إلقاء الدببة من الجو أثار غضب لوكيشينكو وأمر بأطلاق النار عليها. إي.بي.إيه

فصل جنرالين في روسيا البيضاء بسبب سقوط «دباديب» ديمقراطية

أحس رئيس روسيا البيضاء، الكساندر لوكيشينكو، بالمهانة والمذلة واستشاط غضباً وفصل يوم الاثنين الماضي اثنين من جنرالاته أحدهما رئيس امن الحدود والآخر قائد القوات الجوية، ولكن لماذا فعل لوكيشينكو ذلك؟ يعود السبب الى أن بعض مروجي الديمقراطية السويديون استقلوا طائرة مشحونة بمجموعة كبيرة من الدببة «تيدي» ترمز الى الديمقراطية وتسخر من حكم لوكيشينكو السلطوي، واخترقوا أجواء روسيا البيضاء وأسقطوا شحنتهم فوق العاصمة.

في البداية اعتقد سكان العاصمة أن مدينتهم تعرضت لغزو فضائي، لكنهم فهموا اخيراً مغزى ذلك، وعلى الرغم من ان الحكومة حاولت التستر في بداية الامر على هذه الواقعة التي حدثت في الرابع من يوليو الماضي إلا ان الكثير من شرائط الفيديو والصور الفوتوغرافية ظهرت على الانترنت وجعلت من المستحيل التستر على الامر، وعلى هذا الاساس قرر لوكيشينكو فصل قائد أمن الحدود وقائد القوات الجوية، وفي الاسبوع الماضي استشاط لوكيشينكو غضبا مخاطبا جنرالاته «كيف تبررون هذا الاستفزاز من قبل تلك الطائرة التي لم تعبر فقط حدودنا وانما انتهكت ايضاً اجواءنا وفرت من دون عقاب»، واضاف متسائلاً «هل نقول إن المسؤولين اغبياء ام أن هناك خطأ في النظام الدفاعي الجوي؟».

منظمو حملة إسقاط الدببة كانوا يعتقدون في البداية أنهم سيتعرضون للرصد من قبل الدفاعات الجوية وإجبارهم على الهبوط، ويقول مراقب العملية من على الارض، بير كورنويل «كنا نتوقع ان تجبرنا الدفاعات الجوية على الهبوط»، ويضيف «كانت مهمتي تتمثل في أن أوجد في العاصمة في نقطة معينة وأجهز سيارة لالتقاط الطيارين بمجرد هبوطهما والإسراع بهم الى السفارة السويدية».

ولكن حدث العكس، فقد استغرقت الطائرة الصغيرة ذات المحرك الواحد والتي انطلقت من لتوانيا المجاورة، ساعة و20 دقيقة في اجواء روسيا البيضاء، ثم عادت سالمة من حيث أتت بعد ان اسقطت حمولتها.

ويقول منظمو الحملة إن طاقم الدفاع الجوي حاول في البداية الاتصال مع الطيارين والخطاب معهم باللغة الروسية لكنهم لم يفهموا ذلك.

وكان من المتوقع ان يكون مصير هذين الطيارين شبيهاً بمصير طيارين أميركيين قتلا عام 1995 فوق أجواء روسيا البيضاء كانا يستغلان منطاداً يعمل بالهواء الساخن دفعه الهواء عن دون قصد الى مجالها الجوي، فأمر لوكيشينكو قواته باعتراض البالون وإطلاق النار عليه.

وفي ما يتعلق بهذه الحادثة فقد ذهب لوكيشينكو الى أبعد من ذلك عندما اصدر تحذيراً لوزير دفاعه ونائبه من تكرار مثل هذه الواقعة. واعتقلت السلطات شخصين، أحدهما سيرجي بشاريموف الذي أجر شقة لكورنويل، والذي كان ينتظر هناك وفقاً للخطة المرسومة، والثاني هو انتون سوريابين، مدون شاب وطالب إعلامي، والذي نشر صورتين عن الحادثة على موقعه. ويقول كورنويل ان أياً من الرجلين له علاقة بما حدث.

ولم تكن دببة «تيدي» هي الدمى الوحيدة التي سخرت من حكم لوكيشينكو السلطوي، ففي فبراير من هذا العام تجمعت دمى لكلاب ودببة وأرانب وسط منسك احتجاجاً على نظام لوكيشينكو.

وتعيد هذه الحادثة للاذهان هبوط الطيار الألماني في الميدان الاحمر بروسيا عام .1987

الأكثر مشاركة