مذيعة الفن المصرية: استفزني انحياز التلفزيون المصري للإخوان المسلمين

المذيعة هالة فهمي. أرشيفية

لم يكن اكثر الناس تفاؤلاً كان يحلم بأن يأتي ترتيب خبر الرئاسة في نشرات التلفزيون المصري، تالياً لخبر الحدث الأهم في البلاد أو في المنطقة العربية، او أن يتلو المذيع النشرة دون عرضها على وزير الإعلام، ولكن منجز حرية الاعلام كان احدى الثمرات التي انتزعها المصريون بعد ثورة ‬25 يناير.

وأمام الحرية الهائلة التي تتمتع بها القنوات الفضائية الخاصة، اصر اعلاميون الاسبوع الماضي داخل تلفزيون مصر الرسمي على توجيه خطاب انتقادي، اكثر حدة من الفضائيات طال كبار المسؤولين وعلى رأسهم رئيس البلاد، فظهرت مذيعة تحمل كفنها ثمناً للحرية التي تخشى عليها من تسلط الرئيس محمد مرسي، وسخرت أخرى من قرار مرسي باستبعاد محافظ وتكليف آخر بدلاً منه، وقالت على الهواء المثل المصري الشهير «شالوا الضو وحطوا شاهين».

وقد أحال وزير الاعلام صلاح عبدالمقصود المذيعتين للتحقيق وتم ايقافهما عن العمل. وكشفت الإعلامية المصرية، هالة فهمي، التي ظهرت على الشاشة تحمل كفنها، عن وجود اتجاه قوي داخل التلفزيون لفصلها عن عملها، بزعم مخالفتها للقواعد الاعلامية، وقالت فهمي لـ«الإمارات اليوم»، ان «اللجنة التي شكلها وزير الاعلام للتحقيق معها غيرمحايدة لأنها تشكلت بمعرفة الوزير الذي ينتمي لتيار الرئيس، وهو جماعة الاخوان المسلمين، الذي وجهت له انتقاداتي». وقالت فهمي إن «سياسات الوزير والرئيس تدفع البلاد نحو هاوية الحرب الاهلية وإنها استخدمت الكفن رمزاً للضحية بأثمن شيء عند الانسان وهو حياته»، مشيرة الى ان برنامجها الذي تقدمه على شاشة القناة الثانية، اختارت له اسم الضمير، لأنها قررت ان تقول وتفعل ما يمليه عليها ضميرها. وقالت: استفزني كثيراً اصرار القائمين على التلفزيون بالانحياز الى تيار الرئيس مرسي ونقل تظاهرات التأييد، كما ان هذا التلفزيون هو «ملك لشعب مصر وليس ملك لجماعة الإخوان ورئيسها».

وكانت هالة فهمي، قد ظهرت على الهواء مباشرة في برنامجها الضمير، وهي تحمل كفنا على يديها، وتقول إنها مستعدة أن تبذل حياتها في سبيل الحرية التي قامت من أجلها ثورة يناير، وذلك قبل أن يقوم التلفزيون بقطع الإرسال عنها. من جهتها، قامت الإعلامية بثينة كامل بالتعليق على خبر اقالة محافظ شمال سيناء اثناء تقديمها نشرة الاخبار، وقالت ساخرة «شالوا الضو وحطوا شاهين». وقد احيلت بثينة للتحقيق، وجاء في تقرير المحققين «أن مقدمة البرنامج حرصت على الإثارة والتهييج باستخدام جمل وألفاظ غير لائقة، ووجهت اتهامات للجميع بمن فيهم رئيس الجمهورية». وقال الإعلامي محمد الزيني، لـ«الإمارات اليوم»: إن «الاعلاميين في التلفزيون المصري في حالة تمرد طاغية على كل القواعد القديمة والجديدة، خصوصاً مع اتهامهم بأنهم من بقايا النظام السابق»، مشيراً الى حالة العداء التي يواجهها هؤلاء بين الثوار عند قيامهم بمتابعة الاحتجاجات.

تويتر