أولهم أيزنهاور صاحب العلاقة الخاصة مع سائقته

فضيحة بترايوس تكشف ضعف ساسة أميركا أمام النساء

صورة

بعد الورطة الجنسية التي أطاحت بمدير وكالة الاستخبارات الأميركية المركزية (سي أي إيه)، ديفيد بترايوس، يتساءل بعض المهتمين بهذا الشأن عن سبب مغامرة أشخاص مرموقين، مثل بترايوس، بمنصبهم الحساس من أجل عيون النساء؟

ففي السنوات القليلة الماضية وحدها اعترفت شخصيات عامة بدءاً من النائب الجمهوري، انتوني وينر، الى ممثل الأدوار القوية في السينما حاكم ولاية كاليفورنيا السابق ارنولد شوارزنيغر، بأنهم تاهوا بعيداً فترة من الزمن عن حظيرة الزوجية.

وكان بترايوس قدم استقالته من منصبه بعد افتضاح علاقته الجنسية مع كاتبة سيرته، باولا برودويل التي تحمل رتبة رائد في الجيش الأميركي.

ولم يكن بترايوس اول ضابط ذا منصب رفيع في الجيش الاميركي يتورط في علاقة مع امراة، كما يقول استاذ علم النفس بجامعة تمبل الأميركية فراند فارلي، فقد سبقه الى ذلك الجنرال دوايت ايزنهاور، الذي اصبح في ما بعد رئيساً للولايات المتحدة، عندما اسس علاقة من هذا القبيل مع سائقته البريطانية، كاي سمرسباي، خلال الحرب العالمية الثانية، وفقاً لما روته هذه المرأة في مذكراتها. ويعتقد فارلي الأمر طبيعياً للغاية، «لأن قادة مثل بترايوس يتصفون بالجرأة لتحمل المخاطر وخوض المعارك، يمكنهم ان يسلكوا السلوك نفسه في حياتهم الشخصية».

وربما تكون برودويل نفسها تتصف بجرأة الجنرال وتغامر بمنصبها في الجيش، ففي مقابلة صحافية بجريدة «شارلوت اوبزيرفر» في يناير الماضي، وصفت برودويل نفسها وزوجها بأنهما «مرتادا مخاطرة».

وتعد العلاقات خارج اطار الزواج مغامرة خطرة بالنسبة لموظفي (سي أي إيه)، الذين لديهم تفويض بالاطلاع على المعلومات السرية، لأن مثل هذه العلاقة قد تجعل مثل هذا الموظف عرضة للابتزاز.

والسؤال الذي يطرح نفسه هنا هو: هل العلاقات الغرامية خارج اطار الزواج تستحق المغامرة؟ وكما يعتقد بعض علماء النفس، فإن الرجال يصبحون مستعدين للمغامرة في سبيل امرأة جذابة تدخل حياتهم، ففي دراسة نفسية اكتشف العلماء ان الرجال الذين يلعبون لعبة الورق المعروفة بـ «بلاك جاك» يجازفون بأوراقهم اذا شاهدوا نساء جميلات قبل بدء اللعب، وعلى العكس من ذلك، فإن الرجال الذين يشاهدون وجوها عاطلة من الجمال يلعبون الورق بصبر وتؤدة.

ويعتقد محللون أميركيون أن «الفضائح الجنسية لم تعد تثير الاهتمام كما كان في السابق، ففي السنوات التي حاول فيها الكونغرس الاميركي مساءلة الرئيس الاميركي السابق، بيل كلينتون، بسبب كذبه بعلاقته مع المتدربة، مونيكا لوينسكي، اصبح الشعب الاميركي اكثر وعياً بما يقبله وما لا يقبله في ما يتعلق بالحماقات الجنسية».

ويبدو أن سياسيين مثل ويرنر وجون ادوارد فقدوا مناصبهم وشهرتهم بسبب انكارهم المتواصل لسلوكهم المشين، ووصمهم الشعب الاميركي بالكذب، الا أن من يعترفون منهم في وقت مبكر تجد لهم محكمة الرأي العام الاعذار والتبريرات.

ويعتقد استاذ الدراسات الأميركية ومؤلف كتاب غراميات الدولة، روبرت واتسون، أن «بترايوس استفاد من مفهوم الضربة الاستباقية في الفكر العسكري فقدم اعتذاراً استباقياً، واستقال بسرعة ولم يترك فرصة لأي شخص لمطالبته بالاستقالة ولهذا تحول الرأي العام لمصلحته». ويعتقد واتسون أن الكثير من الفضائح الجنسية تستهدف المسؤولين المنتخبين، وفي بعض الاحيان قادة الاحزاب، الا أن الوضع مع بترايوس لم يكن بسبب كفاءة عملية، ويضيف قائلاً: «بما ان بترايوس ناجح في وظيفته، ولأن دوره يرتبط بالامن القومي والحرب، يتساءل البعض ما اذا كان من الممكن تطبيق احكام فضيحة كلينتون الجنسية؟ وهل من العدل جر الحياة الخاصة للشخصيات العامة لدائرة الضوء، ام هل نتجاهل الحماقات الجنسية التي ترتكبها هذه الشخصيات؟».

تويتر