملكة العربية والسعودية وقطر وبروناي على مشاركة رياضيات في الدورة الأولمبية الحالية بلندن.

وقد أجاز فضيلة مفتي الجمهورية، د.علي جمعة، إفطار بعثة المنتخب الأولمبي لكرة القدم، وأفراد بعثات الألعاب الأخرى، المتوجهين إلى بطولة اولمبياد لندن، التي ستنطلق في شهر رمضان المبارك.

وأوضح فضيلة المفتي أن الله منح الرخصة في الإفطار للمريض والمسافر، معللاً فتواه بأن نهار رمضان في بريطانيا طويل للغاية، ولا يجوز لأي شخص أن يصوم أكثر من 18 ساعة في اليوم.

وأشار إلى أن العلماء كانوا محتارين في تحديد موعد ساعات الصيام، ليرجع الجميع بعد الاختلاف إلى توقيت مكة، الذي يكون 16 ساعة، مشدداً على أن البطولة لو كانت في مصر لما منحت هذه الرخصة للاعبين، موضحاً أن اللاعب الذي يريد الصيام لا يتم إجباره على الإفطار مطلقاً لأنها مشكلة إدارية.

تويتر